كرة القدم الوطنية تودع الحكم عبد العزيز لمسلك

ببالغ الأسى والألم، تودع الرياضة الوطنية عبد العزيز لمسلك، و في رحيل الرجل تفقد كرة القدم المغربية حكما شابا غادر إلى دار البقاء بعد صراع مرير مع المرض، معاناة و صراع استمر حوالي سنة.. 341 يوم منذ أن فوجئ بالمرض الخبيث.
وكان آخر ظهور له عندما قاد لقاء فريقي إتحاد طنجة والوداد يوم الأحد 25 أبريل السنة الماضية، برسم الجولة الـ 13 في الدوري الاحترافي الأول، لقاء آلت نتيجته لفائدة فريق طنجة بحصة 3-2، وأعلن فيه الراحل عبد العزيز عن ضربتي جزاء للفريق المحلي.
وانتهى اللقاء بتفاعل كبير لأهميته، وبعد يومين شعر عبد العزيز بعياء وألم حاد على مستوى الكتفين والظهر، وخضع لفحص طبي التحاليل مقرون بالتحاليل، ليدرك أن سبب الألم.. وبإيمان قوي، وبدعم مؤسسة الأمن الوطني التي ينتمي إليها موظفا وزملائه الحكام والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شخص رئيسها فوزي لقجع التي تحملت تكاليف التطبيب و العلاج ، ظل عبد العزيز بين المصحة والبيت، وخضع في الفترة الأولى لبروتوكول العلاج مدتها خمسون يوم، وللأسف استفحل الداء وإستعصى الدواء ومن أبريل حيث داهمه المرض إلى أبريل الجاري.
وفي يوم الاثنين سلم عبد العزيز لمسلك الروح لباريها عن سن الثانية و الثلاثين، مخلفا الزوجة و بنته “فداء” عمرها سنتان، ورصيدا من الحب والصدق والو فاء.
عبد العزيز لمسلك شاب مغربي برز في العاصمة، والتحق بسلك الأمن الوطني موظفا وقاده عشك الرياضة وممارسة الكرة إلى ولوج مجال التحكيم في المدرسة بعصبة الغرب سنة 2005، وبحكم وظيفته وشخصيته المقرونة بالجدية والالتزام بالقوانين والضوابط وبالتكوين والدراسة، تميز وتحول حكما متجولا بين العصب سنة 2011، بمؤهلاته البدنية وجودة الممارسة وجمالية الحركة انتقل لقيادة مباريات الدوري الاحترافي في القسم الثاني في موسم 2014 – 2015.
وفي الموسم الموالي اعتمدته اللجنة المركزية للتحكيم والمديرية في قيادة مباريات الدوري الاحترافي الأول، وأول مباراة قادها جمعت فريقي شباب أطلس خنيفرة والمغرب التطواني، وتابعناه ميدانيا رفقة زملائه في الفريق التحكيمي زكرياء البرينسي وزكرياء بوشتاوي.
وكانت لعبد العزيز لمسلك أحلام ورغبة، وقد أختير ثاني أحسن حكم شاب بعد بوسليم وجلال جيد، ورأى فيه المتتبعون والمهتمون حكما واعدا يبصم مساره متفردا بأدواته، موهبته وتكوينه الميداني إضافة إلى شخصيته القوية التي تمنحه الحضور المميز وموازاة مع الموظف والحكم هو عبد العزيز الإنسان، الصادق والوفي، ملتزم بالواجب في الوظيفة ومثابر في التداريب وفق برنامج يوفق فيه بين البيت والمكتب والملعب، وكان بذلك نموذج المواطن، أب الأسرة الرياضي، الحكم المهووس بفن وجمالية كرة القدم عاشق للحياة، نسج روابط المحبة والود مع محيطه في الشغل وفي المدار الرياضي، مع زملائه الحكام قد بادروا وأبدوا استعدادهم ماديا ومعنويا، قبل أن تتدخل الجامعة لتتكفل بجميع مصاريف العلاج .
وهكذا، وفي عقده الرابع عن سن الثانية والثلاثين، لبى عبد العزيز نداء ربه وغادر إلى دار البقاء، ويرحل في الأجل المحتوم، في زمن تشهد فيه كرة القدم الوطنية تحولا نوعيا ضمن أوراش التطوير والتجويد، وهي في حاجة إلى كل الكفاءات والقامات .
عبد العزيز من نعزي فيك اليوم، العائلة التي نلت رضى أفرادها وسعيت لتشريفها فتى رائعا، الزوجة الكريمة وبنتك فداء التي فقدتك صغيرة تعيش اليتم.. زملاء الشغل في سلك الأمن رفاق دربك في الملاعب الرياضية.. رافقوا الجنازة إلى مقبرة الشهداء في الرباط حيث الدفن، وكلهم في خندق الحزن ودعواتهم لك بالرحمة والمغفرة وجنة الرضوان.. هي إرادة الله و قدره.. إنا لله و إنا إليه راجعون..

وداعا عبد العزيز المواطن، الحكم والإنسان.. لن ننساك..

< محمد أبو سهل

Related posts

Top