مفارقة عجيبة

دورة ويسدل الستار على البطولة الوطنية لكرة القدم بقسمها الثاني، وقبل الانتهاء الرسمي للمنافسات، تمكن كل من فريقي شباب السوالم وأولمبيك خريبكة من تحقيق الصعود للقسم الأول للبطولة الاحترافية.
وإذا كانت الأوصيكا متعودة على منافسة كبار البطولة، وسبق لها أن توجا بلقبي البطولة وكأس العرش، واتوفر على مقومات النادي المرجعي من موارد مالية قارة، وجود قاعدة جماهيرية، ملعب رهن إشارته، وغيرها من التجهيزات والمرافق الضرورية التي ورثها من احتضانه من طرف المؤسسة الوطنية للفوسفاط.
لكن فريق شباب السوالم يحقق لأول مرة في تاريخه هذا الإنجاز المهم، والذي أهله لمواجهة قسم الصفوة، وامتلاك طموح لا يستهان به، جعله يتجاوز كل الفوارق، تقنيا وماليا، ليحافظ على مساره المتوازن، ويتمسك بمركز الريادة، إلى حين الإعلان الرسمي عن صعوده.
هذا على مستوى المقدمة، إلا أن المثير في هذه النازلة، هو وجود مجموعة من الفرق العريقة التي كان من المفروض أن تنافس على ورقتي الصعود، نجدها تصارع من أجل ضمان البقاء، وتفادي للنزول لقسم الهواة.
ستة فرق لها تاريخ كبير، حكمت عليها مجموعة من العوامل بالتواجد ضمن القسم الثاني، وفي كل مرة يتم الترويج لحديث حول الرغبة في المنافسة لتحقيق العودة، إلا أن هذا المطمح يصطدم كل موسم، بمشاكل مختلفة تقبر طموحها، دون إلغاء الدور التخريبي لجيوب المقاومة، والتي لا مصلحة لها في تألق هذه الفرق، وهذا لا يسري على كل الفرق، وهناك اختلاف بين هذا الفريق وآخر.
الاتحاد البيضاوي، الراسينغ البيضاوي، جمعية سلا، الكوكب المراكشي، النادي القنيطري، رجاء بني ملال، أندية تنتمي لمدن كبرى، تتمتع بقاعدة جماهيرية، كما تتوفر على محبين وعطوفين بالعديد من المدن المغربية، دون الحديث عن قيمة النتائج التي سبق أن حققتها أيام التواجد بالقسم الأول، لسنوات طويلة، إلا أن التاريخ شيء، والواقع اليوم شيء آخر، حيث ساءت الأمور بشكل دراماتيكي، لتجعل هذه الفرق تصارع من الحفاظ على الأقل بالقسم الثاني.
سننتظر نتائج الدورة الأخيرة من بطولة هذا الموسم، لمعرفة اسم الفريق الذي سيرافق وداد تمارة لقسم الهواة، وأي فريق من الفرق الستة، سيفشل في الحفاظ على مكانه، سيكون بمثابة خسارة كبيرة لجمهوره ومدينته وتاريخه، ويشكل تواضعه إدانة لنوع من التسيير تحكم في زمام الأمور داخل إدارات هذه الفرق التاريخية.
كما أن الفضول سيسمح لنا من الآن، بترقب حضور الشباب الرياضي السالمي بالقسم الأول، في مواجهة منافسة لا تؤمن إلا بالأقوياء.
ما علينا إلا الانتظار …

>محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top