لم يحدث طيلة تاريخ المنافسات الافريقية لكرة القدم، سواء تلك الخاصة بالمنتخبات أو الأندية، أن شهدت مباراة نهائية كل هذا اللغط، وردود الفعل والتصعيد المبالغ فيه، بخصوص مكان إجراء مباراة النهاية، كتلك التي ستجرى مساء اليوم بمركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، بين الوداد المغربي والاهلي المصري.
تصعيد غير مسبوق، حول مناسبة رياضية عادية، إلى مسألة حياة أو موت، استعملت فيه من جانب واحد، كل الأسلحة، حتى تلك المحرمة رياضيا، بما في ذلك اللجوء إلى التحكيم الدولي، إلى درجة اللجوء إلى التخوين والاتهامات المجانية، وغيرها من الاساليب المرفوضة قانونا واخلاقا.
وبالرغم من كل الضغوطات التي مورست، والحيل والاساليب غير المقبولة التي لجا إليها الأشقاء، فإن المباراة ستجرى في موعدها ومكانها، كما تحدد ذلك من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بدون زيادة ولا نقصان، ليسجل “نادى القرن” هزيمة مدوية خارج المستطيل الأخضر، تسبب بها، ضيق أفق من يتحمل حاليا قادة ناد مرجعي على جميع المستويات.
كل السيناريوهات التي خطط لها أشرف محمود ومن معه، باءت بالفشل الذريع، مع أن ناد كبير كالأهلي، لم يكن في حاجة إلى المبالغة في التصعيد والمناورة، في مواجهة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي اتبعت الطرق المشروعة من أجل كسب ثقة الكاف، وأن اختيار كان بطريقة ديمقراطية، فما هو الذنب الذي ارتكبه إذن المغرب الرياضي، حتى تشن عليه حملة بتفاصيل شعواء؟
ستجرى المباراة وفق الترتيبات التي أعدها جهاز الكاف، كما تم تخصيص استقبال لائق من طرف السلطات المغربية لبعثة الأهلي، بروح رياضية عالية، تجسد عمق العلاقات الثنائية بين المغرب ومصر، دون أن تؤثر فيها تفاصيل مناسبة رياضية، تنتهي بإعلان صافرة الحكم عن ختامها.
يقدم الجانب المغربي كالعادة درسا بليغا في التعامل الراقي، وفق احترام تام لتقاليده الضاربة بجذور التاريخ، وتقدير تام للدور الرائد الذي يطلعه به، كبلد يحترم كل التزاماته ومسؤولياته، مع جميع الدول، فبالأحرى الشقيقة مصر، الذي يكن لها كل المغاربة قمة وقاعدة، الكثير من التقدير والاحترام.
والأكيد أن الجانب المغربي وضع جانبا كل من صدر من اساءة عن الادارة الحالية للأهلي وجوقة الإعلام التابع له، سيخصص استقبال لائق للوفد المصري وجمهوره، وسيصفق له جمهور مركب محمد الخامس، إذا قدم عرضا كرويا ممتازا، بدون أي حقد أو ضغينة.
فمرحبا بالأهلي، وحظ سعيد للوداد المغربي، الذي يطمح إلى كسب النجمة الثالثة، ويسعد جمهور عريض، وكل من يطمح إلى رؤية كرة القدم الوطنية، تتألق عربيا وقاريا، والوصول إلى العالمية، وذلك بمشاركة ناجحة في كأس العالم للأندية…
حظ سعيد مرة أخرى لوداد الأمة…
>محمد الروحلي