تعددت الاعترافات والاخطاء واحدة

اعترف رضوان جيد، بوجود خطأ تحكيمي واضح خلال مباراة فريقي نهضة بركان وأولمبيك آسفي التي انتهت بالتعادل (2-2)، ضمن مؤجل الجولة (17) من البطولة الاحترافية.
جاء اعتراف مدير المديرية المركزية للتحكيم التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال حديثه لإذاعة ‘راديو مارس)، إذ قال إن حكم المباراة سمير الكزاز أخطأ، بعدم احتساب ضربة جزاء لصالح أولمبيك آسفي في الدقيقة 23، اثر عرقلة واضحة تعرض لها المهاجم المالي شيخنا ساماكي من قبل مدافع نهضة بركان حمزة الموساوي، كما أن حكام تقنية الفيديو المساعد “الفار”، لم يصححوا الخطأ بعدم استدعاء الحكم الرئيسي لمراجعة اللقطة.
اعترف جيد أن مثل هذه الأخطاء، تؤثر على مجريات المباريات ونتائجها، داعيًا الحكام إلى الالتزام بتطبيق القواعد التحكيمية، وبشكل صارم وتحمل مسؤولياتهم داخل الملعب.
نفس الاعتراف بوجود أخطاء، جاء في نفس البرنامج وعلى لسان جيد نفسه، وهذه المرة بخصوص المباراة التي جمعت في نفس اليوم، بين فريقي النادي المكناسي والجيش الملكي، إذ أكد أن هدف الكوديم كان قانونيًا تمامًا، مشيرًا إلى أن البروتوكول المتعلق بتقنية الفيديو المساعد (الفار) مرة أخرى، لم يتم تطبيقه بالشكل الصحيح، وأن الحكم المسؤول عنها ارتكب خطأ، بعدم استدعاء حكم الساحة لمراجعة اللقطة بشكل دقيق.
سعى مدير المديرية المركزية، خلال خرجة إعلامية لبرنامج “المريخ الرياضي” لم تكن مبرمجة من قبل، إلى إنهاء الجدل حول بعض الحالات التحكيمية المثيرة التي شهدتها مؤجلات الجولة (17) من الدوري الاحترافي، جرت الجمعة الماضي.
والواقع أن المباراتين المذكورتين شهدتا أخطاء أخرى فادحة، غيرت بالفعل من مجرياتهما، وأن ما وقف عليه جيد، مجرد جزء من الحالات الفادحة.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الاعتراف فيها بوجود أخطاء مؤثرة من طرف مسؤولي قطاع التحكيم، إذ تعددت الاعترافات والأخطاء واحدة، بل تتكرر بصور صادمة، وتعززت -للأسف- ثقافة الشك السائدة، وبقوة داخل مختلف الأوساط الرياضية، والتي أصبحت تصدق مقولة إن الأمور موجه مع سبق الإصرار والترصد، وأن هناك نية مبيتة لدعم هذا الفريق أو ذاك.
إن ما يحدث يعد بالفعل حالة غير مقبولة تماما، إذ كيف يعقل أن ترتكب أخطاء فادحة، رغم وجود تقنية الفيديو المساعد، والتي جاءت أصلا لتقلل من هامش الأخطاء، ولتصبح هذه التقنية الحديثة جزء من المشكل عوض أن تكون عاملا مساعدا للإصلاح.
فكيف يعقل أن يتم الوقوف لمدة معينة على الحالات، وأن يتم اقتطاع من الوقت الأصلي للمباراة دقائق معدودة؛ تصل أحيانا إلى مدد غير معقولة، بهدف التأكد من صحة الحالات، ومع ذلك ترتكب أخطاء في لقطات، يمكن إقرارها بالعين المجردة، ولا داعي للرجوع للفيديو، ولا هم يحزنون.
إن ما زاد من درجة الاحتقان، أن الأخطاء المذكورة جاءت ثلاثة أيام فقط بعد الإشادة التي صدرت عن رئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم، بقناة عمومية، خص بها فرق معينة، وبالمقابل وجه انتقادات لاذعة لفرق أخرى، الشيء الذي وسع من دائرة الشك، وزاد من حجم التأويلات، إلى درجة ساد الاعتقاد أن نتائج الموسم ككل محسومة مسبقا.
المؤكد أن كرة القدم الوطنية تمر بمرحلة دقيقة من تاريخها، وأن كل عيون عبر العالم تتركز على ما يقع بالداخل، وأن هناك من يرصد كل كبيرة وصغيرة، وبالتالي لابد من تفادي أعطاء هدايا مجانية للمتربصين، وما أكثرهم.
بالفعل هناك مجهود كبير يبذل، وهناك استثمارات مهمة تنجز تحت إشراف أعلى سلطة بالمملكة، كما أن هناك عملا في العمق يسير بخطى ثابتة ورصينة، وبالتالي لابد من الانتباه إلى أن المرحلة تتطلب بالمقابل الكثير من اليقظة والحزم، والعمل على إشاعة روح إيجابية، عوض الانغماس وسط مستنقع المناورات والمكائد والدسائس، داخل بطولة تتطلب أجواء نقية وصافية لا شبهة فيها

Top