اختتام الدورة السابعة عشر لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة

خرجت المشاركة المغربية من الدورة السابعة عشر للفيلم القصير المتوسطي بطنجة؛ خاوية الفضاء، بالرغم من أفلامها الخمسة التي تنافست على جوائز الدورة، وبالرغم كذلك من أن بلدنا يشهد زخما في ما يخص إنتاج هذا النوع من الأفلام بالخصوص، لكن الواضح أن الانتقال من الكم إلى الكيف لم يتحقق بعد، وبالتالي لا بد لسينمائيينا أن يبذلوا مزيدا من الجهد لاكتساب القدرة على التنافسية، خاصة في تظاهرات من هذا القبيل.
أما جوائز هذه الدورة التي جرى توزيعها ليلة السبت الماضي، فكانت على الشكل التالي: الجائزة الكبرى للفيلم التركي “العبء الثقيل”، وجائزة أول دور رجالي للإيطالي برونو أورلاندو في فيلم “الحدود”، وجائزة أول دور نسائي للجزائرية أميرة هيلدا في فيلم “تويزة”، وجائزة السيناريو للإسباني خوسي ماري عن فيلم “والدة ماطيو”، وجائزة الإخراج للإيطالي ألسندرو دي جريجوريو عن فيلم “الحدود”، وجائزة لجنة التحكيم للفيلم الفرنسي “أغنية أحمد”، وحظي الفيلم البرتغالي “بطل خفي” وكذا الفيلم التونسي “بطيخ الشيخ” بتنويه خاص، أما جائزة الجمهور فكانت من نصيب الفيلم الجزائري “تويزة”.
وفي تقييمها للأفلام المتوجة، أبرزت رئيسة لجنة التحكيم ليلى كيلاني أن هناك احتراما لقواعد التعبير السينمائي مع جرأة في طرح المواضيع إلى جانب العناية بالجدة ووضوح الفكرة والانفتاح على عوالم جديدة ومدهشة.
وضمن الأنشطة الموازية لهذه الدورة، تم تنظيم لقاء مهني حول موضوع “الفيلم القصير من الترويج إلى التوزيع”، بمشاركة مجموعة من المختصين، حيث تمت الإشارة في الورقة التي تم إعدادها بالمناسبة إلى أن “الفيلم القصير ما زال يواجه جملة من التحديات، في طليعتها قضايا الترويج لهذا الفيلم وإكراهات توزيعه، ومن المعلوم أن الفيلم القصير ليس مجرد تمرين سينمائي أو بطاقة عبور إلى إخراج الفيلم الطويل، ولكنه نوع سينمائي قائم الذات، ينحت جمالياته الخاصة من شعرية التكثيف وبلاغة الاختزال ورمزية التصوير، ومن فرط كثافة المعنى واقتصاد الصورة يشي الفيلم القصير بكثير من الحكمة السينمائية، يشبه الفيلم القصير تلك اللحظات الجميلة التي نعيشها، وهي تترك فينا أثرا قويا وحسرة جميلة، لأنها تمر بنا سريعا، دون أن نتمكن من إمعان النظر فيها، والاستمتاع بها أكثر. من هنا ربما لم يتحمس أرباب القاعات السينمائية لعرض هذه الأفلام، ولا تحمست القنوات التلفزية التي تقدم الإنتاج السينمائي، بما فيها القنوات الخاصة بالفن السابع، والحال أن فسح الآفاق لترويج الفيلم القصير وخلق فضاءات لتوزيعه كفيل باكتشاف التجارب السينمائية الجديدة”.
وخلال النقاش الذي تم في هذا اللقاء المهني، قدم المتدخلون مجموعة من الأفكار والاقتراحات لتحقيق الرواج للفيلم القصير: تم في البداية الإلحاح على اعتبار الفيلم القصير قائما بذاته وليس مجرد جسر لإنتاج الفيلم الطويل، اقتراح عرض مجموعة من الأفلام القصيرة خلال حصة واحدة بالقاعات السينمائية، أو مصاحبة الفيلم الطويل بآخر قصير، وكذا اقتراح أسابيع خاصة بالفيلم القصير لكل بلد خلال المهرجانات السينمائية، التفاوض مع القنوات التلفزية وكذا خطوط الطيران لعرض الفيلم القصير، الحرص على احترام خصوصية الفيلم القصير، حيث أن مدته الزمنية لا يجب أن تتعدى في أغلب الحالات عشرين دقيقة، ضرورة اعتماد منهجية للاستثمار في الفيلم القصير، تقوم على أساس الدعاية له والتفاوض مع عدة جهات لعرضه، وتحقيق نسبة من التوازن بين الطموح الإبداعي ومتطلبات السوق، مع ضرورة الوعي بأن الفيلم القصير لا ينتهي بمجرد إنتاجه بل لا بد من تخصيص قسط من ميزانيته للدعاية له والبحث عن سبل توزيعه.

مبعوث بيان اليوم إلى طنجة: عبد العالي بركات

Related posts

Top