المعرض فرصة لصداقات جديدة
من آخر إصدارات الأديب المغربي محمد صوف:
«مورافيا يقص»، وهو عبارة عن مختارات من قصص الكاتب الإيطالي المعروف ألبرتو مورافيا، بمناسبة الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، كان لبيان اليوم حوار معه:
< ماذا يشكل بالنسبة إليك المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء وهو في دورته الخامسة والعشرين؟
> إنه يعتبر موسم القراءة واللقاءات مع الأصدقاء وفرصة لصداقات جديدة، عودة إلى شيء آخذ في الانقراض اسمه القراءة.. إطلاع على مجنوني القراءة والمصابين بلوثة الأدب الذين يعلمون أنهم يهيمون في واد لا ضفاف له ويستمرون .. لا لشيء إلا لأنهم يعشقون الكتاب.
مؤلفات جديدة . أصوات جديدة . تلاقح للقديم بالجديد.
وإذا كنا أكثر واقعية و أقل حلما فهو معرض على غرار المعارض الأخرى .. يسعى فيه التاجر إلى مزيد من الكسب والمستهلك إلى العثور على مبتغاه.
< ما هو أحدث إصداراتك وما هي خطوطه العريضة؟
> آخر ما صدر لي: «مورافيا يقص» وهو عبارة عن مختارات من قصص ألبرتو مورافيا القصيرة.. تصدر عن دار الثقافة، وهي عملية تعريب لبعض نصوص هذا الكاتب أخذت من مجموعة له حكايات من روما، وهي حكايات مصدرها تلك المدينة غداة الحرب العالمية الثانية.
أرى أن أهم خطوط المجموعة يتمثل في الشبه الغريب بين روما تلك الفترة والدار البيضاء الآن. ومن يقول الدار البيضاء يقول المدن المغربية الآن. * ماذا عن تجربتك بخصوص الحضور والمساهمة في فعاليات المعرض؟- تجربتي في هذا المجال لا تعتبر، مساهمات قليلة و لكنها موجودة، في عهد الأستاذ محمد الأشعري قدمت الأديبة خناثة بنونة رفقة الراحل عبد الكريم غلاب وعبد الحميد عقار.. وقدمت مساهمة في العلاقة بين السينما والأدب في فترة الفنانة ثريا جبران، كما قدمت لقاء أدبيا في نفس الفترة حضره الشاعر الكبير سعدي يوسف وسماح سهيل مدير دار الآداب، ثم لا شيء في عهد الوزراء اللاحقين.
< ما هي ملاحظاتك على المستوى التنظيمي للمعرض؟
> المعرض تظاهرة كبرى و تنظيمه يتولاه خبراء المعارض، غير أن كثرة الأنشطة والبرامج تفتح المجال لبعض الارتجال. هناك لقاءات تبرمج ولا تتم و يكون التركيز أساسا على النجوم وحتى في هذه اللقاءات تغيب فرصة التمتع المطلوب بالشخصية المدعوة بسبب الهرج الذي يسود قاعة المعرض،
حبذا لو خصص للقاءات فضاء خارج تلك القاعة بعيدا عن
ضجيج الباعة والزبائن حتى تتجاوز الفائدة تسجيلها كنشاط في روزنامة المعرض فقط لا غير.
* ما هي القضايا التي تظهر لك ضرورية للمناقشة في البرنامج الثقافي؟
> رغم جفاف المجال.. هل يمكن العمل على اقتناء المؤلفات المغربية وجوبا من لدن الكليات والمعاهد العليا والمركبات الثقافية.. وجوبا بحيث يصبح من حق الكاتب أن يزود هذه المرافق بمؤلفاته ومن واجب هذه الأخيرة أن تقتنيها، بذلك يصبح الكاتب الذي ينشر على نفقته يجد متنفسا ماديا يغنيه عن تحمل تكاليف الطبع والتوزيع وتجنب الخسارة الحتمية التي يعيشها الكتاب الآن.
< ما هي اقتراحاتك للنهوض بوضعية النشر والقراءة بالمغرب؟-
> القراءة مسألة بنيوية. والنهوض بها ينطلق من التعليم الأولي. لا نعدم آليات بل الغائب الأكبر هو الإرادة السياسية التي أعطتنا شعبا لا يقرأ. أضف إليها النمو التكنولوجي الآن الذي بدأ يفرغ الساحة حتى من القراء القدامى. وما دامت القراءة حلم صعب التحقيق الآن فعلى الأقل نسعى إلى نشر الكتاب في المركبات الثقافية والمعاهد والكليات والثانويات.. وثمة عمليات تحفيز على القراءة لا تخفى على المختصين، هم فقط في حاجة إلى من يمنحهم الضوء الأخضر.
< ما هي ملاحظاتك على سياسة دعم الكتاب التي تنهجها وزارة الثقافة؟
>صحيح أن الوزارة تدعم الكتاب حسب المستطاع، غير أنه دعم يظل عقيما تحت ضغط الأمية القرائية التي نعيشها حاليا، وحتى المؤلفات التي تصدرها وزارة الثقافة لا أثر لها في السوق، وكأن العملية مجرد ذر للرماد في العيون.
هناك من الكتاب من لا يعلم حتى بصدور مؤلفه. وهذا ليس غياب كفاءة بل اعتبار منعدم
للكتاب والكاتب، وغياب منهج مضبوط يرافق الكتاب من مرحلة التصفيف إلى التوزيع مع ما يصحبه من إعلام وأنشطة وزارة الثقافة التي عليها أن تنظم لقاءات لتقديم المؤلفات المغربية، جميع المؤلفات دون استثناء، وإلا كيف تدعم الكتاب ولا أحد يعرف عنه شيئا حتى كاتبه في بعض الحالات.
< ما هو تصورك لمستقبل الكتاب الورقي؟
> سيستمر طبعا وسيستمر في الانقراض، غير أنه انقراض لن يراه جيلنا ولا حتى الجيل الذي يليه.. وما دام هناك قراء سيظل هناك الكتاب الورقي إلى أجل غير مسمى.
> حاوره: عبد العالي بركات