اليمن يجدد التأكيد على موقفه الثابت الداعم لمغربية الصحراء ويشيد بجهود جلالة الملك الداعمة للقضية الفلسطينية

جددت الجمهورية اليمنية، التأكيد على موقفها التاريخي والثابت الداعم للوحدة الترابية للمملكة ولمغربية الصحراء.
وأشاد وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني شائع محسن الزنداني، بمناسبة انعقاد أشغال الدورة السادسة للجنة المشتركة المغربية – اليمنية يوم الجمعة المنصرم بالرباط، بالجهود التي تبذلها المملكة المغربية من أجل التوصل إلى حل سياسي واقعي على أساس التوافق، استنادا إلى القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن للأمم المتحدة، مرحبا بالزخم الدولي الداعم لمخطط الحكم الذاتي باعتباره الحل الواقعي والجدي والموثوق به والأساس لطي النزاع الإقليمي المفتعل حول هذه القضية.
كما أشاد وزير الخارجية اليمني بجهود المملكة الرامية إلى تنمية مناطق الصحراء المغربية، التي تشهد تطورا اقتصاديا واجتماعيا غير مسبوق، خاصة بعد إطلاق جلالة الملك محمد السادس سنة 2015 للنموذج التنموي الجديد الخاص بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأشادت وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني بالجهود المتواصلة التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، من أجل دعم القضية، منوها بجهود جلالة الملك في الدفاع عن مدينة القدس الشريف، وصون هويتها الحضارية والحفاظ على مكانتها، كرمز للتسامح والتعايش بين مختلف الديانات السماوية، وكذا دعم صمود المقدسيين من خلال المشاريع ذات الطابع الإنساني والاجتماعي التي تنجزها وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذية للجنة القدس.
من حانبه، جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، التأكيد على الموقف الثابت للمملكة المغربية في دعمها لمجلس القيادة الرئاسي كسلطة شرعية في الجمهورية اليمينية.
واعتبر بوريطة، خلال لقاء صحفي مشترك مع شائع محسن الزنداني، عقب انعقاد الدورة السادسة للجنة المشتركة المغربية – اليمنية، أن “حل الأزمة اليمنية يمر عبر حل سياسي دائم يحفظ لليمن سيادته ووحدته الترابية ويقوم على أساس احترام قرارات مجلس الأمن، خاصة القرار 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني”.
وفي هذا الصدد، عبر الوزير عن رفض المغرب للتدخلات الخارجية في اليمن، خاصة دعم إيران لمليشيات الحوثي، لأنها “تمس بسيادة اليمن وتساهم في ضرب استقرار هذا البلد، وتشكل تهديدا لوحدته الترابية والوطنية”.
وشدد بوريطة على أن أي حل “يتعين أن يحترم إرادة اليمنيين، لاسيما السلطات الشرعية في البلاد”، معتبرا أنه ينبغي للأطراف الإقليمية والدولية أن “تساعد اليمنيين ولا تحل محلهم في إيجاد حل لمشاكلهم”.
كما ذكر بالأهمية التي ما فتئ يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجانب الإنساني في الأزمة اليمنية، مشيرا إلى أن المغرب قام، بتعليمات ملكية سامية، بتقديم مساعدة مالية بمناسبة الاجتماع رفيع المستوى حول الاستجابة السنوية لليمن سنة 2021.
وأكد الوزير أن المجتمع الدولي يتعين أن يساعد الحكومة اليمنية الشرعية عبر تقديم المساعدات الضرورية لمواجهة الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق، معبرا عن الاستعداد الدائم للمغرب للمساهمة في أي مجهود دولي في هذا الاتجاه.من جهته، ثمن وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، السيد شائع محسن الزنداني، موقف المملكة المغربية الداعم للحكومة الشرعية في الجمهورية اليمنية، منذ انقلاب ميليشيات الحوثي على السلطات الشرعية.
وأشاد محسن الزنداني بالمواقف الأخوية للمغرب، ملكا وحكومة وشعبا، الداعمة للشعب اليمني، وحكومته الشرعية، مسجلا أنه “لمسنا كل الدعم من قبل الأشقاء في المملكة المغربية”.
من جهة أخرى، أكد الزنداني أن انعقاد هذه اللجنة يعبر عن إرادة القيادة السياسية ممثلة بصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفخامة الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في الارتقاء بالعلاقات الثنائية.
وقال إن “ما قمنا به اليوم هو تجسيد لهذه الإرادة السياسية العليا التي تنظر فعلا لمصلحة الشعبين بمسؤولية وطنية، وعلى أساس التنسيق الكامل بين البلدين بما يتناسب مع العلاقات التاريخية التي تجمع المملكة المغربية باليمن منذ أزيد من 40 عاما”.
وأبرز المسؤول اليمني أن مباحثاته مع السيد بوريطة شكلت مناسبة للتداول حول مختلف القضايا المتعلقة بتطورات الأوضاع في المنطقة العربية وانعكاساتها على الأزمة في اليمن، وحول الأحداث الجارية سواء في لبنان أو سوريا، وأيضا حول أعمال التصعيد التي قام بها الحوثيون في البحر الأحمر وتأثيراتها على الملاحة الدولية والسلام والأمن الدوليين.
وأضاف أنه جرى أيضا، بهذه المناسبة، استعراض الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل إنهاء الحرب في اليمن، والوصول إلى حل سلمي وسياسي يخدم مصلحة الشعب اليمني، والابتعاد عن منطق استخدام القوة والمغالبة والإقصاء والاحتكام في أي عملية سياسية قادمة إلى صناديق الاقتراع.
هذا، ووقع المغرب واليمن، بمناسبة انعقاد أشغال الدورة السادسة للجنة المشتركة المغربية-اليمنية على سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تهم عدة مجالات حيوية.
وفي هذا الإطار، وقع الجانبان اتفاقا بشأن الاعتراف المتبادل برخص السياقة، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الموارد المائية، ومذكرة تفاهم للتعاون التقني في ميدان البنيات التحتية الطرقية والمينائية، ومذكرة تفاهم لتعزيز أنشطة التعاون في مجال الأرصاد الجوية وعلم المناخ.
كما وقع الطرفان مذكرة تفاهم في مجال التكوين المهني، واتفاقية تنفيذية في مجال التدريب والتكوين المهني، واتفاقا يشمل برنامجا تنفيذيا للتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي للسنوات 2025-2026-2027.
وفي هذا الصدد، أعرب البلدان في ختام أشغال هذه الدورة عن ارتياحهما لمستوى العلاقات القائمة بينهما، وما تشهده من تطور إيجابي، تجسيدا للإرادة السياسية والتوجيهات السديدة لجلالة الملك محمد السادس، وأخيه فخامة الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وحرصهما على الارتقاء بها إلى مستويات أعلى وآفاق أرحب، وإعطائها دينامية قوية بما يستجيب لتطلعات القيادتين والشعبين الشقيقين.

Top