… ويكبر الطموح

يواصل المنتخب المغربي المحلي لكرة القدم بنجاح، حملة الدفاع عن لقبه ببطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، بعد وصوله لمرحلة المربع الذهبي من النسخة السادسة المقامة حاليا بالكاميرون.
وأظهرت مجريات المباراة التي أجرتها العناصر الوطنية أمام زامبيا في دور الربع، أن الأداء وصل إلى مرحلة من التكامل التكتيكي بين مختلف الخطوط، وتجاوز عامل المبالغة في التحفظ، وعدم الانفتاح على اللعب الهجومي، بتغيير المدرب لأسلوبه، وذلك بممارسة الضغط العالي، محاصرة الخصم بنصف ملعبه، وجعله بالتالي يرتكب الأخطاء.
هذه التغييرات سهلت من المهمة، حيث تمكن أسود الأطلس من حسم المباراة في جولتها الأولى، وخاصة وأن الزامبيين لعبوا أغلب أشواط المباراة منقوصي العدد، بعد طرد لاعب إثر خشونة متعمدة في حق عبد الإله الحافيظي.
المؤكد أن المنتخب المغربي سيكون اليوم في مواجهة خصم مدعوم بمجموعة من الأسبقيات، أولها عامل الجمهور، حيث من المنتظر أن يكون مدعوما بعدد أكبر من تلك الأعداد، التي سمح بحضورها خلال الدور الأول، ثانيا هناك عامل الملعب، إذ أن أرضية ملعب ليمي الذي سيحتضن المواجهة سيئة للغاية، ولا ترقى إلى أرضية ملعب الوحدة بالعاصمة دوالا، والتي راقت كثيرا العناصر الوطنية في أربع مقابلات، نظرا لاعتمادها على التقنيات الفردية، وبناء الهجمة انطلاقا من الدفاع ووسط الميدان.
بالإضافة إلى هذه العوامل التي ذكرناها، هناك عامل آخر مؤثر يلعب بالتأكيد لصالح الكامرونيين، ألا وهو عامل الطقس، وهنا نسجل غياب التكافؤ بين المنتخبين، مادام المنتخب المحلي، متعودا على الأجواء الحارة والرطوبة. ولاحظنا أمام زامبيا، محاولة المدرب الحسين عموتة الاقتصاد في الجهد، وعدم المبالغة في الضغط، بعد حسم النتيجة، وهذا ما يفسر تغيير كل من الحافيظي ورحيمي مع بداية الجولة الثانية.
والملاحظ أن المنتخب الكامروني لم يظهر أي قوة استثنائية، خاصة خلال الدور الأول، حيث حقق فوزا في أول مباراة وكان على حساب زيمبابوي بهدف لصفر، وتعادليين أمام كل من مالي وبوركينافاصو، سجل هدفين فقط، وتلقت مرماه نفس العدد من الأهداف، أما في دور الربع فحقق أيضا انتصارا صغيرا على حساب الكونغو الديمقراطية بهدفين لواحد.
إلا أن التجربة علمتنا أن المقابلات تختلف، خاصة بالنسبة للمنتخبات المستضيفة لأية تظاهرة، سواء كانت قارية أو دولية، حيث يكبر طموحها مع استمرار الحضور بأدوار متقدمة، ومباراة اليوم لن تخرج عن هذه القاعدة، وشاهدنا كيف أن النجم صامويل ايطو، يحفز لاعبي منتخب بلاده، ويدعمهم معنويا قبل المواجهة، وهذه مسألة عادية وطبيعية، جاري بها العمل، والنجم الكامروني يعرف جيدا، أن المهمة لن تكون سهلة بالنسبة للطرفين.
ما يجعل الجمهور الرياضي الوطني متفائلا، أن المنتخب المغربي المحلي يتوفر على لاعبين مجربين، لديهم ما يكفي من الخبرة والتجربة والتميز، للظهور بمظهر المنافس القوي، والدفاع عن كامل حظوظهم في تجاوز هذا الدور، والدفاع عن اللقب يوم السابع من يناير الجاري.

>محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top