إخفاق يسائل مستقبل الرياضة الوطنية

إلى حدود اليوم الخامس من منافسات الدورة الـ 28 للألعاب الأولمبية الصيفية التي تحتضنها اليابان، لم يتمكن أي رياضي مغربي دخل غمار التباري من الصمود والمنافسة على البقاء، ليغادروا واحدا تلو الآخر، يجرون أذيال الخيبة، بعدما كان معولا عليهم لتقديم عروض تمكن من التنافس على المراتب الأولى، كما هو الحال بالنسبة لرياضتي الملاكمة والتايكواندو.
الأمل الآن معقود على الأنواع الرياضية المتبقية، وقي مقدمتها ألعاب القوى بقيادة سفيان البقالي في الذكور، ورباب العراقي في الإناث، من أجل إنقاذ ماء الوجه، وطرد لعنة الأصفار التي تلازم حاليا الرياضة الوطنية.
وسواء تم تدارك مشكل إخفاق البداية خلال باقي ما تبقى من أيام المنافسات، أم لم يتدارك الأمر، فإن الوضع يتطلب تصحيح المسار، والقطع نهائيا مع أساليب لم تعد تسمح بالتطور والتنافس على أعلى مستوى، بالملقتيات واللقاءات الخارجية.
فالأنواع الرياضية التي كانت قادرة على الوصول إلى منصات التتويج، وجعل العلم الوطني خفاقا بكبرياء وشموخ الكبار، لم تعد مؤهل للعطاء بنفس القيمة، والسبب يعود بالأساس، إلى غياب سياسة رياضية واضحة، ترسم معالم استراتيجية عامة تقود القطاع ككل، نحو غد أكثر استشراف للمستقبل بما يحمله من تحدياته ورهانات، صعبة التحقيق.
والأكيد أن إصلاح القطاع بمختلف الجوانب والتفرعات، يتطلب الاعتماد الكلي على دور المؤسسات، وجعل تدخل الأفراد يأتي في سياق روح العمل الجماعي، والاشتغال كفرق عمل.
فغياب سياسة رياضية هادفة ومندمجة ومتكاملة، تمس مختلف جوانب الممارسة في شقها الاحترافي والقاعدي، جعل الأمور تخرج عمليا عن السيطرة، بل أصبح كل نشاط مجرد برنامج شكلي واعتيادي، غير مؤهل لخدمة التطور داخل منظومة أصبحت جد معقدة، مفتوحة على كل حالات التسيب والفوضي والفساد والعشوائية والقفز على الاختصاصات، إلى درجة أصبح خطاب يشير إلى أهمية التخطيط، وضرورة وضع مشاريع الإصلاح، مجرد شعارات ظرفية، تستغل للاستهلاك اللحظى وربح الوقت وخدمة الشعبوية.

فكيف والحالة هذه أن يمتلك رياضيونا القدرة على التنافس، والمشاركات الناجحة ؟ والأكثر من ذلك كيف نوجه اللوم ونكيل لهم كل أنواع الانتقادات الجارحة أحيانا، مقابل أي إخفاق أو تواضع، كما حاصل حاليا بطوكيو، ونحن نعرف جميعا حجم المشاكل الهيكلية التي يمارسون بداخلها.
وعليه، فان أي نقاش لابد وأن ينفذ الى العمق، أي وضع الأمور في إطار مؤسساتي، مع تحديد كل دور وصلاحيات ومسؤوليات كل جهة، والإنهاء مع صيغ من العمل انتهت صلاحيتها منذ مدة ليست بقصيرة، وبات وجودها يشكل عائقا حقيقيا، بعدما اعتقدنا طويلا أنها جزء من الحل، أو الحل كله.
لم يعد بالإمكان الاعتماد الكلي على وزارة تتقاذفها كثرة التغييرات، والتأثيرات السياسية، ولم يعد بالإمكان أيضا التعامل مع لجنة أولمبية بدون صلاحيات، يطلب منها لعب دور وكالة أسفار، كلما دعت الضرورة إلى ذلك، لم يعد بالإمكان للمرة الثالثة أو الرابعة أو أكثر.. السماح باستمرار الطرق التي تشتغل بها حاليا، أغلب الجامعات الرياضية، وما يتفرع عن وجودها من عصب وأندية وفرق، كمكونات تعيش خارج الزمن. مع ما تعج به من نماذج سيئة وأمثلة صادمة أفقيا وعموديا.
فالحل لابد أن يكون جذريا على جميع المستويات، ولابد من إعادة النظر في كل مناهج الاشتغال واليات التنظيم والتخطيط، وطريقة تحديد الأهداف والغايات متوسطة أو بعيدة المدى.
الأمر مفتوح للنقاش المسؤول والجدي والصريح، بروح وطنية عالية، ليمكن إيجاذ حلول عاجلة لمعالجة الإشكالات البنيوية لقطاع حيوي، وبمختلف الأبعاد…

***

نيانغ ومومي يغادران وسودي يتأهل للنصف

توالى مسلسل إقصاءات العناصر الوطنية من مختلف الأنواع الرياضية المشاركة بدورة الألعاب الصيفية طوكيو 2020، إذ غادرت أسماء نيانغ الدور الأول من وزن 70 كلغ، بعد هزيمتها ضد بطلة إيطاليا أليس بيلاندي بـ”الغولدن سكور”.
ولقي الرباع المغربي عبد الرحيم موم نفس المصير، بعدما احتل الرتبة الخامسة والأخيرة ضمن المجموعة “ب” بمجموع 278 كلغ (127 كلغ خطف + 151 كلغ نثر).
وتمكن المغربي المحترف بنادي رين الفرنسي، ويتعلق الأمر بماتيس سودي من إنهاء تصفيات الكانوي المتعرج في الرتبة 15 من أصل 24، وبذلك يتأهل ضمن العشرين الأوائل نحو نصف النهائي الذي يقام يوم غد الجمعة.
جدير بالذكر، أن الفروسية وألعاب القوى هما النوعين الرياضيين التي يعول عليهما الشعب المغربي من أجل العودة بتتويج من الأراضي اليابانية.

***

أخبار من طوكيو:

نيشيكوري يتأهل للثمن

تأهل النجم الياباني كي نيشيكوري إلى دور الثمانية، لمنافسات فردي التنس للرجال ضمن فعاليات أولمبياد طوكيو 2020.
وفاز نيشيكوري في الدور الثالث، أول أمس الأربعاء، على البيلاروسي إيا إيفاشكا 7/6 و6/0.
واحتاج نيشيكوري إلى ساعتين للفوز على منافسه البيلاروسي، على ملعب أرياكي، والتأهل لدور الثمانية في ثالث دورة أولمبية على التوالي.
ويلتقي الياباني، الفائز ببرونزية أولمبياد ريو 2016، في دور الثمانية مع الفائز من مباراة الصربي نوفاك ديوكوفيتش، المصنف الأول على العالم، مع الإسباني اليخاندرو دافيدوفيتش فوكينا.

16 إصابة بكورونا

أعلنت اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية، المقامة بالعاصمة اليابانية طوكيو، أول أمس الأربعاء، تسجيل 16 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا بين المعنيين بالأولمبياد.
وأوضحت اللجنة أن حالات الإصابة الجديدة، ليس بينها أي من الرياضيين المشاركين في الأولمبياد.
بذلك، وصل عدد المصابين بالفيروس بين المعنيين بالأولمبياد إلى 169 حالة، بدءا من أول يوليوز.
وشهد الأولمبياد حتى الآن إصابة 17 رياضيا بفيروس كورونا.

بيليجريني تعتزل السباحة

أعلنت نجمة السباحة الإيطالية، فيديريكا بيليجريني، أن سباق 200 متر حرة للسيدات، الذي أقيم، أول أمس الأربعاء، ضمن منافسات دورة الألعاب الأولمبية، بالعاصمة اليابانية طوكيو، سيكون الأخير في مسيرتها.
وقالت بيليجريني التي احتلت المركز السابع في السباق، الذي توجت بذهبيته الأسترالية أريان تيتموس، في تصريحات لوسائل إعلام إيطالية، “كانت رحلة لطيفة، فقد قضيت عدت أعوام في السباحة.. واستمتعت بها من البداية وحتى النهاية”.
وأضافت في تصريحات لقناة “راي سبورت” التليفزيونية الإيطالية، “خلال أيام قليلة سأكمل الـ33 عاما من عمري.. أشكر جميع من شجعوني واستيقظوا ليلا في إيطاليا لمتابعتي”.

هزيمة لمنتخب تونس

سقط منتخب تونس للكرة الطائرة، أول أمس الأربعاء، في فخ الهزيمة للمرة الثالثة على التوالي في أولمبياد طوكيو وذلك أمام نظيره الأمريكي بنتيجة 3 ـ 1.
فبعد شوط أول فازت به أمريكا دون صعوبة بنتيجة 25-14 تمكن نسور قرطاج من التعديل وافتكاك الشوط الثاني بنتيجة 25-23 وهو الشوط الوحيد الذي كسبه منتخب تونس في مواجهاته الثلاث، بما أن الشوط الثالث فازت به أمريكا بنتيجة 25-14 مثلما فازت بالشوط الرابع بنتيجة 25-23.
وقدم منتخب تونس اليوم أداء جيدا أفضل من الذي قدمه في مواجهتي البرازيل وفرنسا وخسر فيهما النسور بثلاثة أشواط نظيفة.

< مبعوث بيان اليوم إلى طوكيو: محمد الروحلي

Related posts

Top