أبدت البطلة المغربية الأولمبية وعضوة المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية، نوال المتوكل، فخرها بحلولها في المركز الرابع بترتيب أكثر الشخصيات الفرانكفونية تأثيرا في الحركة الأولمبية خلال سنة 2020، مؤكدة أنها تعمل بشغف ونكران للذات لخدمة قيمها وتطورها.
وقالت المتوكل حاملة ذهبية سباق 400م حواجز في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، في حوار أجراه معها موقع (francjeux) بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لرياضة المرأة (24 يناير)، إن النساء أصبحن يشكلن اليوم ثلث أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية مع قدوم جيل جديد منهن، مبرزة أن مستقبل الحركة الأولمبية سيكون مع النساء.
وأضافت المتوكل أن أصوات النساء باتت تُسمع على نحو متزايد في المحافل الدولية، منوهة بخطوة الرئيس السابق للجنة الأولمبية خوان أنطونيو سامارانش عندما أنشأ لجنة نسوية في التسعينيات لتعزيز مكانة المرأة، وهو العمل الذي تواصل أيضا مع جاك روخ وتوماس باخ.
واعتبرت المتوكل أن حضور النساء في منظومة الرياضة يجب أن ينطلق بدء من الأندية، داعية إلى الدفع بهن نحو التميز والعمل والتضحية بالنفس، ومعبرة عن تفاؤله بتمثيلية المرأة في الأجهزة الدولية، ومؤكدة أن التكافؤ بين الرجال والنساء سيتحقق في أولمبياد طوكيو.
وأشارت المتوكل إلى أن المرأة ترشحت لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، لكن يكن هناك استعداد لدى الكثيرين للتصويت لصالح امرأة، موضحة أن الرئيس الحالي توماس باخ يسعى لتغيير هذا الموقف، مقدمة نماذج لنساء يشكلن جيلا جديدا يعمل على تسريع هذا التطور.
> أنت في المرتبة الرابعة في ترتيب أكثر الفرانكفونيين تأثيراً في الحركة الأولمبية في عام 2020، والتي نشرت الشهر الماضي من قبل (francjeux). أنت أيضاً السيدة الأولى، بماذا يلهمك هذا المنصب؟
< أنا جد فخورة. لكنني لم أتوقع ذلك. أعمل ورأسي إلى الأرض، بشغف ونكران للذات، لخدمة الحركة الأولمبية وقيمها وتطورها. وأنا ملتزم تماما بهذه المهمة التي كانت توجه خطواتي لسنوات.
> في نفس الترتيب، هناك خمس نساء فقط في المراكز العشرين الأولى. هل يعكس هذا صورة الحركة الأولمبية؟
< هناك نوال المتوكل في جميع أنحاء العالم. إنهن هنا، يعملن، أحياناً في الظل، لكن الإمكانات موجودة. التقيت بنساء يرأسن دولا خلال مسيرتي المهنية في اللجنة الأولمبية الدولية. ديلما روسيف (رئيسة البرازيل سابقا)، على وجه الخصوص، قبل دورة ألعاب ريو 2016. واليوم، تشكل النساء ثلث أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية. وفي السنوات الأخيرة، شاهدت قدوم جيل جديد، تمثله على وجه الخصوص الكوستاريكية لورا شينشيلا، أو رئيسة جمهورية كرواتيا السابقة كوليندا غرابار-كيتاروفيتش. مستقبل الحركة الأولمبية سيكون مع النساء. توماس باخ يعمل بلا كلل. ولم يكن عدد النساء أكبر من أي وقت في لجان اللجنة الأولمبية الدولية.
> لم يكن هناك مثل هذا العدد الكبير من النساء في اللجنة الأولمبية الدولية، ولكن هل يتم الاستماع إليهن؟
< يجب أن يقمن بدورهن، وأن يتحملن المسؤولية لكي يكن أكثر حضورا وأكثر حسما وأكثر تطلبا. ولكنني أرى أن أصواتهن تُسمع على نحو متزايد في المحافل الدولية. نحن مدينون لخوان أنطونيو سامارانش. وكان أول من قام، عندما كان رئيسا للجنة الأولمبية الدولية، بإنشاء لجنة نسوية في التسعينات. لقد أطلق الإنذار لتعزيز مكانة المرأة في نظامنا. ثم جاك روغ، والآن توماس باخ، يواصل على نفس الطريق. ولكن كل شيء يجب أن يبدأ من الأندية. إنها أساس كل شيء وينبغي أن تكون المرأة أكثر حضورا في الأندية، ثم الفوز باللجان الأولمبية الوطنية والاتحادات الدولية. ولكن ليس كل الحالات تتحرك بنفس السرعة. بعض الاتحادات الدولية استوعبت الرسالة، وأخرى تتقدم بسرعة أقل.
> فقط اثنان من الاتحادات الدولية لرياضة أولمبية صيفية، الترياتلون والغولف، ترأسها الآن امرأة ..
< هذا صحيح، لكن لا يهم كثيراً. يجب علينا تحريك الخطوط. النساء موجودات، ولكن يجب دفعهن نحو التميز والعمل والتضحية بالنفس. لكنني ما زلت متفائلة عندما أرى إلى أي مدى وصلنا، في الملعب، في المسابقات، أعتقد أنه تم إحراز الكثير من التقدم في فترة قصيرة من الزمن. في دورة ألعاب لوس أنجلوس عام 1984، حيث كان سباق 400 متر حواجز، سباقي، في البرنامج للمرة الأولى، كانت النساء يمثلن 23 في المائة فقط من المنافسين. سيتم تحقيق التكافؤ في ألعاب طوكيو.
> متى تكون المرأة مرشحة لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية؟
< هذا حدث بالفعل. لقد كانت أنيتا ديفرانتز مرشحة للرئاسة في عام 2001، بعد رحيل خوان أنطونيو سامارانش. لقد وجدتها شجاعة جداً، مقاتلة وتنافسية. لكن الأشخاص في ذلك الوقت لم يكونوا مستعدين للتصويت لامرأة. هي الآن النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية. أنا معجبة جداً بمسارها. لقد كانت عمدة القرية في دورة لوس أنجلوس عندما كنت رياضية، لكنها ليست الوحيدة التي لها وزن في الحركة (الأولمبية). غونيلا ليندبرغ قامت بعمل هائل كرئيسة للجنة تنسيق الألعاب في بيونغ تشانغ 2018. نيكول هوفيرتس تتواجد معي في المجلس التنفيذي وتترأس لجنة تنسيق دورة الألعاب لوس أنجلوس 2028. لينغوي لي بالإضافة إلى كونها بطلة استثنائيًة، قادت بنجاح لجنة التنسيق في ألعاب بوينس آيرس 2018 للشباب.
> اليوم، هل سيكون الأشخاص جاهزين للتصويت لامرأة؟
< الأمور تتغير. لطالما جعل توماس باخ العنصر النسوي أحد اهتماماته. إنه يدفع لتغيير الموقف. في إفريقيا، حيث لا يزال الطريق طويلا، تدير النساء ليبريا وإثيوبيا وملاوي. ما زلت أعتقد أن كل شيء ممكن. وفي ألعاب طوكيو، سيكون لجميع الوفود ممثل نسوي واحد على الأقل.
هل ترين اليوم جيلا جديدا قادما إلى اللجنة الأولمبية الدولية، موجة جديدة من النساء القادرات على تسريع هذا التطور؟
< نعم. في الجيل الجديد، بالطبع، أرى كيرستي كوفنتري. وهي وزيرة للرياضة في زمبابوي، وهي عضو في المجلس التنفيذي. إنها في القمة لكنها ليست وحدها. يجب أن نذكر أيضا دانكا بارتيكوفا وميكايلا كوجوانكو جاورسكي والإثيوبية داغمافيت غيرماي برهان. انضمت نساء أخريات مؤخرا إلى اللجنة الأولمبية الدولية، ويُسهمن إسهاما كبيرا في الحركة الأولمبية. أفكر في كل من الفنلندية ساري إيسايح، والكندية تريشيا سميث، والتايلاندية وخين باتاما ليسوادتراكول، والكوستاريكية لورا شينشيلا، والرئيسة السابقة لجمهورية كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش، والأميرة السعودية ريما بندر آل سعود، والتي هي أيضا سفيرة بلادها في واشنطن. وهن يؤكدن يوما بعد يوم أن المرأة لها مكان في الرياضة الدولية. وأن الحركة الأولمبية واللجنة الأولمبية الدولية محقتان في تكليفهما بالمسؤوليات التي يستحقانها والاعتماد على مواهبهن.
> ترجمة: صلاح الدين برباش