شهدت رحاب المقر المركزي لحزب التقدم والاشتراكية بالرباط، طيلة يوم أمس الأحد، أشغال الدورة الخامسة للجنة المركزية في جو نضالي وحماسي تميز بحضور مكثف لعضوات وأعضاء القيادة الحزبية ومختلف الهياكل التنظيمية والسياسية التابعة لها..
في بداية الأشغال، صادق المجتمعون على رئاسة الدورة وعلى جدول أعمالها.. وتكونت الرئاسة من الرفيقة سومية منصف حجي، عضوة المكتب السياسي، التي سيرت الأشغال؛ وضمت الرئاسة أيضا كلا من الرفيقات والرفاق نادية التهامي، فوزية حرشاوي أنس الصبيحي، وجمال بنشقرون، وجميعهم أعضاء المكتب السياسي. بينما شمل جدول أعمال الدورة النقاط التالية:
> تقديم تقرير المكتب السياسي ومخطط عمل لسنة 2025 من طرف الأمين العام الرفيق محمد نبيل بنعبد الله.
> تقديم التقرير المالي لسنة 2024 ومشروع ميزانية 2025، من قبل الرفيق أناس الصبيحي عضو المكتب السياسي.
> تقديم تقرير اللجنة الوطنية للتحكيم من طرف الرفيق السعيد السيحيدة رئيس اللجنة.
> مناقشة التقارير وعرضها على التصويت.
إلى ذلك قدم نبيل بنعبد الله، الأمين العام للحزب، باسم المكتب السياسي، تقريرا شاملا وجامعا أحاط بالتحليل الملموس بكل الأوضاع الوطنية والدولية، وتضمن تقرير المكتب السياسي للدورة المحاور التالية:
1/ أوضاع دولية معقَّدَة بعنوان اللايقين والصراع حول النفوذ
2/ القضية الفلسطينية أمام محاولات التصفية وجرائم الحرب الصهيونية
3/ لبنان الشقيق أمام تحدي السيادة الوطنية
4/ التطورات في سوريا: فُرص البناء في مقابل مخاطر خارجية وداخلية
5/ قضية مغربية الصحراء: مكتسباتٌ وتحولاتٌ إيجابية وازنة
6/ الأوضاع العامة ببلادنا: أعطابٌ عميقة في العمل الحكومي
وفي معرض تحليله للأوضاع الوطنية، أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن الفساد السياسي يستلزم رجة مجتمعية، مشيرا إلى أن الحكومة تتصرف في مغرب الدستور والمؤسسات وكأنها تريد إخراس أي لسان لا يمدح إنجازاتها المزعومة أو يكشف نقائص عملها أو انحراف توجهاتِها.
واعتبر نبيل بنعبد الله، في تقرير المكتب السياسي، أن هذا الفهم التسطيحي والقاصر للديمقراطية، بعيد كل البعد عن الدستور المغربي روحاً ومنطوقا، مذكرا بأن الاستخدام الفاحش للمال، والأساليب الفاسدة التي استعملت في انتخابات 2021 على نطاق واسعٍ وخطير، هي أساليب لا تؤهل أبداً الحزب الأغلبي، على وجه التحديد، لادعاء أي امتداد شعبي، وبالأحرى الحديث عن «تفويض شعبي مفتوح».
واستعرض بنعبد الله، أمام الدورة الخامسة للجنة المركزية لحزب الكتاب، المقاربات الحكومية المتغولة والمتجاهلة للأوضاع الصعبة للمغاربة، وما أفضت إليه من نتائج سلبية كالغلاء الفاحش، والارتفاع غير المسبوق للبطالة، واختلالات ورش التغطية الصحية، ونقائص الدعم الاجتماعي المباشر واتساع دائرة الفقر، ناهيك عن تضارب المصالح والفساد الاقتصادي في قلب الحكومة ومحيطها، والمخاطر التي تهدد المرفق العمومي في عهد هذه الحكومة.
وبعد أن عاب نبيل بنعبد الله، على الحكومة تضخيم الأرقام المعلنة في مقابل تواضع الإنجاز واتخاذها «الدولة الاجتماعية» شعارا لا وجود لتأثيره في الواقع المعاش للمواطنات والمواطنين، دعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إلى رجة مجتمعية تنهي مع الفساد السياسي.
وعلى مستوى قضية الصحراء المغربية، أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أنها تظل مسألة تحرر وطني عادلة، تحظى بإجماع راسخ لكل مكونات الشعب المغربي، ولا تقبل أي جدال أو تنازل أو مساومة أو تهاون.
وعلى الصعيد الدولي، اعتبر نبيل بنعبد الله ما يجري من أمور معقدة يجمل عنوان اللايقين، داعيا إلى العمل من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني وتجميد عضوية الكيان الصهيوني المارق في الأمم المتحدة، ودعم لبنان الذي يواجه تحدي السيادة الوطنية، ودرء المخاطر الخارجية والداخلية التي تتربص بسوريا.
(بيان اليوم تنشر النص الكامل للتقرير السياسي المقدم أمام الدورة الخامسة للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية ضمن صفحات هذا العدد، وفي عدد الغد ننشر تفاصيل أشغال الدورة).
نبيل بنعبد الله يؤكد أن الفساد السياسي يستلزم رجة مجتمعية
الوسوم