مؤسسة جدارة تحتفي بنساء ملهمات في النسخة السادسة من “Her Day For Her”

احتضنت المدرسة العليا للتدبير، بالدار البيضاء، زوال يوم الجمعة 19 أبريل 2024، فعاليات النسخة السادسة من ماستر كلاس “يومها من أجلها – Her Day For Her”، الذي نظمته مؤسسة جدارة، بحضور نخبة من السيدات الرائدات في مجالات متعددة، و300 مشاركة ومشارك من المستفيدين من برامج المؤسسة.

ويهدف هذا الحدث السنوي إلى إبراز النماذج النسائية الملهمة، وتعزيز الثقة في النفس لدى الفتيات والشابات، خصوصا المنحدرات من أوساط اجتماعية هشة، من خلال التعرف على مسارات نساء تحدين الصعوبات وأثبتن حضورا مؤثرا في ميادين متنوعة تشمل ريادة الأعمال، الإعلام، العلوم، الطاقة، التعليم وغيرها.

عرفت نسخة هذا العام تكريم ست نساء ملهمات، يجمعهن مسارٌ من التحدي والإصرار على النجاح، في ميادين متنوعة تتراوح بين العلوم والإعلام وريادة الأعمال والعمل الاجتماعي.

برزت ضمنهن نسرين الكتاني، التي تمزج بين روح المقاولة والالتزام المجتمعي، حيث تمكنت من خلق تجربة فريدة تجمع بين ريادة الأعمال الرقمية والعمل الشبابي. وتشغل الكتاني دور “بطلة الشباب” في إطار شراكة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، وتساهم من خلال هذه المهمة في بلورة مبادرات موجهة للشباب، خاصة في مجالات التواصل والتنمية.

ومن عالم العلوم الدقيقة، تألقت خديجة بندم، الخبيرة المغربية في السلامة النووية، التي تشغل مناصب قيادية داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. تشكل بندم نموذجا للمرأة التي استطاعت أن تحجز مكانًا لها في أحد أكثر التخصصات العلمية دقة وتعقيدا، ما جعلها مصدر إلهام للعديد من الفتيات المهتمات بالمسارات العلمية.

أما في مجال الإعلام والثقافة، فقد حضرت فاطمة إفريقي، بصفتها من أبرز الأصوات النقدية في المشهد الإعلامي المغربي. راكمت إفريقي مسارا غنيا كمقدمة برامج تلفزية، وكاتبة، وأستاذة في معاهد الصحافة، ما مكنها من التأثير في أجيال جديدة من الإعلاميين والإعلاميات.

وفي مجال التربية الدامجة، قدمت نزهة زنبوع نموذجا مؤثرا للمرأة المكافحة، إذ تشتغل كأستاذة متخصصة في طريقة برايل، وتشغل مهمة منسقة إقليمية بوزارة التربية الوطنية. رغم فقدانها للبصر، تواصل زنبوع نضالها اليومي من أجل تعليم أكثر عدالة وإنصافًا، خاصة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة.

ومن بين النماذج العلمية المتميزة أيضا، حضرت سكينة بن نعمان، الحاصلة على دكتوراه في الكيمياء من جامعة تولوز، والفاعلة في مجال الطاقة المستدامة. تعمل بن نعمان على تطوير بدائل بيئية في الصناعات الكيميائية، وتسعى إلى تبسيط العلوم ونقلها إلى جمهور أوسع، من خلال مبادرات تربط بين البحث العلمي والتواصل المجتمعي.

كما تألقت نوال الحوتي، بصفتها خبيرة في الإعلام الرقمي ومؤسسة مبادرات رائدة من بينها Global Influencers Summit. تسلط الحوتي الضوء على التحولات التي يعرفها مجال العلاقات العامة وصناعة التأثير، وتواكب التطور السريع في أدوات التواصل الرقمي، مما جعلها مرجعًا في هذا المجال على الصعيد الوطني والدولي.

في تصريح له بهذه المناسبة، أكد حميد بلفضيل، الرئيس المدير العام لمؤسسة جدارة، أن هذا الحدث يُجسد رؤية المؤسسة في جعل القدوة الإيجابية رافعة أساسية لبناء الطموح وتوسيع الآفاق، مشيراً إلى أن “جدارة تشتغل منذ أزيد من 23 سنة على تمكين الشباب من الولوج إلى تعليم جيد، ومرافقتهم نحو الاندماج المهني، مع تركيز خاص على الفتيات، اللواتي يمثلن اليوم 74% من مجموع المستفيدين”. وأضاف: “نحن فخورون بمواصلة هذا الالتزام عبر مبادرات مثل Her Day For Her، التي تحفّز الأمل وتفتح المجال للنقاش الحقيقي حول المساواة والتمكين”.

من جانبها، صرحت سميرة كبى، المسؤولة عن التطوير والتواصل بمؤسسة جدارة، أن “اختيار ضيفات هذه النسخة تم بعناية، بهدف تقديم نماذج واقعية وملهمة يمكن للمستفيدات من برامجنا أن يرين فيهن أنفسهن، ويؤمنّ بإمكاناتهن”، وأضافت: “هؤلاء النساء برهن أن النجاح ممكن، وأن كل تجربة يمكن أن تكون مصدر إلهام وتغيير”.

أما أميمة مهيجر، المديرة التنفيذية للمؤسسة، فأكدت أن “اللقاء شكل لحظة قوية من التبادل الإنساني، وأتاح للمستفيدين فرصة الحوار المباشر مع شخصيات استثنائية”. وأضافت: “في جدارة، نؤمن أن التمكين لا يتحقق فقط بالدعم الأكاديمي أو المالي، بل أيضاً بخلق روابط إنسانية ملهمة تُنعش الحافز الداخلي وتصنع الفرق”.

Top