أكادير: جمعية “بييزاج” تستنكر الرعي الجائر

شهدت مدينة أكادير خصوصا المنطقة الواقعة بين الحي المحمدي والملعب الكبير بأكادير، بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 8، هجوما غير مسبوق لمئات الرؤوس من الإبل و قطعان من الماعز والخرفان التي صارت تجول وتصول وسط شوارع وأحياء المدينة دون تدخل من لدن الجهات المختصة لإيقاف هذه الظاهرة النشاز.

ووقفت جمعية “بييزاج” لحماية البيئة يومي الأربعاء والخميس  الماضيين على مشاهد تنذر بالخطورة للهجوم غير المقبول للماشية وفتح المجال الحضري لأكادير بالمنطقة الواقعية بين الحي المحمدي ومدخل ملعب أدرار جهة حي الداخلة لاستقرار الرحل في مشهد ترييف واستباحة المجال الحضري وما تبقى من غابات وشتائل الأركان التي تم غرسها في إطار مبادرات سابقة بمحيط ملعب أدرار.

ففي الوقت الذي يتزامن الاحتفال باليوم العالمي للغابات والماء، يتم تهديد السلامة المرورية والطرقية من قبل الرعي الجائر وقطعان الإبل في تحد لكل القوانين والأعراف، بل اكتساح البعير لبعض الأحياء السكنية خصوصا مناطق الحي المحمدي، وحي أدرار، وتيليلا، و إيليغ بشكل يشوه ويسيء إلى المنظر العام، فضلا على ما تسببه تلك السلوكات الرعوية من خطورة وإزعاج لراحة الساكن.

وقد سبق لجمعية بييزاج للبيئة، أن نبهت واستنكرت استمرارغزو قطعان من الإبل وهي بالمئات لمحيط المدينة. وترى الجمعية في الظاهرة إضرارا بالسمعة السياحية لأكادير، واعتداء وخرقا للقوانين البيئية والتنمية المستدامة وحماية وتثمين محميات المحيط الحيوي الأركان، وتضعيف الحزام الأخضر لمدينة أكادير، ناهيك عن تهديد السلامة الطرقية والمرورية بإحدى المحاور الأكثر حركية بقلب المدينة وإطرافها بسبب رعي الإبل بجوار الطرقات وما يمكن أن تسببه من حوادث سير خطيرة تهدد سلامة وصحة مستعملي الطريق، ناهيك عن الاعتداء أيضا على المجال الأخضر لغابات الأركان، والتي من المفترض حمايتها من الأمراض المنقولة بواسطة الإبل والناقات، وتثمينها واستدامتها، خصوصا في زمن التغير المناخي وتراجع الموارد المائية وتردي المجالات الغابوية، بسبب الجفاف الحاد، وشح التساقطات وتراجع الإنتاج،

مع العلم كذلك، أن هناك دراسة بإحداث مسالك خاصة بالرعي تحفظ أملاك الساكنة ومستغلي غابات الأركان من ذوي الحقوق، وحماية المجالات الحضرية من مظاهر الترييف والرعي الجائر، واللا قانوني واستباحة المجال الأخضر الحضري.

كما أن هذه الظاهرة، تضر بصورة أكادير ومشاريع التهيئة الحضرية الأخيرة التي تعرفها كل الأحياء والمناطق لأجل الرقي بجودة الحياة والمرافق العمومية والفضاءات الخضراء.

ندعو المسؤولين الترابيين المحليين السلطات المحلية حسب المقاطعات إلى عدم التساهل مع الظاهرة وذلك عبر إعمال القانون إذ لا يعقل ان تجوب المئات من رؤوس الإبل والقطيع المجال الحضري دون تحريك ساكن والسماح لها بقطع كيلومترات ومرورها دون حسيب اورقيب أو تدخل، وهي  تجوب المجال الغابوي المحيط الحيوي الأركان بعد جفاف كبير وأمراض متنقلة حيوانيا تحد من إنتاج الأركان وكذلك المجال الحضري.

نطالب كجمعية بضرورة التعامل الجدي مع الظاهرة الرعوية التي يشتكي منها الجميع بحزم، ما دام هنالك أماكن مخصصة للرعي بمناطق أخرى غير المجالات الحضرية والغابات وحقول الفلاحين وذوي الحقوق من غابات الأركان. ونحن على أبواب الاحتفال باليوم العالمي للشجرة الفريدة.

رشيد فاسح

Related posts

Top