نحو موسم صفري للرجاء

غادر فريق الرجاء البيضاوي، منافسات عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم من دور المجموعات، بعد عجزه عن تأمين تأهيله لدور ربع النهاية، رغم بلوغه النقطة الثامنة، إلا أن تعادل نادي ماميلودي صانداوز الجنوب إفريقي، بميدانه في آخر جولة، أمام الجيش الملكي، مكنه من النقطة التاسعة ليعبرا معا للدور القادم.
ويعد هذا الإقصاء القاسي غير مفاجئ، بالنظر للمسار غير المتوازن للفريق الأخضر طيلة جولات دور المجموعات، بعد عجزه عن تحقيق نتائج حتى في مباريات متوسطة، كما هو الحال بالنسبة لنادي مانييما الكونغولي.
وبالرغم من الآمال العريضة التي علقت على هذه المشاركة، وترقب جمهوره العريض، إمكانية العودة لسكة الانتصارات المدوية، وإعادة نفس إنجاز النسخ السابقة؛ والتي مكنته من التتويج في ثلاث نسخ (1989 و1997 و1999)، ويبقى أبرز انجاز الوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية سنة 2013.
إلا أنه يبدو أن هذا العهد قد ولى، والدليل على ذلك توالي الإخفاقات طيلة العشر السنوات الأخيرة، بل أنه أصبح يغادر من الدور التمهيدي، كما حدث سنة 2021، عندما أقصي أمام نادي تونغيت السنغالي، عن طريق الضربات الترجيحية.
بعد تحقيق الازدواجية الموسم الماضي، بالفوز بلقبي البطولة والكأس، وإنهاء الموسم بدون هزيمة، اعتقد الكثيرون أن الفريق الأخضر بإمكانه حصد الأخضر واليابس، إلا أن العكس هو الذي حصل تماما، وجاءت مغادرة عصبة الأبطال من هذا الدور، لتزيد من تعقيد الأمور داخل البيت الأخضر.
فهل هذا مؤشر واضح على أنه من الممكن أن يخرج الفريق خالي الوفاض هذا الموسم؟
صحيح أنه من السابق لأوانه، إصدار مثل هذا الحكم القاطع والنهائي، لكن المعطيات الحالية والدلالات الواضحة، تؤكد بالملموس أن المهمة لن تكون أبدا سهلة، ولا في المتناول، بحكم المنافسة المشتعلة بالدوري المحلي، في انتظار مباريات الكأس، المسابقة التي ترغب كل الأندية وبجل الأقسام، أن تتألق فيها، سواء بالنسبة لرمزيتها، أو إمكانية إنقاذ الموسم بتحقيق لقب ثمين.
المؤكد أن الوضعية الحالية جد مقلقة، وأن كل المكونات، ستطالب بضرورة إحداث تغييرات، تعيد المناعة لهذا النادي الكبير الذي عود جمهوره العريض على تحقيق نتائج باهرة، تغييرات مرتقبة سواء على مستوى المكتب المسير، المهتز بحكم كثرة الاستقالات بصفوفه، وأيضا الحسم في تركيبة طاقمه التقني، سواء بترسيم حفيظ عبد الصادق، أو التعاقد مع مدرب جديد، سواء أكان وطنيا أو أجنبيا.
وفي انتظار الجديد، فنحن مدعوون لمتابعة تفاصيل مثيرة مشتعلة داخل القلعة الخضراء…

محمد الروحلي

Top