أعلن بداية الأسبوع عن انفصال المدرب هوبير فيلود عن فريق الدفاع الحسني الجديدي لكرة القدم، بعد ثلاث أشهر تقريبا من التعاقد معه خلفا لعبد الرحيم طالب.
ومنذ التعاقد مع هذه الإطار الفرنسي، لم يحصل معه الفريق الدكالي سوى على 10 نقط من 12 مباراة، تلقت شباكه 9 أهداف في ثلاث مباريات الأخيرة فقط، أمام كل من الرجاء، وهزيمة أمام الجيش الملكي، ليأتي الدور على فريق أولمبيك خريبكة.
حصيلة كارثية للفريق الدكالي مقارنة بالنتائج التي حصلها طالب، هذا الأخير الذي كان يعاب عليه عدم بحثه عن الألقاب، وعجزه عن منافسة الأندية التي تعودت على التتويج.
أمام كثرة الاحتجاجات، اضطر رئيس الفريق عبد اللطيف المقترض، لأحداث تغيير على رأس الإدارة التقنية، فاهتدى هو ومن معه، على مدرب يتمتع بتجربة، وله سجل محترم، ولم يكن إلا هوبير فيلود (59سنة) الذي جاور العديد من الأندية سواء في فرنسا أو بإفريقيا.
أشرف سنة 2009 على تدريب الطوغو، وعرج على المغرب من بوابة حسنية أكادير سنة 2011، كما توج رفقة وفاق آسطيق الجزائري بثلاث ألقاب محلية، وفريق تيبي مازيمبي الذي فاز معه بكأس الإتحاد الإفريقي وكأس “السوبر كوب ” والدوري الكونغولي قبل سنتين، ومر أيضا بتجربة مع النجم الساحلي التونسي والكويت الكويتي.
قبل الجديدة، حصل نفس الأمر مع فريق الوداد البيضاوي، إذ تعاقد هو الأخر مع مدرب بسجل كبير، ولم يكن إلا الفرنسي أيضا ريني جيرار(60 عامًا)، وسجله يقول انه مدرب يتمتع بتجربة، درب عدة فرق في فرنسا مثل مونبلييه، الذي فاز معه بالدوري سنة 2012.، ودرب ليل، ونانت، وستراسبورغ، إلى جانب منتخب الشباب، والناشئين في بلاده.
ورغم هذا السجل المهم، فان مقامه لم يدم طويلا، فبعد أربعين يوما فقط من التعاقد معه، اضطرت إدارة الوداد للانفصال، بعد إقصاء من الكأس العربية، وإقصاء من كأس العرش، وانهزام أمام فريق شباب الريف الحسيمي، رغم تواضعه.
وفي غياب التأكيد، فالأخبار تفيد أن تعاقد الدفاع والوداد مع فيلود وجيرار، جاء بتوصية من مدرب هيرفي رونار، وفشلهما لا يعني أنهما غير كفأين.
خلال الأسبوع الماضي، تعاقد فريق الرجاء البيضاوي مع مدرب فرنسي أيضا، ونفس المصادر تقول بأن الأمر جاء أيضا بتوصية من رونار، ويتعلق الأمر بباتريك كارتيرون.
سجله يقول انه مدرب مجرب، قاد فريق تي بي مازيمبي الكنغولي للفوز بعصبة أبطال أفريقيا 2015، كما حصل معه على المركز السادس في كأس العالم للأندية 2015، درب نادي وادي دجلة المصري، وآخر فريق دربه كان الأهلي المصري لمدة موسمين.
وهناك أمثلة كثيرة سجلت ببطولة الوطنية لأندية تعاقدت مع مدربين على أساس “C V”، ولم تنجح في ذلك، وبالمقابل كان النجاح حليف أندية وطنية وضعت الثقة في مدربين مغمورين وحققت نجاحات كبيرة، وهنا يمكن أن نعطي مثال للراحل المهدي فاريا، الذي درب الجيش الملكي، ولا أحد كان يعرف اسمه، إلا أن الحصيلة كانت باهرة، ليحقق نفس النجاح حتى مع الفريق الوطني المغربي لكرة القدم.
وعليه، فان السجل وحده ليس مقياسا للنجاح، بقدر ما يتعلق بمنطلقات وأسس وخيرات أخرى، تهم بالدرجة الأولى هوية النادي وقيمته، وطريقة اللعب وتشكيلة اللاعبين وأهدافه وحكامة تسييره، وغيرها من الأمور التي لا غنى عنها في نجاح أي تعاقد…
محمد الروحلي