استعرض الوفد الكوري في اليوم الأخير من فعاليات الورشات في مجال تقوية الاقتصاد الأخضر، وتدابير النفايات، المقامة بأكادير، تجربة بلاده المعتمدة بعديد المدن والتي تساهم في خفض حجم النفايات إلى حوالي 6 في المائة من أصل 70 في المائة وذلك عبر طرق معالجة وحرق النفايات في الأفران وتحويلها إلى طاقة كهربائية، وموارد التدفئة المساكن القريبة. كما تناول دورة حياة النفايات ومعالجة النفايات عبر آلية الدفن في المطارح. وتم بالمناسبة فتح نقاشات مهمة وأساسية، وتقييم الورشات، ورفع توصيات للتعرف على التجربة الكورية وتبادل الخبرات والتجارب، بين الفاعلين والمؤسسات والمجتمع المدني، وكذلك أساتذة وطلبة كلية العلوم بجامعة ابن زهر.
قدم الوفد الكوري، خلال الورشة الثالثة ليوم الخميس الماضي، عروضا حول التدبير الجيد للنفايات واعتماد سبل الاقتصاد الأخضر الدائري.
واستعرض الوفد الكوري تجربة بلاده المعتمدة بعديد المدن والتي تساهم في خفض حجم النفايات إلى حوالي 6 في المائة من أصل 70 في المائة وذلك عبر طرق معالجة وحرق النفايات في الأفران وتحويلها إلى طاقة كهربائية، وموارد التدفئة المساكن القريبة، وكذلك تحويل رماد الحرق الذي يستعمل في مجالات التجهيزات الأساسية لاسفلت الطرق والممرات والقناطر، وذلك بعد تخليصه المواد السامة بما يتلاءم مع معايير الدولية الكورية للسلامة والصحة العامة.
كما تناول خلال هذا اليوم ذاته، دورة حياة النفايات ومعالجة النفايات عبر آلية الدفن في المطارح وهمت المخلفات المتنوعة للنفايات التي يجب طمرها في الأرض مع الحفاظ على المعايير الأساسية والضرورية المعتمدة لجودة الأرض واستخلاص غاز الميتان البيوغاز لإنتاج الكهرباء كذلك، وشكلت هذه التجارب آليات ومراجع أساسية تبرز التقدم الحاصل في مجال تدبير النفايات وإنتاج الطاقات المتجددة.
كما تناولت العروض المخططات والسياسات المتبعة للتخلص من النفايات المنزلية في كوريا الجنوبية تحت إشراف من وزارة البيئة الكورية.
حيث يتطلب الأمر تقسيم المخلفات إلى أربعة أجزاء: مخلفات للدفن، ومخلفات الحرق ومخلفات عضوية، ومخلفات قابلة لإعادة التدوير، ومخلفات كبيرة الحجم.
من جانبها كشفت ممثلة الأمم المتحدة بدولة كوريا الجنوبية أهمية معالجة إشكالات النفايات عبر العالم وما تسخره هيئة الأمم المتحدة من مجهودات و إجراءات وتدابير وإمكانيات عبر العالم لمساعدة الدول النامية في القضاء والتقليل من مشاكل النفايات وتدبيرها بشكل جيد وفعال، واستعرضت إحصائيات وأرقام مهولة لتنامي مشكلات النفايات عبر العالم.
من جانبه صرح محمد مقطيط رئيس قسم الدراسات والتخطيط بوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ( قطاع التنمية) المستدامة في اختتام هذه الورشات ان اختيار أكادير جاء إثر مسلسل ورشات امتدت منذ 2021 بكل من
الرباط وطنجة، واعتبر أن محطة أكادير كانت ناجحة بكل المقاييس من حيث المشاركين والعروض والزيارات الميدانية والإطلاع على التجارب المحلية مما يبرز انخراط المغرب في هذه المشاريع للتقليل من النفايات والمساهمة في الجهود الجماعية لمؤسسات الدولة والقطاع الخاص والتعاونيات وكل الشركاء، وهذا كذلك يبرز الدور الكبير للمغرب وانخراطه الجدي في تنزيل أهداف التنمية المستدامة، وما يوفره الاقتصاد الدائري من فرص الشغل وحماية البيئة والتقليل من النفايات.
وعرف اليوم الثالث كذلك القيام بزيارة ميدانية إلى منصة مهمة ورائدة لفرز وتثمين النفايات البالستيكية وهي منشأة إعادة تدوير البلاستيك الفلاحي بإقليم اشتوكة ايت بها بجماعة سيدي بيبي (Technology Alhamd).
وكانت مناسبة لتقديم شروحات ومعطيات حول هذه المنشأة التي يسيرها شباب من أبناء أكادير، وحول طرق جمع ونقل وفرز وتثمين النفايات البلاستيكية الفلاحية، وغيرها التي تخضع للغسل والتنشيف والتقطيع… والتي عادة ما كانت سابقا تنتهي بحرقها أو دفنها في مناطق مهجورة، وما تشكله من خطر على جودة التربة وجودة الهواء، وتهديد حقيقي للأحياء البحرية، والتنوع البيولوجي البري والبحري، والذي غاليا ما تحمله السيول واألودية، وينتهي في أعماق البحر وشواطئنا.
وقد عاين الوفد الكوري والمشاركون كيف يتم تحويل مئات الأطنان من البلاستيك، عبر مراحل إلى قنوات بلاستيكية للري الموضعي أو الري بالتنقيط، حيث تستهلك جهة سوس ماسة نصف الإنتاج الوطني من البلاستيك بما يقدر ب 55 في المائة. وما تلعبه هذه المنصة والمقاولة الشابة من دور مهم، بتعاون مع تعاونية تشتغل في مجال جمع وفرز النفايات تغطي مساحة أكبر مجال فالحي بالمغرب.
وقد خلص اليوم الأخير إلى فتح نقاشات مهمة و أساسية، وتقييم للورشات، ورفع توصيات للتعرف على التجربة الكورية وتبادل الخبرات والتجارب، بين الفاعلين والمؤسسات والمجتمع المدني، وكذلك أساتذة وطلبة كلية العلوم بجامعة
ابن زهر، وتم خلاله التأكيد على فتح مختبرات للتفكير والتعاون مستقبلا، في مجالات تدبير النفايات وتشجيع الاقتصاد الأخضر والدائري واعتماد تكنولوجيا حديثة للوصول إلى مدن ذكية ايكولوجية بجهة سوس ماسة أكادر الكبير.
رشيد فاسح