مفارقة غريبة بحصيلة الهدافين…

على بعد دورتين عن انتهاء، البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم بقسمها الأول، يتواصل الصراع على ثلاث واجهات، هناك تنافس في المقدمة، وما يتفرع عنه من فوز باللقب، أو احتلال مراتب متقدمة، تمكن من لعب مسابقات خارجية، وهناك صراع البقاء المشتعل بأسفل الترتيب، أما ثالث مجالات التنافس، فيخص لقب الهداف .
وبإطلالة على قائمة بطولة هذا الموسم، يصطدم المتتبع بضعف الحصيلة الرقمية، رغم مرور (28) دورة، إذ هناك تقارب بين مجموعة من الأسماء، وهناك هزالة تعكس غياب اللاعب الهداف، الذي أصبح عملة نادرة، سواء وسط اللاعبين المغاربة، أو الأجانب الذين يمارسون بالبطولة الوطنية…
يحتل مقدمة ترتيب الهدافين، المهاجم السنغالي لفريق الوداد البيضاوي بولي صامبو بـ 12 هدفا، رغم غيابه للعديد من الدورات بسبب الإصابة، متبوعا بلاعب فريق الفتح الرباطي حمزة هنوري، بفارق هدف فقط، وعلى بعد هدفين، يظهر اسم المدافع «الكاب فيردي» لفريق الجيش الملكي ديني بورغيس…
حصيلة رقمية جد ضعيفة لبطولة هذا الموسم، وإن كانت لا تختلف في المجمل عن كل المواسم الأخيرة، إذ بالكاد تقارب الـ (18) هدفا، إلا أنها تعكس معطى سلبيا يترجم ترجعا يؤثر بشكل كبير على المنتخبات الوطنية، كما يؤثر على حضور الأندية بالمسابقات الخارجية…
ويعد موسم 2015-2016 الأضعف عبر التاريخ، إذ سجل المهدي النغمي 12 هدفا فقط، مكنته من فوز بلقب هداف الموسم.
هناك من يرجع الأسباب إلى طغيان الأساليب الدفاعية لأغلب الفرق المغربية، والصرامة التكتيكية، والمستوى التقني المتوسط للمهاجمين المغاربة، وحتى اختيار اللاعبين الأجانب، يتم عبر قاعدة الأقل تكلفة، أو ما تبقى بسوق الانتقالات…
والمؤكد أن غياب اللاعب الهداف، يرجع بالأساس إلى ضعف التكوين، وإخفاق المنقبين في العثور على المواهب الصغيرة القابلة للتطور، وهذا ما على الأكاديميات المتواجدة ومراكز التي تشتغل بأغلب المدن الاهتمام به، وتوجيه البوصلة نحو العمل على إنجاب هدافين من الطراز الرفيع على غرار، فرس والبوساتي وزير وناضر وبيضوضان ولغريسي، حمد الله؛ ومحسن ياجور وغيرهم من اللاعبين…
إنها بالفعل مفارقة عجيبة؛ وكواحدة من المتناقضات المتعددة لبطولة تصنف الأقوى على الصعيد الإفريقي…

>محمد الروحلي

Related posts

Top