كل الإجراءات والتدابير اتخذت من أجل ضمان موسم جامعي ناجح
-1 سبق وأن أكدتم أن التعليم عن بعد حقق نجاحا كبيرا في السنة الجامعية الفارطة، فهل تفكرون في استمرارية نفس المنهاج خلال الموسم الحالي؟
– التعليم عن بعد، يساهم في جودة التعليم بصفة عامة، خاصة في حالة وجود اكتظاظ أو صعوبة الالتحاق بالمؤسسات الجامعية .. فخلال الجائحة ساهمت هذه الطريقة في استفادة كافة الطلبة من التعليم في ظروف جيدة، مع تكافؤ الفرص
– على سبيل المثال لا الحصر، الطالب الجالس في الصف الخامس عشرة أو العشرين بمدرج يضم خمسمائة طالب أو أكثر، هو على بعد نفس المسافة الرقمية، والدليل على ذلك هو ما تأكد من خلال النتائج الدراسية الأخيرة المحصل عليها، والتي كانت أفضل من السنوات الفارطة، بحيث حرصنا في هذا الشأن على أن يكون التقييم في ظروف جيدة ومعقولة وذلك من خلال اعتماد عدد من الطرق الكفيلة بالمساهمة في تحقيق تكافؤ الفرص وتجنب حالات الغش .
بالنسبة للسنة الراهنة، ففي انتظار ما ستسفر عنه توصيات السلطات المعنية والوزارة الوصية، والتي يجب التقيد بها مع الاحترام التام لشروط السلامة الصحية، فأملي أن يكون الدخول الجامعي الحالي مع مطلع شهر أكتوبر المقبل مزدوجا “الجمع بين التعليم الحضوري وعن بعد”، وذلك من أجل الحد من الاكتظاظ.
-2 في حالة إقرار العمل بالتعليم الحضوري، أي إجراء تنوون اعتماده لضمان السلامة الصحية للطلبة والأطر التربوية والإدارية، ولتجنب تفشي وباء كوفيد 19؟
– أحيطكم علما أن جامعة الحسن الثاني للدار البيضاء في ظل الحملة الوطنية للتلقيح، قامت بحملة تحسيسية واسعة النطاق في صفوف الطلبة عبر القنوات الرقمية وقنوات المؤسسات التابعة للجامعة والفيديوهات الأشرطة المصورة .. ومن هذا المنبر أشكر الطلبة عن تجاوبهم الكبير مع هذا الواجب الوطني من أجل المساهمة في محاربة تفشي الوباء ببلادنا، وكذا مساعدة السلطة الصحية على استئصال هذا الوباء من جذوره .
فمن خلال إحصاء رقمي أنجزته المؤسسات الجامعية تبين لها أن 70 في المائة من الطلبة استفادوا حتى الآن من الجرعة الأولى من التلقيح، و30 في المائة أخذوا الجرعتين معا، وهذا في نظري مؤشر على أن الدخول الجامعي سيتم في ظروف جيدة .
ومع ذلك سننكب على الاحترام التام للبروتوكول الصحي، من استعمال الكمامة والتباعد الجسدي والتعقيم وغيره من التدابير الاحترازية الصحية . وفي هذا الإطار فقد تم تثبيت الكاميرات الحرارية عند مدخل كافة المؤسسات الجامعية لرصد نسبة درجات الحرارة لدى الكم الهائل من المتوافدين عليها بشكل يومي.
-3 هل من إجراءات وتدابير إضافية تودون القيام بها من أجل ضمان موسم جامعي ناجح؟
– فيما يخص الاحترازات الصحية يمكن الإشارة أيضا إلى أنه تقرر إنجاز بشراكة وتعاون مع السلطات المحلية والصحية وكذا الوزارة الوصية، لعدد من مراكز التلقيح التي سترى النور بداخل المؤسسات الجامعية، وذلك إسهاما في تسريع وتعميم عملية التلقيح خاصة في ظل التعليم الحضوري، حيث سيتم خلق هذه المراكز على مستوى الأقطاب الكبرى لجامعة الحسن الثاني للدارالبيضاء.
في هذا الصدد هناك مركز للتلقيح بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين الشق لفائدة قطب كليات طريق الجديدة، ومركز آخر بكلية العلوم بنمسيك بالنسبة لقطب بنمسيك، ومركز ثالث يخص كلية الحقوق والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالنسبة لقطب عين السبع، كما سيتم إحداث مركز آخر لقطب المحمدية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بهذه المدينة .
-4 ما رأيكم في قرار إرجاء الدخول الدراسي إلى مطلع شهر أكتوبر القادم، هل ساعدكم ذلك على استكمال استعداداتكم للدخول الجامعي في أحسن الظروف؟
– إن قرار تأجيل التمدرس إلى مطلع شهر أكتوبر القادم كان صائبا، حيث سمح للجامعة باستكمال استعداداتها للدخول الجامعي خاصة وهي مقبلة كباقي الجامعات على أول تجربة تخص الباشلور “شهادة الباكالوريوس”، التي يعتمد فيها بشكل كبير على التجهيزات والمنصات الرقمية.
وفي هذا الشأن، فعقب الشروع ابتداء من شهر يوليوز في تكوين المكونين من الأساتذة حول كيفية إعداد المنصات وتقديم الشروحات لفائدة الطلبة خاصة بمنصات اللغات والمهارات الذاتية التي تطلبت اعتمادات استثمارية كبيرة، تمكنت جامعة الحسن الثاني من تقديم أكبر عدد من مسالك الباشلور التي تصل حاليا إلى أكثر من 20 مسلكا معتمدا من لدن الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي، والتي ستفتح في خمس مؤسسات جامعية ثلاثة منها بكليات الحقوق عين الشق والمحمدية وعين السبع وأيضا كليات الآداب.
وفي أفق توفير دليل لفائدة الطلبة لفهم طبيعة هذه المنصات وكيفية الولوج إليها بسهولة، وكذا إعداد أقسام لاحتوائهم في شكل مجموعات بناء على تقييم مسبق لتحديد قدراتهم ومؤهلاتهم العلمية والذاتية واللغوية، تجرى حاليا تحضيرات يومية من خلال الاجتماعات عن بعد مع الأساتذة ومؤطري ورؤساء المؤسسات المعنية تخص الجانب المتعلق بالجدول الزمني لهذه المجموعات وسبل تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلبة.
-5 لتقريب الطلبة المقبلين من تجربة الباكالوريوس، ما هي السبل التي يمكن سلكها في هذا الشأن، وما هو أثرها على سوق الشغل؟
– ما هو معمول به أن الحصول على شهادة البكالوريوس يتطلب أربع سنوات.. وتكمن أهمية البكالوريوس في كونها فرصة، تمكن الطالب من التخرج خلال فترة زمنية مشابهة للفترة الحالية، مع استكمال مشواره الدراسي معززا بثروة لغوية “العربية والفرنسية والانجليزية والأمازيغية فيما يخص جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء”، وقدرات ذاتية إلى جانب وحدات الانفتاح التي تؤهله لولوج سوق الشغل بسهولة، وبشكل يستجيب لما تتطلع إليه مختلف الوحدات الإنتاجية والخدماتية.
وفي هذا الصدد تعتمد الجامعة نوعا من المرونة من خلال التفكير في توفيرها لدورات إشهادية على رأس كل ستة أشهر لمساعدة الطالب على التخلص من مجموعة من الوحدات المطلوبة، التي تشكل فيها اللغات والمهارات الذاتية نسبة 30 في المائة، تنضاف إليها الوحدات المعرفية التي تتطلب تسلسلا سنويا.