تواصلت الأسبوع الجاري، منافسات كأس التميز في جولتها الخامسة. مسابقة فرضت على الأندية فرضا، دون الإحاطة بالموضوع من كل الجوانب؛ سواء كانت مادية أو تقنية أو لوجستيكية. المهم أن البطولة انطلقت بمشاركة 32 ناديا، مشكلة للقسمين الأول والثاني، وهذا ما كان يسعى إليه رئيس العصبة، كيفما كانت التبعات أو الانعكاسات…
فبعد دورات معدودات، تبين أن أندية القسم الأول تخوض المباريات بفرق الأمل، كحل من الحلول الممكنة، تفاديا لتقديم اعتذار، بعيدا عن أي هدف آخر، منتظر من بطولة انطلقت على عجل…
فقد أصبحت التسمية، مجرد إسقاط على مسابقة لا تحمل من “التميز” سوى الإسم، وبالتالي فإن إجراءها أو إلغاءها لا يضيف للمنظومة أي شىء، يستحق الذكر …
وينطلق فشل هذه البطولة، من عجز العصبة الاحترافية صاحبة المشروع، عن تسويق هذه المسابقة، فكيف يطلب من المكاتب المسيرة، تحمل تكاليف المشاركة ببطولة لا تضيف لها شيئا…
كما تعرف هذه المسابقة مقاطعة الجماهير، وعدم الاهتمام بها، احتجاجا على المنع الذي يطال مباريات البطولة الاحترافية، ولا يطبق في الكثير من الأحيان بالنسبة لمباريات التميز. هذا العزوف الجماهيري، جعل المواجهات تجرى أمام مدرجات فارغة، مما زاد من درجة الإفلاس…
فالمشاركة تعني تحمل تكاليف إضافية، كالتنقل والإقامة، والمنح، وتنظيم المباريات، وكراء الملاعب وغيرها من المتطلبات، دون أن يكون هناك مقابل، في ظل غياب الإقبال الجماهيري، خاصة بالنسبة الاندية التي تلعب خارج ميدانها، ان لم نقل خارج مدنها، وتشكل الأغلبية الساحقة…
وما يؤكد على غياب التفكير المسؤول بالنسبة لمكتب العصبة الاحترافية – هذا إذا كان لديها مكتب أصلا- هو أن قرار إطلاق بطولة ثانية بهذا الوقت بالذات، يعد خطأ فادحا، إذ أن أندية القسمين الأول والثاني، تعاني من غياب ملاعب تستقبل مبارياتها، والكل يعلم أن هناك عملية إصلاح للملاعب بأغلب المدن، في أفق احتضان المغرب للتظاهرات القارية والدولية. فكيف غاب عن ذهن المسؤول الأول عن العصبة، هذا الإشكال الحقيقي؟؟؟
كل هذه المعطيات تؤكد أن هناك تسرعا في إطلاق بطولة ثانية. تسرع يفسر بشىء واحد، هو أن السيد الرئيس يسعى للترويج لاسمه فقط، وذلك بفرض الأمر الواقع، دون مراعاة مصالح الأندية التي تعرف اختلالات عميقة، وتعاني من خصاص مالي فضيع…
“الرجوع الله اسي عبد السلام”.
محمد الروحلي