إسرائيل تواصل توزيع الأقنعة الواقية من الغازات الكيمائية على مواطنيها خشية الحرب

مليون ونصف فلسطيني في غزة بلا دواء أو خدمات طبية
فيما أكدت مصادر طبية دولية، بأن هناك أكثر من مليون ونصف المليون مواطن في قطاع غزة يعانون من قلة الأدوية وفقدان الكثير منها ولا يتمتعون بأية رعاية طبية نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.

أكدت مصادر إسرائيلية الخميس بان إسرائيل تواصل توزيع الأقنعة الواقية من الغازات الكيمائية على مواطنيها خشية اندلاع حرب في المنطقة.
وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية على موقعها الالكتروني الأربعاء الماضي، انه يتضح من المعلومات التي أدلى بها رئيس قسم تطوير الكمامات العقيد في الجيش الإسرائيلي يوسي سجيف، أن نحو 1.1 مليون إسرائيلي تلقى حتى الآن كمامات جديدة في إطار الحملة التي تقوم بها إسرائيل استعدادا لأي هجوم كيميائي ضدها، أي بمعدل 170 ألف كمامة في الشهر، وذلك في اقل من عام منذ أن بدأت عملية توزيع الكمامات على جميع السكان في مختلف أنحاء إسرائيل.
وأشارت «معاريف» إلى أن حملة توزيع الكمامات بدأت في شهر فبراير من هذا العام، مضيفة بأن الجبهة الداخلية في إسرائيل عبرت عن رضاها تجاه المعطيات الحالية للحملة، حيث انه حسب تقديرات سابقة كان من المتوقع أن توزع عدة آلاف من الكمامات في الشهر، وبهذه المعطيات تبين أن مستوى التوزيع تضاعف تقريبا عن التوقعات.
وأوضحت الصحيفة بأنه يجري توزيع الكمامات حاليا بعدة طرق، مشيرة إلى أن هناك 30 بالمائة من الإسرائيليين حصلوا على الكمامات من خلال تلقيهم لمكالمات تلفونية من مراكز البريد، وحصل 37 بالمائة من الإسرائيليين على الكمامات بشكل مباشر.
وفيما تواصل إسرائيل توزيع الكمامات الواقية من الغازات السامة على مواطنيها حفاظا على أرواحهم  في حال اندلاع حرب في المنطقة،  قال رئيس بعثة مؤسسة ‘أطباء بلا حدود’ إن مليونا ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة محرومون من ابسط الحقوق الطبية بسبب الحصار الإسرائيلي.
وأوضح جون لوك رئيس البعثة في مؤتمر صحافي عقده بغزة الثلاثاء أن غزة تواجه أزمة كرامة وان هناك عقابا جماعيا مفروضا عليها لا يسلم منه حتى المواليد الجدد الذين هم «سجناء» على حد وصفه.
وقال لوك إن هناك تصاعدا في  المشاكل النفسية بالقطاع مما يزيد من حدة التوترات الأسرية والاجتماعية وان من بين المرضى الذين يترددون على عيادات المنظمة في قطاع غزة 50 بالمائة هم أطفال دون سن 12 عاما يعانون من حالات مرضية نفسية.
وكان لوك يتحدث من داخل مقر المنظمة بغزة في زيارة قصيرة للقطاع تستمر لعدة ساعات قادما من القدس عبر معبر بيت حانون (ايريز).
وأوضح لوك أن 5 تداعيات تلمسها طواقم المنظمة بالقطاع جراء الحصار وهي نقص في  100 صنف من الأدوية من مخازن القطاع ونقص الوقود في  المستشفيات وعدم التمكن من إعادة اعمار المستشفيات والمراكز الطبية المتضررة جراء الحرب على غزة وعدم تلقي المواطنين الخدمات الطبية اللازمة جراء القيود على الحركة، وعدم مقدرة الأطباء أنفسهم على التنقل من والى القطاع.
وقال المسؤول الطبي إن حالة النقص في  الوقود والتي تؤدي إلى تكرار قطع التيار الكهربائي عن المستشفيات تؤثر على مستوى الرعاية الطبية المقدمة للمرضى، مشيرا إلى أن قسم الطوارئ والعناية المركزة في المستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة في ابريل الماضي كان على وشك الإغلاق إلا أن قيام المنظمة بتزويده بـ 17 ألف لتر من السولار الصناعي أنقذ الموقف.
وأشار إلى أن عدم السماح بإدخال مواد البناء إلى قطاع غزة أدى إلى عدم القدرة على إعادة اعمار بعض المستشفيات  المتضررة والهياكل الطبية المدمرة.
وأكد أن 25 بالمائة من 1200 مريض كانوا بحاجة للعلاج بالخارج لم يتمكنوا من ذلك وان 300 – 400 مريض ماتوا بسبب القيود على حركتهم وعدم حصولهم على تصريح الخروج أو بسبب تأخر ذلك.
ونوه إلى عدم مقدرة منظمته على استخراج تصاريح للمرضى للعلاج في المستشفى الذي أقامه في العاصمة الأردنية عمان منذ عامين حيث (تم رفض كل الحالات ولم يتمكن من تحويل أي حالة لها).
وقال إن من تداعيات حالة الحصار عدم القدرة على تزويد القطاع بالكفاءات الطبية، ما عدا حالة واحدة تم السماح له بدخول القطاع وهو طبيب فلسطيني الجنسية وبالمقابل لا يسمح بخروج الأطباء من القطاع للخارج لتطوير قدراتهم باستثناء طبيبين من ضمن طاقم طبي كان من المفترض أن يتجه للقدس والضفة الغربية للمشاركة في دورة للصحة النفسية ضمن مشروع إعادة التأهيل ما بعد العمليات الذي بدأته المنظمة مؤخرا.

 

Top