من هولندا إلى أميركا.. “أوميكرون” يفسد أعياد رأس السنة الميلادية

تسبب متحور أوميكرون من فيروس كورونا المستجد الذي انتشر في معظم دول العالم حتى الآن في موجة جديدة من الإغلاقات في أوروبا وإلغاء خطط الاحتفالات بموسم الأعياد السنوي.

وبات المتحور أوميكرون هو السلالة السائدة من إصابات كوفيد-9 في المملكة المتحدة، وفقا لتقديرات صحيفة “وول ستريت جورنال” المستمدة من البيانات البريطانية الرسمية.

في جميع أنحاء المملكة المتحدة، خلال الأسبوع الماضي، كانت الحالات الجديدة أعلى بنسبة 52 بالمائة في المتوسط مما كانت عليه في الأسبوع السابق، بينما ارتفع عدد الفحوصات بنسبة 19 بالمائة.

وألغيت العديد من المباريات الرياضية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك بعض مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم، بسبب الحالات الإيجابية في الأندية الإنكليزية.

أما الدنمارك التي سجلت، الجمعة، عددا قياسيا جديدا بلغ 11 ألف حالة من بينها 2500 بالمتحور أوميكرون، فستغلق اعتبارا من الأحد ولمدة شهر، المسارح ودور السينما وقاعات الحفلات الموسيقية فضلا عن المنتزهات الترفيهية والمتاحف.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن البديل الجديد سيكون هو السائد بالدنمارك في غضون أيام.

وفي إيرلندا، ستقفل الحانات والمطاعم عند الساعة الثامنة مساء اعتبارا من الأحد حتى نهاية يناير.

وأعادت هولندا، الأحد، فرض الإغلاق التام مع إغلاق جميع المتاجر والحانات والمطاعم غير الضرورية حتى منتصف يناير، فيما فرضت ألمانيا حظرا على المسافرين من المملكة المتحدة اعتبارا من، الاثنين، بسبب الارتفاع السريع في عدد الإصابات بأوميكرون هناك.

وينتشر متغير أوميكرون بالفعل في ألمانيا، ولكن على عكس المملكة المتحدة أو الدنمارك، لم يصل لمرحلة أن يكون هو السلالة السائدة بدلا من دلتا.

ومع ذلك، يتوقع معظم العلماء أن يصبح أوميكرون سائدا بألمانيا أيضا في غضون أسابيع.

بدوره، أعلن رئيس الوزراء الأيرلندي، ميشال مارتن، قيودا جديدة اعتبارا من منتصف ليل الأحد، بما في ذلك حظر التجول بعد الثامنة مساء وإيقاف عمل الحانات والمطاعم والفعاليات الحية. 

وفي فرنسا، لم تعلن الحكومة عن أي عمليات إغلاق أو حظر تجول بسبب أوميكرون. وبدلا من ذلك، تقترح الحكومة على المسؤولين المحليين إلغاء الحفلات الموسيقية والألعاب النارية في الأعياد، وتدفع باتجاه حصول المزيد من الناس على جرعات معززة من اللقاح. 

وألغت باريس بالفعل احتفالاتها التقليدية بليلة رأس السنة الجديدة في شارع الشانزليزيه الشهير.

وكان رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستكس، قد أعلن أن الحكومة ستقدم مشروع قانون من شأنه أن يجعل الوصول للعديد من الأنشطة الترفيهية، مثل الذهاب إلى مطعم أو متحف، مشروطة بالتطعيم الكامل.

ويمكن للأشخاص تقديم اختبار فيروس كورونا السلبي أو دليل على التعافي من المرض خلال فترة قصيرة للدخول لتلك الأماكن في الوقت الحالي.

وفي الولايات المتحدة، قال عمدة مدينة نيويورك، بيل دي بلاسيو، إنهم يفكرون في إجراء تغييرات على احتفال المدينة بليلة رأس السنة الجديدة في تايمز سكوير، مشيرا إلى أن القرار النهائي سيتخذ قبل احتفالات عيد الميلاد.

وقال العمدة الديمقراطي: “نحن بالتأكيد ننظر في التحدي الجديد الذي نواجهه”.

وسجلت نيويورك، الأحد، 22478 حالة إصابة جديدة بكوفيد-19، وهو رقم قياسي منذ أن أصبحت الاختبارات منتشرة على نطاق واسع.

وحذر كبير خبراء الأمراض المعدية، ومستشار البيت الأبيض للشؤون الطبية، أنتوني فاوتشي، الأحد، من أنه “من المحتمل أن تشهد الولايات المتحدة أرقاما قياسية من حالات كورونا، والحاجة لدخول المستشفيات، والوفيات مع انتشار متغير أوميكرون بسرعة.

وكشف الخبير الصحي عن أن أوميكرون أصبح يمثل 50 بالمائة من الإصابات في مناطق معينة من البلاد، واصفا المتحور بأنه “استثنائي”، “وأنه من شبه المؤكد أنه سيكون البديل المهيمن في الولايات المتحدة”.

وقال فاوتشي في تصريحات لقناة “أيه بي سي” الإخبارية إنه لا يتوقع تحرك الولايات المتحدة نحو إغلاق واسع النطاق. مردفا: “لا أتوقع نوع الإغلاق الذي رأيناه من قبل، لكنني بالتأكيد أرى احتمال حدوث ضغط على نظام المستشفى لدينا”.

أما في آسيا، فتعيد كوريا الجنوبية اعتبارا من، السبت، العمل بساعات إغلاق إلزامية للمقاهي والمطاعم ودور السينما وأماكن عامة أخرى على أن تقتصر اللقاءات الخاصة من الآن وصاعدا على أربعة أشخاص.

 

ضغوط على غير الملقحين

وتترافق هذه الإجراءات مع ضغوط متزايدة على غير الملقحين تصل أحيانا إلى حد إلزام تلقي اللقاح.

في لوس أنجلوس ينبغي اعتبارا من، السبت، على كل موظفي البلدية بمن فيهم عناصر الشرطة والإطفاء الذين لم يحصلوا على أي استثناء ديني أو صحي تلقي اللقاح وإلا وضعوا في عطلة إدارية. وتفيد أجهزة البلدية أن أكثر بقليل من 430800 موظف بلدي أي 79 بالمائة من العدد الإجمالي، تلقوا اللقاح حتى هذا الأسبوع.

واعترض بعض عناصر الشرطة والإطفاء على لزوم تلقي اللقاح وهم حاولوا دون جدوى حتى الآن تعليق الإجراء عبر المسار القضائي.

وذكرت محطة “ان بي سي” أن نحو 80 بالمائة من عناصر الشرطة في لوس أنجلوس تلقوا اللقاح إلا أن أكثر من 2500 منهم لا يزالون يرفضون ذلك وتقدموا بطلب يستثنيهم سيدرس في الأسابيع المقبلة.

والجمعة، أعادت محكمة أميركية فرض التلقيح الإجباري لموظفي الشركات الكبرى كما تريد إدارة الرئيس جو بايدن وهو إجراء كان علق مطلع نوفمبر بقرار من محكمة استئناف في تكساس. وقد يطعن بهذا التدبير مجددا أمام المحكمة العليا.

في سويسرا، سيسمح فقط للملقحين أو المتعافين من كوفيد-19 اعتبارا من، الاثنين، دخول المطاعم والمؤسسات الثقافية والمنشآت الرياضية والترفيهية فضلا عن الفعاليات التي تقام داخل قاعات.

وفرض اللقاح سيدخل حيز التنفيذ أيضا في فرنسا مطلع السنة بحيث ستصبح الشهادة الصحية “شهادة لقاحية” على ما أعلن الجمعة رئيس الوزراء، جان كاستكس. فلدخول الأماكن التي يجب فيها إبراز هذه الشهادة من مطاعم ومنشآت ثقافية وترفيهية وغيرها، لن تكون نتيجة سلبية لفحص التشخيص كافية، بل ينبغي أن يكون الشخص حصل بالضرورة على اللقاح أو الجرعة المعززة أو انه شفي من المرض.

تلقيح الأطفال

وبموازاة ذلك، بات التلقيح يشمل الأطفال في دول عدة مع انضمام البرازيل إلى البلدان التي باشرت ذلك مثل كندا والولايات المتحدة وإسرائيل وتشيلي والبرتغال وإيطاليا واليونان وقبرص.

في فرنسا، أيدت لجنة الأخلاقيات، الجمعة، توفير اللقاح للفئة العمرية 5-11 عاما تاركة الخيار النهائي للأهل.

وأعلنت فايزر، الجمعة، أنها تريد اختبار جرعة ثالثة من لقاحها المضاد لفيروس كورونا للأطفال دون الخامسة ما قد يدفع هذا المختبر الأميركي إلى التقدم العام المقبل بطلب ترخيص لثلاث جرعات أساسية لدى هذه الفئة العمرية.

Related posts

Top