الدورة الرابعة لمهرجان تيسكيوين بتارودانت ربحت رهان الوحدة في التنوع

اختتمت الأحد الماضي 30 يونيو 2024 فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان تيسكيوين الذي نظمته المديرية الإقليمية بتارودانت لوزارة الثقافة والتواصل والشباب – قطاع الثقافة، طيلة أيام 28، 29، و30 يونيو الجاري، بدعم من عمالة الإقليم والجماعة الحضرية للمدينة والمجلس الإقليمي وعدد من الشركاء.. تحت شعار “تاسكوين دعامة وتحصين للهوية وصون للذاكرة”..

افتتاح متميز

وتميز حفل الافتتاح، الذي ترأسه السيد الحسين أمزال عامل الإقليم، وحضره المدير الجهوي للثقافة (جهة سوس – ماسة) السيد محمد حمو، وممثلو الهيئات المنتخبة وممثلو المصالح الخارجية للوزارات، ومكونات النسيج الجمعوي بالمدينة والإقليم، وممثلو وسائل الإعلام الوطنية والمحلية.. تميز بالكلمة التي ألقاها، باسم الوزارة، الأستاذ شفيق بورقية المدير الإقليمي، والتي نوه فيها بالفرق والأطر المشاركة مشيدا بالمدعمين وبالجمهور.. ووقف أساسا، في كلمته الافتتاحية، على معنى وتاريخ رقصة تيسكيوين ودلالاتها الثقافية والرمزية، مرحبا بالاعتراف الدولي بهذه الرقصة الفنية الفريدة من نوعها والعريقة كفرجة فنية ثراثية مغربية، من خلال تسجيلها ضمن التراث اللامادي للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو سنة 2017.. مؤكدا المسعى المشترك للقائمين على المهرجان ومدعميه في صون وتثمين الثراث الفني الموسيقي بإقليم تارودانت تحقيقا للأهداف الثقافية والتنموية المنشودة، عبر تعزيز الوعي بالأصالة وبفخر الانتماء، وترسيخ التقاليد الفنية وتكريس الأبعاد الرمزية للثراث الذي صار قاسما مشتركا بين الأجيال.. ودعت كلمة شفيق بورقية إلى جعل مهرجان تاسكوين محطة للتأمل في الوضعية الراهنة لرقصة ثراثية فريدة تمكنت من المحافظة على أصالتها وخصوصياتها حتى اليوم صامدة في وجه التحديات ليتجاوز إشعاعها البعدين المحلي والوطني ويطرق باب العالمية..

وأضاف المتحدث أن هذا النمط المتميز من الرقص الأمازيغي الجماعي ذي البنيات البديعة والمتناسقة لا يمكن عزله عن محيطه السوسيو ثقافي الذي نشأ وتطور فيه.. حيث ظل يتسم بالعفوية والتلقائية وصدقية التعبير بإيقاعاته القوية وحركاته الانسيابية الرشيقة، مما جعله يرمز إلى الهوية والذاكرة وبالتالي يشكل إطارا جماعيا تمارس فيه جوانب هامة من الحياة الاجتماعية والثقافية…

واعتبر المسؤول الإقليمي بوزارة الثقافة أن تسجيل رقصة تاسكوين ضمن قائمة الثراث الثقافي العالمي لليونسكو في دجنبر 2017 قد أتاح فرصة لانتشالها من الإهمال الذي كاد يعصف بها ونفخ روحا جديدة  في هذا الفن الذي انبعث من جديد بل وتجاوز امتداده الجغرافي الضيق مما شكل لحظة مفصلية في تاريخ الفنون المغربية الأصيلة قاطبة…

هذا وشهد حفل الافتتاح لحظة إنسانية غاية في العرفان والتقدير، وهي لحظة تكريم بعض شيوخ ورواد فن تاسكيوين بالمنطقة، وهم الفنانون:

  • أحمد أيت تيزي
  • الحسين بوجا
  • محمد لعياض

وقبيل حفل الافتتاح الذي أحيت سهرته مجموعة من فرق تاسكيوين، كان السيد العامل قد أشرف على تدشين معرضين فنيين هامين أقيما بالمناسبة، ويتعلق الأول بمعرض إثنوغرافي شمل الأزياء والأكسسوارات والملحقات والأدوات الموسيقية المستعملة في رقصة تاسكيوين، بينما المعرض الثاني شمل لوحات تشكيلية متميزة للفنانة الرودانية جميلة علوش.

هذا وتتالت السهرات الثلاث للمهرجان طيلة ثلاثة أيام بمشاركة 15 فرقة من أجود وأهم فرق ومجموعات تاسكيون بالمنطقة، وهي:

  • جمعية أسلول لأحواش تاسكيوين تيمزكيديوين
  • جمعية رقصة تاسكيوين تورماط
  • جمعية تاجلت للفن الثراثي تاسكيوين
  • جمعية تاسكيوين أفلا إزداتن دمسيرة
  • مجموعة روبي للثراث الأمازيغي
  • جمعية أحواش تاسكيوين الأطلس الكبير إيمين تانوت
  • جمعية تاسكيوين ادوز وازريت أغبار
  • جمعية شباب تاسكيوين تمضغوست
  • جمعية بلماون تاسكيوين لالا عزيزة
  • مجموعة سعيد أمصغور
  • جمعية إثران منتاكة
  • جمعية تاسكيوين تغراط للفنون الشعبية “إمين دونيت”
  • جمعية تيفاوين أوزليضا
  • جمعية تالمكانت للفن الثراثي تاسكيوين
  • مجموعة أحواش أولوز برئاسة خرشة

الندوة العلمية للمهرجان

كما تخللت فعاليات المهرجان ندوة علمية حول موضوع “تاسكيوين رقصة مغربية أصيلة بين الأمس واليوم”، شارك فيها كل من الأستاذ مولاي الحسن الحسيني والأستاذ حسن أمدوغ وسيرها الأستاذ محمد لمين.. تميزت هذه الندوة، التي شهدت حضورا لافتا لشباب وفناني تاسكيوين إلى جانب حمهور المهتمين، بعرض وتقديم وتحليل معطيات تاريخية ومعرفية غنية من قبل المحاضرين بلغة سلسة وتواصلية مزجت بين “تشلحيت” وهي اللغة المحلية لساكنة تارودانت والنواحي، وكذا اللغة الدارجة المغربية التي ينطقها عدد لا يستهان به من سكان المنطقة..

*********************

وتناول الباحث مولاي الحسن الحسيني موضوع تاسكيوين في البدء مبرزا أنه تعامل في الموضوع مع الروايات الشفوية ومع ما هو مبثوث في الكتب والمراجع، وحاول من خلال ذلك غربلة الموضوع للإبقاء على كل ما هو علمي وموثق فكان لجانب السرد التاريخي حظ في التناول، ذاكرا أن رقصة تاسكيوين تعد ذاكرة جيش. وهي من الرقصات الحربية الثمانية الموجودة بالمغرب، كما حدد أوجه التشابه والاختلاف بين هذه الرقصات .

ثم أعطى أمثلة على ما تتداوله الألسن في موضوع نشأة الرقصة وأخبار الحكواتيين في ذلك، وفند كثيرا مما يقال بالرجوع إلى الاستدلال بكتب التاريخ، والمنطق الزمني.. ونفى الباحث الحسيني أن يكون بودميعة هو أصل الرقصة المولودة بعد صراعه مع البرتغال في الاطلسي الكبير الغربي، وبعد هدمه لتمدولت ن واقا.. لأن وجود البرتغال في تمرووت وإيركيتن أمر يحتاج إلى دليل، ولأن بودميعة عاش في القرن 11 هـ وهدم تامدولت ن واقا كان في ق 3 الهجري.

ثم ذكر المتحدث مناطق انتشار تاسكيوين وأعلام هذه الرقصة البارزين الأحياء والأموات الذين ينتمون إلى تمرووت ومنتاكة واد و محمود (تجلت) وایت تونارت (تالماكانت، تيوونا، مكونت) واد وفتكوت وايت ودجاس وادا ومسطوك وادا وزيمر وتيزي ن تاست وتاركا ن توشكا وايت شعيب وإروهالن وايت بخاير وأسيف ن المال وأمزميز… كما تحدث باستفاضة عن أدوات فن رقصة تاسكيوين مع أمكنة صنعها ومادة صنعها

ثم أعطى في عرضه أهمية قصوى لرقصة تاسكيون من جانب إيقاعاتها، فذكر إيقاعاتها الصامتة (أهياض / فلن أقبيل / أكيد أو رياف كماك ولا توفيتيد/ تاوادا إيسان / أكي تاركا)، والإيقاعات المرتبطة بفن أحواش: (تاسكيون بالدرست / تاسكيون بأهناقار/ تاسكيوين بتسوست).

ثم انتقل إلى تقسيم آخر ذاكرا: تاوادا إيسان كأصل يندرج تحته: (سيكل أكال/ رايش أمار/ مرز إكالن / أكى ترکا/ نكر کیی گور كيي / ادكال كال ادکال) وإيقاعات أخرى

*********************

ومن جانبه ركز الأستاذ حسن أمدوغ  في عرضه المعنون بـ “تسكيوين… رقصة الأعالي.. تحديات الإنقاذ وبناء الأمل…” على أن رقصة تسكوين عرفت نوعا من الاهتمام وبعض الانتعاش بعد قبول اليونسكو في 2017 إدراجها ضمن الثرات المغربي المهدد بالانقراض.. والذي يحتاج إلى الصون العاجل. ومن بين مظاهر هذا الاهتمام مبادرة وزارة الثقافة بتنظيم مهرجان سنوي بمدينة تارودانت خاص بهذه الرقصة.. تشارك فيه الفرق الممارسة لهذا النوع الأصيل المميز من الرقص الثراثي المغربي.

وقال المتحدث إنه إذا بحثنا في تاريخ الرقصة، فإننا لا نعثر على معلومات يمكن الاطمئنان إليها لأن الرقص في كل الحضارات ممارسة ضاربة في القدم لا تعرف بداياتها.. وكل ما كتب في الموضوع مجرد روايات شفوية للاستئناس فقط، نظرا لغياب أدلة ملموسة باستثناء وثيقة تاريخية في عهد السعديين لرحالة انجليزي وصف فيها راقصين في ليلة عند حاكم تارودانت (يلبسون الأبيض ويرقصون على نغمات ناي يحملون دفوفا من الجلد والطين) هذا الوصف ينطبق على رقصة تاسكوين. والأمر الأكيد، يقول أمدوغ، أن الرقصة تحكي بطولات وحياة سكان الأطلس كجزء من تاريخ الحضارة المغربية الغنية عبر العصور. خيث أثتت هذه الرقصة أفراح وأعراس ومناسبات المغاربة ونشطت قصور الباشوات والقواد في مناطق سوس إلى حدود الستينات من القرن الماضي حيث تعرضت لمجموعة من الضربات كادت أن تقضي عليها بشكل نهائي نذكر منها قدوم الفرنسي (موغا) في الستينات إلى منطقة سوس بحثا عن شباب من ذوي البنية القوية والجهاز التنفسي الجيد الذي يميز سكان الجبال.. من أجل العمل في مناجم فرنسا وبناء ما دمرته الحرب العالمية الأولى في فرنسا وبلجيكا وهولندا. وكان هؤلاء الشباب الأقوياء هم الممارسون الفعليون لرقصة تاسكوين.. مما أدى إلى توقف شبه تام في بعض الدواوير بعد هجرة أغلبهم. وكذلك إبان إقرار الدولة المغربية إلزامية التعليم على الأطفال ونزوح مجموعة من العائلات إلى المدن مع أطفالهم أثر بشكل كبير على ممارسة الرقصة. وأخيرا التطور العام الذي عرفه المجتمع المغربي وتغير أنماط العيش في البادية بعد ربطها بشبكة الكهرباء. وظهور الانترنيت وتوجه الشباب إلى الشبكة العنكبوتية واكتشاف الألعاب ووسائل التسلية الالكترونية. كل ذلك أبعد جزء من الشباب من حضور الحفلات في مراقص القرى فحرموا بذلك عن تذوق الرقصة والحماس للمشاركة فيها. /

ولسوء حظ الرقصة، فالزلزال الأخير في شتنبر 2023، ضرب حصريا القرى والمداشر التي تمارس فيها رقصة تسكوين، ولنا أن نتخيل الأثر البليغ الذي سيخلفه على ساكنة المنطقة اقتصاديا ونفسيا مما سيجعل التفكير في رقصة تاسكوين مؤجلة إلى أن تضمد الجروح..

كل الأسباب السالفة الذكر، يقول المحاضر، كانت كافية للقضاء نهائيا على رقصة تاسكوين لولا مبادرة شخصية من أحد أبناء المنطقة (الدكتور مهدي من قبيلة اركيتن)، الذي نسق مع وزارة الثقافة ومديرية الثقافة بتارودانت والجمعيات المهتمة والفرق الممارسة لإعداد ملف قوي تنافس به عالميا في اليونيسكو.. ونجح في انتزاع الاعتراف بالرقصة كثرات لامادي عالمي يجب الحفاظ عليه.

ورغم مرور ست سنوات على هذا الاعتراف وخلق مهرجان كآلية لتتبع وتشخيص الحالة العامة للرقصة، يضيف الأستاذ حسن أمدوغ، فإن الخطر لازال يتهددها من عدة جوانب.أولا بسبب فقدان شيوخ تاسكوين دون وجود الخلف من الشباب والأطفال.. فأغلب الفرق لا تتوفر على فرق للصغار. ثانيا المتقنون للرقصة أصبحوا قلة على عدد الأصابع في كل فرقة. ثالثا عازفو الناي يكادون ينقرضون مما جعل الفرق تتناوب على عازف واحد.رابعا قلة االمدربين( إعلامن) وضعف أداء أغلبهم. خامسا عدم الإلمام بكل إيقاعات تاسكوين التي تتجاوز الأربعين ضربا.. والاكتفاء بالحركات السهلة والإيقاعات المعروفة لا تتجاوز الخمسة حيث يشعر المتفرج بنوع من الملل.

بالإضافة إلى ما سبق استعرض الأستاذ الباحث ملاحظات أخرى حول اللباس والأداء ونوع الموسيقى المستخدمة والتداريب وغيرها.. الى جانب مؤاخذاته حول التدبير الإداري والمالي لفرق تاسكوين ومشاكل انعدام المقرات والتنقل والترويج والإشهار والمواقع الالكترونية للفرق .. وغيرها.

وخلص المتحدث إلى أن إنشاء مهرجان في حاضرة سوس تارودانت من أجل الرقصة، وتبنيه من قبل وزارة الثقافة، هو تعبير عن الرغبة الصادقة لإنقاذ رقصة تاسكوين، وهذا لن يتأتى إلا بانخراط أبناء القرى الممارسين للرقصة في مشروع جدي لترميم ما انهار من الرقصة في أفق تطويرها وتعليبها كصناعة ثقافية ثمينة يمكن تسويقها محليا ودوليا ليكون لها مردود اقتصادي واجتماعي على سكان القرى الممارسة لتاسكيوين.

في الختم

وتجدر الإشارة إلى أن حفلات مهرجان تيسكيوين في دورته الرابعة، شهدت حضورا جماهيريا منقطع النظير، مما يفسر حب الجمهور لهذه الرقصة النابعة من صلبه، وتعطشه للفرجة الفنية بشكل عام.. وحظيت الدورة أيضا باستقبال إعلامي لافت من مختلف المنابر الصحافية الورقية والإلكترونية السمعية البصرية والمكتوبة.. كما تميزت التظاهرة بتنظيم محكم ساهم في تيسير ولوجية الجمهور لفضاء السهرات بسلاسة وأمان..

*************************

 حمزة امحيمدات المدير الفني لمهرجان تاسكيوين :  للحفاظ على ثراثنا الفرجوي لابد من الإكثار من التظاهرات الفنية

 

* ما هو التصور الذي اعتمدته في إدارتك الفنية للمهرجان خصوصا وأن الأمر يتعلق بالفنون الشعبية؟

** إدارة مهرجان للفنون الشعبية تتطلب تصوراً شاملاً يأخذ بعين الاعتبار عدة جوانب لضمان نجاح الفعالية. بدء من اختيار الفقرات الفنية بعناية إذ يجب اختيار فقرات تمثل تنوع فن تاسكوين، فهو من الفنون الشعبية الموجودة في المنطقة بحيث تُعرض ألوان متنوعة من الغناء والرقص والحرف اليدوية والفولكلور واللباس تقليدي.

* كيف استقبل فنانون تاسكيوين توجيهاتك لتأثيث الفضاء وتوزيع التنقلات والحركات؟

** التواصل مع الفرق الفنية كان دائما مستمرا ولم ينقطع، للتأكد من استعدادهم وتوفير جميع الاحتياجات اللوجستية والفنية التي تتطلبها فرجتهم الفنية.. مع محاولة دمج بعض الأفكار الخاصة لتقديم لوحات جميلة كما رأيتم في الحفل الختامي، حيث استطعنا دمج جميع الفرق المشاركة في لوحة فنية بإيقاع واحد وكانت مميزة على الفقرات الأخرى، كما عبرت كل الفرق عن إعجابها بذلك رغم اختلاف مناطقها.

* في رأيك ماهي خصوصيات هذا النوع من المهرجانات الموضوعاتية؟

** مهرجانات الفنون الشعبية تتميز بعدة خصوصيات تجعلها فريدة ومميزة: فالحفاظ على التراث الثقافي يقتضي استثمار هذا الثرات والإكثار من الحفلات وتالمهرجانات التي تثمنه، خصوصا أن الفنون الشعبية المغربية تتسم بالتنوع والثراء ةالاختلاف من منطقة لأخلاى.. مما يعزز التفاهم والتبادل الثقافي بين المشاركين والجمهور ويتيح التفاعل المباشر مع الفنانين لتحفيزهم على تقديم محتوى فني جميل وجيد وفرجات ممتعة..

******************

شفيق بورقية المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتارودانت: نحو إحداث مهرجان للفنون الأصيلة المنتمية لإقليم تارودانت

* ما هو تقييمكم للدورة 4 لمهرجان تاسكيوين؟

** تميزت الدورة الرابعة لمهرجان تاسكوين بجدية لجنة الانتقاء في اختيار الفرق التي شاركت في فعاليات هذه الدورة إضافة إلى الفضاء الجميل الذي احتضن هذا المهرجان بساحة المركز الثقافي بمدينة تارودانت، إذ أعطى نكهة فريدة من نوعها سواء بالنسبة للفرق المشاركة أو بالنسبة للجمهور الذي تفاعل مع كل فقرات السهرات.

* ما هي في رأيكم الإجراءات والتدابير التي ينبغي اتخاذها من طرف الدولة والمجتمع على حد سواء من أجل حماية رقصة تاسكيوين من الضياع والنسيان؟

** في إطار المحافظة وحماية رقصة تاسكوين من الضياع والنسيان عملت وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة على تنظيم مهرجان سنوي خاص برقصة تاسكوين لجعل هذه المناسبة السنوية فرصة للجميع مجموعات ممارسة وجمهورا وباحثين للاحتفال والاحتفاء بهذه الرقصة وروادها.. لكن لابد أن تنخرط مؤسسات البحث العلمي في برنامج الصيانة والحماية وفي تعميق البحث العلمي في كل التفاصيل المتعلقة بهذه الرقصة في جانبها التاريخي والجمالي كذلك.. ونتمى أن تنخرط الجماعات الترابية التي يتواجد فيها هذا اللون الثراتي في دعم المجموعات والفرق وتوفر لها فضاءات لإقامة التداريب واستقطاب شباب تلك المناطق لمواصلة ما بناه الشيوخ.

* منطقة تارودانت تزخر بأنماط فرجوية تراثية متنوعة كأحواش ورقصة هوارة والدقة الرودانية والملحون وأغاني الروايس… كيف يتم محليا تثمين هذا الثراث وربطه بالإنسان والمجال كعامل ثقافي يساهم في التنمية؟

** إقليم تارودانت يعتبر خزانا كبيرا للثرات الثقافي بصنفيه المادي واللامادي أولا نظرا لشساعة الإقليم، ثانيا بفضل التنوع الإثنوغرافي الذي أتت هذه الجغرافية بلغات ولهجات مختلفة، وكذلك عادات وتقاليد متنوعة مما يدفعنا للتفكير في خلق مهرجان للفنون الأصيلة خاص بإقليم تارودانت..

 بيان اليوم

 تصوير: حمزة امحيمدات

Top