كان من المقرر أن يعقد فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، يومه الأربعاء، جمعا عاما استثنائيا، وصدر بلاغا في هذا الشأن، إلا أن حسابات خاصة، دفعت في الأخير، ما تبقى من أعضاء المكتب إلى الإعلان عن إلغاء هذا الجمع…
ما تبقى من مكتب عادل هالا المستقيل هو الآخر، سارع إلى إسناد مهمة الرئاسة إلى النائب الثاني عبد الله بيروين، حتى نهاية الموسم، وذلك بتفعيل بند المنصب الشاغر، في ظل عدم وجود مرشحين للرئاسة خلال الفترة الحالية…
لم يسارع ما تبقى من أعضاء المكتب لمنح منصب الرئاسة لبيوروين فقط، بل سارعوا أيضا إلى تعيين مدرب جديد/ قديم، ألا وهو التونسي لسعد الشابي…
وعليه، فإن الرجاء البيضاوي سيواصل المسار بنفس الأسماء، قادته إلى الأزمة الطاحنة والاختلالات العميقة التي يعاني منها منذ بداية الموسم الجاري…
فتشكيلة المكتب تسلمت مع بداية الموسم زمام أمور، ناد تألق بشكل لافت خلال الموسم الماضي، وحقق نتائج غير مسبوقة، إلا أن التجرية كانت سلبية بنسبة كبيرة، وعوض أن يكون هناك تضامن وراء الرئيس، والالتفاف حول الفريق، شرع مجموعة من الأعضاء في تقديم الاستقالة، وتحميل هالا وحده مسؤولية مسؤولية الإخفاق…
والغريب أن المبرر الوحيد الذي قدمته الأغلبية الساحقة من أعضاء المستقيلين، هو أن هناك تسييرا انفراديا للرئيس، وأنه لا يستشير مع أحد، وهذا المبرر هو بمثابة إدانة أيضا لهؤلاء الأعضاء، إذ لماذا لم يعارضوا التسيير الفردي؟ ولماذا لم يوقفوا الرئيس عند حده، حتى ولو تطلب الأمر ، المطالبة بعقد جمع عام استثنائي…؟
فضلوا الصمت واصروا على البقاء بالمنصب، وانتظار آخر المستجدات، وعندما شعروا بقرب غرق سفينة هالا، قفزوا من المركب، دون أدنى شعور بالمسؤولية، ودون تفعيل مبدأ التضامن المطلوب….
فماذا سيقدمه الرئيس المعين، ومن معه، من الأعضاء الذين لازالوا يفضلون البقاء بالمنصب؟
سؤال يغطي على أغلب اهتمامات الأوساط الرجاوية؟…
فواقع الحال، يؤكد أن النادي الأخضر في حاجة ماسة الى تغيير حقيقي، وليس تناوب الأشخاص على منصب القيادة. فتكرار نفس التجربة، يقود حتما إلى نفس الأخطاء، فهؤلاء الأفراد الذين سيشرفون حاليا على التسيير، يعتبرون جزءا من المشكل، فكيف ينتظر منهم لإيجاد حلول عاجلة؟…
فهؤلاء ساهموا وهم يتحملون مسؤولية التسيير، ولم يكن لهم رأي، كما لم يكن لهم أي دور، بسبب -كما يقال- “تسلط” الرئيس المستقيل، إلا أن صمتهم يعد إدانة حقيقية لهم، أي أن هناك ضعفا واضحا في الشخصية، فكيف إذن سيستقيم الأمر، في ظل وضع في حاجة إلى مجهود كبير، وتفكير جماعي وتعبئة رجاوية شاملة…
المؤكد أن هناك أمورا تحاك في الخفاء، وأكثر من جهة تتحدث عن وجود شخص، يسير الأمور عن طريق “ريمونت كونترول”، من مصلحته الإبقاء على الوضع كما هو عليه، مخافة من حدوث تغيير قد يكون إيجابيا، ويضيع عليه هذه الفرصة المواتية…
وأغلب الأصابع تتحدث عن وجود “كفيل” يسعى بكل قوة إلى تقلد منصب الرئاسة بهذا النادي الجماهيري العريق، حتى يتمتع سيادته بدفء المنصب، وهو يستعد في ظروف يراها مناسبة، في أفق موسم انتخابي قادم..
محمد الروحلي