تصاعدت المواجهات والمسيرات الشعبية الفلسطينية أول أمس الأربعاء استجابة لدعوة القوى والفصائل ليوم غضب تحت عنوان “لبيكِ يا قدس” شارك فيه آلاف الفلسطينيين في أنحاء متفرقة من مناطق الضفة الغربية.
وانخرط الآلاف في مسيرات حاشدة في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، وتوجهت المسيرة الرئيسية إلى حاجز قلنديا العسكري الفاصل بين رام الله ومدينة القدس المحتلة بمشاركة قيادات من الفصائل والقوى الفلسطينية، ورفعت في المسيرة الأعلام الفلسطينية، واندلعت على أثرها مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال.
وبالتزامن انطلقت مسيرات حاشدة في مدن نابلس والخليل وبيت لحم وأريحا وطولكرم وقلقيلية، والتي تحولت في معظمها إلى نقاط الاشتباك المستمر منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل في السادس من الشهر الجاري.
وعلى حاجز قلنديا العسكري، أطلقت قوات الاحتلال دفعات كبيرة من قنابل الغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق شديد، حسبما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني.
ومن بين المصابين النائبة في المجلس التشريعي من القدس جهاد أبو زنيد، ومسؤول ملف القدس في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حاتم عبد القادر، ومدير نادي الأسير بالقدس ناصر قوس.
وسجلت طواقم الإسعاف ووزارة الصحة الفلسطينية إصابة أكثر من ثمانين فلسطينيا بينهم تسعة بالرصاص الحي والمعدني في مواجهات قلنديا والخليل وبيت لحم.
عصيان مدني
وعلى هامش المسيرة الحاشدة قرب حاجز قلنديا، دعا القيادي في حركة فتح قدورة فارس إلى عصيان مدني شامل يؤدي إلى قطيعة تامة مع الاحتلال تبدأ بحرق بطاقات الهوية الإسرائيلية لمن يحملها ومقاطعة الاحتلال اقتصاديا وسياسيا وأمنيا وتحويل الشعب الفلسطيني كله إلى جنود في هذه الحركة.
وفصّل فارس دعوته إلى ضرورة خروج الجماهير إلى شوارع المستوطنين وتخريب مرافقهم العامة وبنيتهم التحتية التي تهيئ المناخ للإسرائيليين بتثبيت أقدامهم في الضفة الغربية والقدس، إلى جانب الدعوة للتوجه إلى القدس بحشود كبيرة.
وقال إن الاحتلال الآن في مرحلة “تشطيب مشروعه الصهيوني نهائيا” لحسم معركته مع الشعب الفلسطيني، “ولذا فعلى الفلسطينيين أن يذهبوا لهذه المعركة موحدين ومنظمين ولديهم خطة مقاومة واضحة”.
وأوضح فارس أن هناك ظروفا تساهم في إنجاح هذا العصيان، أهمها ردة الفعل الدولية المناهضة للإعلان الأميركي بخصوص “القدس عاصمة لإسرائيل”، وكذلك الأرضية التي وضعتها هبة القدس ضد البوابات الإلكترونية في يوليو الماضي لتهيئة المزاج الشعبي من أجل الانخراط في مشروع كفاح طويل.
انتفاضة جديدة
بدوره، اعتبر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في رام الله جمال الطويل استمرار الحراك الفلسطيني انتفاضة طبيعية من أجل القدس والمسجد الأقصى، وقال إن المواجهات والمسيرة اليومية مهمة جدا من أجل استثمار عزل أميركا وإسرائيل كي لا يستفرد الاحتلال بالقدس كما اعتاد في العقود الأخيرة.
وقال إن أهل القدس الآن يدفعون ثمن انتصارهم في يوليو الماضي ضد البوابات على مداخل المسجد الأقصى، لكن على الفلسطينيين أن يستثمروا هذا الانتصار بمواصلة حراكهم من أجل القدس.
وكانت حركة فتح والقوى الفلسطينية قد دعت ليوم الغضب تزامنا مع زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بينس التي كانت مقررة إلى القدس الأربعاء قبل إلغاء جولته في الشرق الأوسط بشكل تام.
من جهته، قال الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي للجزيرة إن الشعب الفلسطيني يتصدى للقرار الأميركي الذي بات مرفوضا دوليا، وقال إنه إذا مرّ هذا القرار سيمثل انهيارا للقلعة الأخيرة بين العواصم العربية.