من المسؤول؟

فوضى عارمة داخل الملعب، تحطيم كراسي، إشعال النيران في جزء كبير من المنصة،  اقتلاع المرمى المقابل للمدرجات الشمالية،  تكسير الواجهات الزجاجية لمرافق داخل الملعب، من بينها مستودعات الملابس، رفع  شعارات مسيئة لساكنة المدينتين، دخول شخص دخيل على المجال الرياضي إلى أرضية الملعب، وترويج لشعارات وكلام قبيح يمس الأخلاق العامة،  بالتلميح إلى  واقعة ما سمية بـ”راقي بركان” والغرض من ذلك، هو الإساءة لساكنة المدينة الجار. 
 بالإضافة إلى كل هذا، بقاء بعثة الفريق الضيف لساعات داخل الملعب، إلى أن تم إخراج أفرادها عن طريق سيارات الأمن، تسجيل اعتقالات وسط المشاغبين، اعتداءات على رجال الأمن… تلك هي الحالات المؤسفة والكارثية التي عاشها الملعب الشرفي بوجدة، وما خفي أعظم، وهى حالات لا تشرف أحدا، وتقتضي المصلحة العامة إدانتها، ورفضها والعمل على محاربتها بدون هوادة، وتفادي تكرارها مستقبلا في كل المدن المغربية.
ما حدث بوجدة كانت له مؤشرات قبلية، ورغم ذلك لم يتم التعامل معها بما يكفي من الحزم،  ولم تتخذ خطوات استباقية، فأسبوع قبل المباراة، تبادلت جماهير  الفريقين السب والشتم والقذف، بل والتهديد والوعيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومع ذلك لم يتم الانتباه للأمر،  ولم يؤخذ بعين الاعتبار خطورة الموقف، وما يمكن أن تخلفه هذه المقابلة من أحداث مؤسفة، وهذا ما كان بالفعل، حيث اهتز الرأي العام الوطني على وقع أحداث خطيرة كانت من الممكن جدا أن تتحول إلى مجزرة تشبه تلك التي شهدها ملعب بورسعيد بمصر.
خلال هذه المقابلة سمح بإجراء المباراة بملعب لم يكتمل إصلاحه، لم يتم تجهيز الملعب بكاميرات المراقبة، رغم أن القانون يفرض ذلك،  حضر عدد كبير من الجمهور تجاوز العشرين ألف متفرج، مع أن مسؤولي فريق المولودية الوجدية، يؤكدون أن التذاكر التي تم وضعها بالسوق لم تتجاوز العشرة الآلاف تذكرة، فمن أين جاء حوالي الضعف؟
سمح بدخول القاصرين للملعب، مع أن القانون يمنع ذلك، سمح أيضا بتنقل عدد من المشجعين من بركان والمدن المجاورة نحو ملعب وجدة،  بواسطة شاحنات بحمولة غير قانونية تماما، أمام ومرأى ومسمع من رجال الأمن والدرك،  فمن يتحمل مسؤولية هذا التقصير؟
هذه الأسئلة وغيرها كثير، تنتظر إجابات واضحة وصريحة دون قفز عن الحقائق، لأن ما حدث خطير وخطير جدا، ولولا المجهود الذي بذل في آخر لحظة من طرف رجال الذين كلفوا بالتنظيم يوم  المباراة، لحدثت المجزرة الرهيبة والمرعبة، لأن الإصرار على إلحاق الأذى بالآخر كان واضحا للعيان، داخل فضاء كانت أدوات المواجهة متوفرة من أحجار وأدوات حادة، بسبب عدم اكتمال الأشغال.
انتهت الموقعة، لكن التبعات لم تنته بعد، ولن تنته، ما لم يتم الوقوف على الأسباب والمسببات، ومعرفة الجهة التي تتحمل مسؤولية الأخطاء المرتكبة.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top