هل قدر الأغنية المغربية التي تنال إعجاب الجمهور وتحظى بانتشار كبير، أن يثار جدل حولها، حول حقوق تأليفها بالخصوص، ويقع خلاف بين الأطراف الذين لهم دخل في الأغنية سواء من قريب أو من بعيد؟
كان هذا حال الأغنية الجديدة المؤداة بشكل ثنائي من طرف مطربين من الجيل الأخير، هما أسماء المنور وحاتم عمور.
الأغنية تحمل عنوان “هاينة”، وهي مستوحاة من تراثنا الحكائي، وقد قدمت في قالب موسيقي عصري، وفي لحن ميلودرامي يعكس بشكل موفق مضمون الأغنية، بالنظر إلى أنها تتطرق إلى ظروف البؤس التي تعاني منه بعض عاملات البيوت.
لكن ما سبب الجدل أو الخلاف الذي أثير حول هذه الأغنية إلى حد أن قضيتها عرضت على أنظار القضاء، ولم يتم الحسم فيها بعد؟
تتمثل وقائع هذه القضية في كون أغنية “هاينة” كانت مبرمجة لتكون موسيقى تصويرية لمسلسل درامي تلفزيوني يحمل العنوان نفسه (بالمناسبة هذا المسلسل كان من المفروض أن يعرض خلال الشهر الفضيل، لكن تم تأجيله بالنظر إلى أن ظروف الوباء حالت دون إتمام بعض مشاهده).
كانت الشركة المنتجة للمسلسل التلفزيوني قد قامت بتكليف أحد الشعراء بتأليف كلمات أغنية تتناسب مع مضمون هذا المسلسل الاجتماعي، كما تم الاتصال بأحد الفنانين لأجل وضع لحن لهذه الأغنية والقيام بالتوزيع الموسيقي لها، بعد ذلك تقرر تسجيل الأغنية في استوديو خاص، بملكية أحد الفنانين الذي ليس سوى حاتم عمور، اطلع على الأغنية بطبيعة الحال فأعجب بكلماتها وبلحنها كذلك، وحدس أنها يحتمل جدا أن تحقق نجاحا جماهيريا، فقرر أن يمتلكها ويؤديها بنفسه، بالرغم من أن الشركة المنتجة للأغنية لم تسند أداءها له، كما أنها أرادت للأغنية أن تكون موسيقى تصويرية لمسلسلها التلفزيوني بشكل حصري، غير أن رياح حاتم عمور كانت تجري بما لا تشتهي سفينة الشركة المنتجة، حيث سارع إلى الاتفاق مع ملحنها على شراء حقوق التأليف، دون الاستشارة مع الشركة المنتجة صاحبة المشروع.
الأغنية التي كان من المقرر أن تكون موسيقى تصويرية لمسلسل “هاينة” تحولت إلى أغنية منفصلة عن المسلسل ومؤداة بشكل ثنائي من طرف حاتم عمور وأسماء المنور، هذه المطربة التي لها تجربة مع أغاني الموسم، ولعل التجربة الجديدة تدخل في هذا المضمار، ومن غريب المصادفات أن المشاكل التي أحيطت بعملها السابق الذي كان بدوره قد حظي بإقبال كبير عليه، هي المشاكل نفسها تقريبا التي أحيطت بهذا العمل الجديد، لديها سوابق اذا جاز القول.
وقد جرى بث الأغنية عبر منصة اليوتوب بتقنية التواصل عن بعد، بالنظر إلى ظروف الحجر الصحي.
ومن المقرر أن يتم تصوير فيديو كليب لهذه الأغنية.
وبالرغم من إنتاج الأغنية في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية، فقد حققت نسبة عالية من المشاهدة، إلى حد أن صاحبها أعلن عن نيته تخصيص جزء من مداخيلها لدعم إحدى الجمعيات المكلفة برعاية مرضى السرطان.
بغض النظر عن من له أحقية التصرف في هذا العمل الفني، (قضية هذا الملف معروضة على القضاء حاليا) فإنه يمكن القول إن الثنائي حاتم عمور وأسماء المنور قد توفقا إلى حد بعيد في أداء هذه الأغنية، فبالرغم من أن هذه أول تجربة لهما في الأداء الثنائي، فإنه لم يظهر أي نشاز في ما يخص مجاراة الإيقاع واللحن والحوار، كان هناك صدق في التعبير، ولعل ما ساعدهما على ذلك، التجربة التي راكماها في الأداء الغنائي، مع العلم أن لكل منهما رصيدا من الأعمال التي نالت إعجاب الجمهور. لكن يمكن القول إن أغنية “هاينة” عمل يتميز عن باقي إنتاجاتهما، بالنظر إلى عدة أسباب: الموضوع الجدي الذي يتناوله: ظروف عيش عاملات البيوت المقهورات، التعبير الصادق عن الأحاسيس، مطابقة اللحن لمضمون الأغنية.
تقول كلمات أغنية «هاينة»
كما أداها الثنائي
حاتم عمور وأسماء المنور:
“هاينة واش
واش عشاك الليلة واش
وراه عشايا غير فتات
وركادي بين البنات
الحكاية راها طويلة
هاينة واش
علاش تجي في الهم علاش
هكذا عليا الدنيا حكمات
ورضيت باللي قسمات
راني غير قليلت الحيلة
شكون قال الايام دور
والزمان عليا يجور
ياما عانت مسكينة الظلم والحكرة
خاطرها اليوم مكسور
شكون يحس بحالك
مظلومة بين الناس
يا حتى واحد فيهم ما اعذرني
كل شيء على جرحي داس
يا هاينة وهاينة
صبري ربي ما غيخليك
شحال ما طال عليك الحال
عرفي باللي ما زال
الخير مخبي ليك
يا صابرة وصابرة
كلشي عند الله محسوب
رميت أنا الحمال عليك
هاينة بين إيديك
راضية بالمكتوب
هاينة واش
واش عشاك الليلة واش
وراه عشايا غير فتات
وركادي بين البنات
الحكاية راها طويلة
هاينة واش
واش عشاك الليلة واش
قالت عشايا غير فتات
وركادي بين البنات
الحكاية راها طويلة
هاينة واش
واش عشاك الليلة واش
وراه عشايا غير فتات
و ركادي بين البنات
الحكاية راها طويلة”.
> بقلم: عبد العالي بركات