غادر فوزي البنزرتي الوداد يوم الإثنين الماضي، بعد انتهاء مدة العقد الذي يربطه بنادي الوداد، وشد الرحال إلى بلده تاركا الوداد خارج منافسات كأس العرش ودوري أبطال إفريقيا، وللأسف لم يحرز النادي سوى لقب البطولة فقط موقعا على حصيلة متواضعة لأن خزانة الوداد تحتفظ بـ 21 لقب في مسار الدوري الوطني.
وكان رهان فعاليات النادي على الفوز بأكثر من لقب و ذلك لما وفره المكتب المسير برئاسة سعيد الناصري من إمكانيات بشرية ولوجيستكية، وتابع المناصرون كيف فشل الشيخ البنزرتي في قيادة الوداد لتحقيق المطلوب بتدبير مرتبك للمجموعة واكتفائه بالاعتماد على مجموعة من اللاعبين دون غيرهم، ولم يلجأ إلى عملية التدوير، إلا عند ظهور المردود السلبي المقرون بقلق الجمهور.
وأنهى الوداد الموسم بحصيلة متواضعة ضمنها لقب بطل الدوري الاحترافي، وتابعت الجماهير كيف تمكن الفريق من هزم خصمه الجنوب إفريقي كايزر شيفز في دور المجموعات عندما استقبله في واغادوغو، ودك شباكه برباعية نظيفة في فبراير، قبل أن ينهزم أمام نفس الخصم بهدف دون رد في أبريل، بفريق قاده المدرب المساعد بنشريفة، وضم في تشكيلته جل العناصر التي لم يلتفت لها البنزرتي من قبل.
والغريب أن كايزر شيفز المغمور هو من حل بالدار البيضاء في 19 يوليوز ويهزم الوداد في الدار البيضاء بهدف دون رد، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، قبل أن يلتقي الفريقان بعد أسبوع في الإياب، ويعجز الوداد على تعويض الخسارة التي تكبدها في الدار البيضاء ويخرج من المسابقة.
ويتكرر الفشل بقيادة البنزرتي في منافسات كأس العرش حيث أقصي الوداد في دور النصف بهزيمة أمام المغرب التطواني، وتابع الجميع كيف ظهر الوداد البطل بمردود دون مستوى طاقاته ومؤهلاته وتفرج المتتبعون والمهتمون على البنزرتي وهو يواجه التحكيم بسلوكات غريبة، في وقت يتأهب فيه اللاعبون لدخول مرحلة ضربات الترجيح وهم في حاجة إلى طاقم تقني هادئ قادر على توفير أجواء التركيز ومكافحة الضغط لكسب رهان التأهل.
للأسف بالغ البنزرتي في الاحتجاج و سرب الغليان إلى دكة الإحتياط، و ليست المرة الأولى التي يظهر فيها البنزرتي بتفاعل مفرط لا يناسب الرجل في سنه وتجربته، فهل أصاب مسؤولو الوداد الاختيار بالرجوع إلى التعاقد مع البنزرتي في تجربة أخرى، وهو الذي سبق أن تخلى عن الفريق بدعوى تلبية نداء وطنه عندما تلقى دعوة الإتحاد التونسي لتدريب منتخب بلده و الغريب أن هذا لم يتم.
وماذا كسب الوداد تحت إشراف البنزرتي خاصة وأن سعيد الناصري التزم بتقوية تركيبة الفريق وتوفير جميع الإمكانيات تفاديا لتكرا ما حدث في الموسم الماضي، حيث خرج الفريق بحصيلة سلبية.
الوداد متعود على لقب البطل في الدوري الوطني وقد أحرز خمسة في زمن الحماية والباقي منذ فجر الاستقلال ويرصد إمكانيات كبيرة للتألق أكثر عربيا، قاريا ودوليا ويبدو اليوم أن فوزي البنزرتي أكبر رابح في وقت خسر فيه الوداد كأسي العرش وعصبة الأبطال في محطة النصف في المسابقتين.
ووفرت إدارة الوداد كل الإمكانيات وراهن الجمهور على موسم استثنائي، بعد التمكن من استئناف التألق وطنيا لكن الصدمة جاءت قوية والحسرة عميقة عندما أقيمت مباراة نهائي دوري أبطال إفريقيا، بفضل جهود جامعة كرة القدم ورئيسها فوزي لقجع في الدار البيضاء وبالضبط بالمركب الرياضي محمد الخامس.
هكذا، حزم فوزي البنزرتي الحقيبة وغادر وبقي الوداد في فضائه ويتأكد مرة أخرى أن الرجل محظوظ، وقراءة في رحلاته في كرة القدم المغربية مع قطبيها يترجم ذلك.
وتعاقد البنزرتي مع الرجاء الذي انفصل عن مدربه امحمد فاخر قبل ثلاثة عشر يوم عن موعد موعد مونديال الأندية (دجنبر 2014) و يعيش الحدث العالمي، ثم يغادر في ماي الموالي وقد أضاع الرجاء لقب البطل بهزيمة في أسفي أمام الأولمبيك، ويعود البنزرتي إلى الدوري المغربي عبر الوداد عقب الانفصال عن المدرب الحسين عموتة، وبعد فترة يغادر ثم يعود إلى الوداد و بعد شهر فقط يجد أمامه مباراة كأس السوبر.
البنزرتي يغادر الوداد وملف ما صدر عنه في لقاء نصف نهائي كأس العرش أمام المغرب التطواني مفتوح فوق طاولة لجنة التأديب، وقد يتعرض الرجل لعقوبة ترافقه في وجهته الجديدة، هذا في وقت تبحث فيه إدارة الوداد عن بديل للبنزرتي وتناقش الموضوع مع وليد الركراكي.
< محمد أبو سهل