كفى من الحروب الخاسرة…

لم يعد من المقبول بالمرة، أن تبقى الساحة الرياضية، وكرة القدم على وجه الخصوص، حبلى بالصراعات والتطاحنات وترويج المغالطات، والتي تتطور لتصل إلى حدود العداء والحقد الدفين.
فالحقيقة التي يجب أن يستوعبها الجميع، أننا في البداية والنهاية، أمام ممارسة رياضية، تبنى على معادلة النتيجة داخل الملعب، تتقبل وجود رابح ومنهزم، ولا داعي لتصويرها كمسألة حياة أو موت.
من المفروض أن هناك تنافسا رياضيا عاديا، داخل المشهد الكروي والرياضي بصفة عامة، يصل أحيانا إلى حدود الشراسة والندية، وهذه مسألة مسلم بها، بل مألوفة ومقبولة، إذا كانت تساهم في تطوير المستوى، والرفع من الإيقاع والاستغلال الأمثل للإمكانيات.
كما من شأن هذا الصراع، إجبار كل متدخل في المجال، على تخصيص فترات لمراجعة الذات، والوقوف على الأخطاء، والبحث باستمرار عن الحلول لمعالجتها على نحو أمثل، والعمل على إصلاح الأخطاء والهفوات، وتفادي تصدير الأزمة ولعب دور الضحية.
فالتنافس الرياضي يعد قاعدة أساسية يجري بها العمل في كل بقاع العالم، إلا أن الواقع المغربي، مختلف تماما، لما يشهده -للأسف- من حالة استثناء غريبة بل فاضحة، لكون الصراع والتنافس يتجاوز الحدود المسموح بها، ليصل إلى درجة العداء والكره، وترويج الإشاعات وطغيان الحروب النفسية، والضرب تحت الحزام.
وحتى نكون أكثر دقة، فإننا نحصر هنا حديثنا في المجال الرياضي، أو بالتحديد كرة القدم، حيث طغيان الحروب على أكثر من صعيد، والتي يكون لها في الغالب صدى خارجي، يستقبل من طرف الخصوم، كهدايا لا تقدر بثمن.
ما يروج حاليا من تهم بـ “الفساد”، تستقبله جهات خارجية بصدر رحب، يتم استغلاله في تصفية حسابات، كفرصة مواتية لنيل من كل ما هو مغربي.
صحيح أن لا أحد يمكنه تبرئة أي مسؤول يتورط في ملف من الملفات، سواء أكان داخليا أو خارجيا، فالضرورة تقتضي ربط المسؤولية بالمحاسبة، وهو مبدأ لا نقاش فيه، خاصة إذا كان الأمر يرتبط بسمعة المغرب، وأهمية حضوره على مستوى الأجهزة والمؤسسات خارجيا.
إلا أنه من غير المستساغ، عدم التردد في إظهار نوع من العداء، وتبني ما يروج من طرف الخصوم، والسعي لتصفية الحسابات بشتى الطرق والوسائل، والوصول إلى حد الإساءة واتهام الأشخاص، بدون حجج، ودون أخذ الوقت الكافي للتأكد من صحة ومصداقية منابر، تروج لهذه المغالطات، فهذا سلوك غير مقبول تماما، ومن الضروري وضع حد لتصفية الحسابات، ووضع حد لمنحى خطير يتجلى في تحويل خصم رياضي، إلى عدو حقيقي.
المؤكد أن الحروب المندلعة خلال السنوات الأخيرة، تقدم كما وقفنا على ذلك في أكثر من مناسبة هدايا للخصوم، وما يترتب عنها من تداعيات سلبية يكون ثمنها باهظا، وهذه حقيقة يجب أن تستوعبها أكثر من جهة.
وفي ظل هذا الصراع المندلع، وما نتابعه من حرب ضروس، فالحقيقة التي يجب أن يستوعبها الجميع، هي أن المنتصر في أي نزال رياضي هو المغرب، وإذا كان هناك من خاسر أو متضرر، فهي كرة القدم الوطنية، الرياضة التي تحولت إلى قوة ناعمة تروج اسم المغرب على أعلى المستويات.
فارفعوا المستوى من فضلكم…

Top