إذا كان شهر نونبر من كل سنة يمثل رمزية خاصة بالنسبة للمغاربة عامة لكونه يحمل ذكرى حدثين بارزين في تاريخ المغرب الحديث، هما ذكرى المسيرة الخضراء (6 نونبر) وعيد الاستقلال (18 نونبر) مع ما يمثلانه من رمزية خاصة على درب الانعتاق والحرية وتكريس السيادة الوطنية، فإن هذا الشهر كذلك، يمكن أن يتحول انطلاقا من هذه السنة الى موعد هام يعيد كرة القدم الوطنية إلى الواجهة الدولية، بعد غياب قاس دام سنوات طوال وعجاف. 

فالموعد الأول هو السبت الرابع نونبر، والذي يصادف إجراء فريق الوداد البيضاوي لمباراة إياب نهائي عصبة أبطال إفريقيا لكرة القدم ضد نادي الأهلي المصري، على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، موعد جد مرتقب وهام يمكن أن يتحول إلى ذكرى جميلة، في حالة تمكن بطل المغرب من الفوز بأغلى الكؤوس على الصعيد القاري. 

الموعد الثاني هو الحادي عشر من الشهر الذي نستعد لاستقباله، وهو تاريخ خوض الفريق الوطني لمباراة حاسمة ومصيرية بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان،  ضد المنتخب المحلي، حيث تكفى “أسود الأطلس” نقطة واحدة للعبور نحو عرس كرة القدم العالمية بروسيا صيف السنة القادمة. 

مباراة الوداد، يمكن أن تتحول إلى موعد للتألق وتاريخ يعيد الحمراء إلى الواجهة الدولية، على اعتبار أن الفوز بالعصبة الإفريقية، سيقوده حتما إلى العالمية، لأول مرة في تاريخ هذا النادي العريق، والعالمية تعني هنا مونديال الأندية الذي سيجرى هذه السنة بأبوظبي الإماراتية، وبالضبط شهر دجنبر القادم أي آخر السنة الجارية. 

أسبوعا بعد ذلك، سيتحول الجميع جسدا وروحا وقلبا وقالبا، نحو الكوت ديفوار، والمغرب يخوض واحدة من  أصعب المباريات الرياضية في تاريخه، حيث يكفيه نقطة واحدة لا تقدر بثمن، نقطة تساوي ذهبا لكونها تؤهله مباشرة نحو نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وهو الحدث الدولي الهام الذي غاب عنه مدة طويلة وبالضبط عشرين سنة كاملة، غياب غير عادي بالنسبة لشعب يعشق كرة القدم  بطريقة غير عادية كذلك.

هكذا هو شهر نونبر بالنسبة لنا، كموعد سنوي يكرس شرف الانتماء وحب الوطن، ويمكن أن يتحول أيضا إلى ذكرى جميلة تعيد للملايين من محبي الفريق الوطني صولات النجوم التاريخيين بدورات (مكسيكو 1970 و1986) و(أمريكا 1994) و(فرنسا 1998).

والإيجابي أن لا الوداد ولا المنتخب، على بعد خطوة فقط من تحقيق الحلمين، تعادل أبيض يكرس الوداد  كبطل أبطال إفريقيا، ونقطة واحدة فقط تؤهل الأسود مباشرة إلى المونديال. 

أسبوع غير عادي إذن، ينتظر الرياضة الوطنية، والكل يحلم بالتألق والإبهار والوصول إلى العالمية، والكل كذلك على استعداد لحمل الإعلام والألوان الوطنية والتشجيع بكل ما أوتي من قوة وترديد شعار “ديما ديما ماروك” …

محمد الروحلي