نجوم رياضية ساطعة
تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، وككل سنة دأب القسم الرياضي لجريدة “بيان اليوم”، على نشر حلقات يومية تتحدث عن مواضيع مختلفة تهم الشأن الرياضي بالمملكة المغربية، كان آخرها الجواب عن سؤال ماذا سيستفيد المغرب من وراء تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 على كافة الأصعدة الرياضية، والسياسية والاقتصادية والسياحية…
اقتراح هاته السنة، استقر حول نشر سلسلة من الحلقات اليومية تحت عنوان “نجوم رياضية ساطعة”، تركت بصمات واضحة في ميدان كرة القدم على المستويين الوطني والدولي، وسجلت حضورها بحروف من ذهب، مساهمة في كتابة تاريخ مشرف لكرة القدم المغربية.
في هذه السلسلة اليومية، سنغوص في تفاصيل حياة اللاعبين المغاربة، وبداياتهم، والتحديات التي واجهوها، وإنجازاتهم التي جعلت منهم رمزا للنجاح والإصرار، مع إعطاء معلومات كافية وجرد مستفيض لمسار امتد لسنوات وسط المستطيل الأخضر.
بداية من محمد البوساتي، ومرورا بمصطفى البياز، والطاهر لخلج، وعبد الجليل هدة “كاماتشو”، وأحمد فرس، وحسن أمشراط “اعسيلة”، والعربي أحرضان، وأحمد البهجة وآخرين.. سلسلة حلقات ستنشر بشكل يومي ضمن ملحق رمضان سنة 2025.
يروي “اعسيلة” في تصريحات صحفية سابقة، واقعة اشتعال النيران في الطائرة التي كانت تقل بعثة المنتخب للمشاركة في دورة إثيوبيا 1976، “كأس إفريقيا التي أحرزناها لم تكن سهلة كما يعتقد البعض، لقد شبت النيران في الطائرة، واضطررنا إلى النزول في إحدى الغابات وبقينا أزيد من 20 ساعة في الخلاء، كما رفضنا الصعود بعد إصلاحها.. وعلى مضض قبلنا أن نكمل رحلتنا إلى إثيوبيا التي احتضنت نهائيات بطولة أمم إفريقيا، وخضنا مباريات قوية حتى نجحنا في التتويج”..
ويحكي الراحل، “أنه مباشرة بعد تسلمنا للكأس حدث انقلاب في إثيوبيا حول النظام، ما أجبرنا على المكوث ثلاثة أيام في وضع خطير، قبل أن يتدخل الراحل الحسن الثاني لإنقاذ البعثة وعودتها سالمة إلى أرض الوطن”..
لم يكن لحسن “اعسيلة” أي نية للابتعاد عن نادي شباب المحمدية، منذ أن التحق به سنة 1967، ولم يكن يسعى للاحتراف بعيدا عن ملعب البشير، لكن سحره الكروي جعل مجموعة من الأندية الوطنية والدولية تطمح للحصول على خدماته..
وكانت نادي ريال بيتيس الأقرب لجلبه إلى فريقه الأول، لولى تشبث المكتب المسير باللاعب “اعسيلة”، واندلاع عدة مشاكل، جعلته يتراجع عن التوقيع للنادي الاسباني، ويستمر في اللعب مع شباب المحمدية.. كما كان على وشك الانتقال إلى النادي البيضاوي (الراك)، وحسنية أكادير قبل أن يتم إجهاض الصفقة في آخر اللحظات، وهو ما جعل “اعسيلة” يستسلم لواقع فرضه المكتب المسير لشباب المحمدية..
يحكي حسن “اعسيلة” بعد الفوز بكأس أمم إفريقيا سنة 1976 بإثيوبيا، أن الجامعة الوصية وعدت بإهداء منتخب 76 الفائز بالكأس الإفريقية سيارات.. الوعد تلقوه وهم بالديار الإثيوبية، لكن الوعد تبخر بعد العودة إلى أرض الوطن، مؤكدا أن هدية الفوز بالكأس الإفريقية الوحيدة، كان هو مليون سنتيم لكل لاعب..
وشارك “اعسيلة” في كأس إفريقيا بإثيوبيا سنة 1976، إلى جانب كل من الحارس الراحل الهزاز، واللاعبين فرس، والزهراوي، وكزار، والتازي والشريف، وبابا، بقيادة المدرب الروماني ماردريسكو الذي توفي في ما بعد بالولايات المتحدة الأمريكية بعد معاناته مع المرض..
قال اعسيلة في نفس التصريحات السابقة، “كنا أكثر من الإخوة في معاملاتنا وتشبثنا ببعض، لم يكن حينها الهاجس المادي حاضرا.. فالروح الوطنية والرغبة في رفع الراية المغربية عاليا كانت وحدها كفيلة بقبول التحدي أمام كل الفرق”.
حسن أمشراط أو “اعسيلة” ودعنا إلى دار البقاء، مخلفا وراءه إرثا كرويا يفتخر به أبناء مدينة المحمدية التي أعطت الكثير لكرة القدم الوطنية، ولنا في ذلك خير دليل “الأيقونة” أحمد فرس.
< إعداد: عادل غرباوي