أسدل الستار عن الدورة السابعة عشر لمهرجان «أنديفيلم»، الذي أقيم في الفترة من 4 إلى 7 دجنبر الحالي تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس. هذا المهرجان، الذي يخصص للسينما الدامجة، حضره جمهورر شغوف، ضم على وجه الخصوص فنانين من المناطق المتضررة من الزلزال، وأصحاب النزل للسياحة الايكولوجية، الذين وجدوا في هذا المهرجان منصة لعرض مشاريعهم والدفاع عن مستقبل أكثر دمجا.
وكانت العروض السينمائية، والنقاشات، والورشات، فرصة سانحة للتفكير في حلول مبتكرة للسياحة التضامنية والمستدامة والدامجة، مع تسليط الضوء على الدور الحيوي للسياحة الايكولوجية في إعادة إحياء السياحة المسؤولة في المناطق المتضررة من زلزال الحوز.
وأسفرت مداولات لجنة تحكيم الدورة 17 على منح جائزة أفضل فيلم وثائقي للفيلم السويسري «السير اقتفاء لخطواتك»، الذي يعكس قيم الشمولية والمرونة، فيما كانت الجائزة الكبرى من نصيب فيلم «النجار» من إيران.
كما كان للسينما المغربية حضور قوي من خلال فيلم «أنين صامت» للمخرجة مريم جبور الذي حاز على جائزة أحسن رسالة لإذكاء الوعي حول الإعاقة، والذي قدم أداءً رائعًا من الممثل الموهوب محمد خويي. وقرر أعضاء لجنة التحكيم منح تنويه خاص لفيلم «قصة فريق» للمخرج حمزة أحرار تشجيعًا له.
فيما أضافت «المسابقة الخاصة بالشباب» بُعدًا فريدًا ولافتًا، حيث سلطت الضوء على الدور المركزي للشباب كمحركات للسينما الدامجة في المستقبل. وتم منح الجوائز الثلاثة من قبل لجنة التحكيم لطلاب من مختلف مناطق المغرب: من ثانوية بدار الكداري، من منطقة ريفية مغربية تعاني من الفقر والعزلة الثقافية، ومن مؤسسات في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء ومدينة سلا. وتعكس هذه الجوائز الموهبة والإبداع لدى الشباب المغربي، الذين يمثلون من خلال التزامهم سينما تحمل قيم الشمولية والتحول الاجتماعي.
وقبل الإعلان عن الجوائز، قام أحمد آيت إبراهيم بطرح مجموعة من التوصيات باسم لجنة التحكيم لجعل السينما أكثر وصولًا، منها توفير وصف صوتي للأفلام المختارة لتمكين الأشخاص المكفوفين من متابعة المشاهد الصامتة دون فقدان تسلسل الأحداث، مع إضافة ترجمة نصية للأفلام لفائدة الأشخاص الصم وضعاف السمع، وتوفير نافذة للغة الإشارة للأشخاص الصم غير القادرين على القراءة.
كما تم اقتراح استخدام حلقات تحفيز مغناطيسي لمساعدة مستخدمي الأجهزة السمعية على متابعة الأنشطة دون تشويش. ولضمان استفادة أكبر، أوصت الدورة بإتاحة برنامج المهرجان وملخصات الأفلام بطريقة برايل أو برايل المختصر، إلى جانب صيغة سهلة القراءة والفهم (FALC) للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية.
من جهته طالب لوك بولاند، عضو لجنة التحكيم وهو أيضا مدير لمهرجان يشتغل على تيمة السينما الدامجة ببروكسيل، بالرفع من الدعم المالي الموجه للمهرجان. وأوصت الدورة بأن تعمل الجهات الحكومية المعنية على مواءمة التشريعات الوطنية، ولا سيما القانون رقم 2.00 المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
وختاما تميز حفل الاختتام بإطلاق مشروع «مراكش إكسبريس» الذي يحمل توقيع دييغو كوسوطو من جمعية «السينما والإدماج والمشاركة» الإيطالية. هذا المشروع التضامني باستخدام الدراجة، والذي سيقام من مارس إلى ماي 2025، سيربط جبال الألب بالأطلس، مدمجًا بين الرياضة والشمولية والسياحة المستدامة.
ويهدف هذا المهرجان إلى دعم تطوير السياحة الايكولوجية الدامجة والمساهمة في إعادة بناء مخيم «توبقال وريغان» البيئي الدامج، الذي يهدف إلى إحياء هذه المنطقة التي تأثرت بشدة من الزلزال. ويظهر هذا المشروع أن مستقبل المناطق المتضررة من الكوارث يعتمد على المبادرات المبتكرة والجماعية، حيث تتلاقى البيئة والمجتمعات المحلية والسياحة المستدامة لخلق مستقبل أفضل للجميع.
>عبد السلام عسول