ضعف المسيرين يشجع على التجاوز

توجه في الآونة الأخيرة، مجموعة من الملاحظات والانتقادات، بخصوص القرارات التي تصدر عن العصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، والطريقة التي تدبر بها شؤون القسمين الأول والثاني…
وتوجه أصابع الاتهام بالدرجة الأولى لعبد السلام بلقشور، بحكم أنه الرئيس والناطق الرسمي، والذي يظهر أن كل السلط تختزل في شخصه، على غرار ما هو معمول به بنادي نهضة الزمامرة، إلا أن الواقع لا يمكن إلا أن يكون مختلفا، بحكم أن طريقة تسيير ناد صغير، ليست هي قيادة جهاز يدبر شؤون منظومة تشمل كل ربوع الوطن.
وقد ارتفعت درجة الانتقادات وردود الفعل الغاضبة، منذ بداية الموسم الجاري، سواء فيما يخص البرمجة أو اختصار فترة الانتقالات الشتوية في ظرف أسبوعين، عوض شهر كامل، كما هو معمول به على الصعيد الدولي.
وجاءت التصريحات الأخيرة خلال برنامج “البطولة” بقناة الرياضية، وما صدر عن بلقشور من تصريحات بعضها متناقض، وبعضها الآخر غير منطقي، وما أظهره أيضا من تفضيل لهذا النادي أو ذاك، سواء بالتلميح تارة أو تقديم معطيات غير دقيقة تارة أخرى، لكن أغلب ما قاله، يوصف بغير الصحيح تماما، بل يفتقد إلى المعطيات والدلائل القاطعة والدامغة.
كان من الممكن لبلقشور، أن يعفي نفسه من الدخول في مثل هذه التأويلات والردود الغاضبة، وما أثارته أيضا من سخرية عارمة، لو تعامل بنوع من الترفع، وأخذ نفس المسافة مع كل الفرق، ولم يتعمد الإشادة بتسيير فرق محددة، وتوجيه انتقاد لاذع لفرق أخرى، بل تحول الأمر إلى نوع من المحاكمة، خاصة في حق الكبيرين الوداد والرجاء البيضاويين المغربيين.
بالفعل زادت درجة الاحتقان، وتأكد أن هناك توجها معينا يعتمده المسؤول الأول عن العصبة، لكن الملاحظ أن مسيري الأندية يفضلون الصمت، وتمرير الردود عن طريق الجمهور أو المنخرطين، أو حتى المدربين، دون أن ننسى تسخير مواقع معينة تضع نفسها رهن الإشارة لمن يطرق بابها الأول.
من المفروض أن للعصبة الاحترافية مكتبا مسيرا، يجتمع ويقرر، يتفق أو يختلف، قبل صدور أي قرار، يهم البطولة والأندية على حد سواء، والحال أن العصبة والطريقة التي تشتغل بها، تعطي الانطباع أن هناك رأيا واحدا، وانفرادا بكل السلط، وتأثيرا فرديا على كل القرارات المفروض أن تكون جماعية، وإلا لماذا تصدر عن الأندية انتقادات، رغم تواجد أعضاء ينتمون لها داخل تشكيلة مكتب العصبة؟…
هناك صمت أعضاء مكتب العصبة، وهناك أيضا صمت للأغلبية الساحقة من مسؤولي الأندية، وكأن الأمور طيبة وأن شؤون العصبة، تدار بطريقة سليمة لا مناورة فيها.
ولعل التفسير الوحيد الذي يمكن أن يعطى لهذه الحالة، أننا أمام ضعف صارخ لمسؤولي الأغلبية الساحقة من مسيري الأندية، وطغيان الحسابات الشخصية والفردية، صحيح أن هناك استثناءات، لكنها قليلة، ووزنها وأيضا حضورها، يضيع وسط ضبابية المشهد الموبوء أصلا…!
فهل نوجه اللوم لعبد السلام بلقشور، أم نوجه أصابع الاتهام لمسؤولي الأندية؟
المؤكد أن الضعف يشجع على التجاوز، وهذا بالفعل ما يفسر الاحتجاج الصامت، والقبول بالأمر الواقع لمكاتب الأغلبية الساحقة من أنديتنا الوطنية…

محمد الروحلي

Top