في إطار زيارة العمل التي تقودها إلى فنلندا، قامت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، يوم الثلاثاء 28 يناير 2025، بعقد عدد من الاجتماعات واللقاءات مع مجموعة من المسؤولين الحكوميين وكذا رؤساء المقاولات والشركات الناشئة الفنلندية؛ وذلك بحضور سفير المملكة المغربية لدى فنلندا واستونيا محمد اشكالو، وسفيرة فنلندا بالمملكة المغربية ماريانا سال.
وقد عقدت الوزيرة، في بداية زيارة العمل هذه، بالعاصمة هلسنكي، مباحثات مع وزير التجارة الخارجية والتنمية الفنلندي، فيل تافيو. المباحثات تمركزت حول ضرورة تعزيز الشراكة والتعاون في المجالات ذات الصلة بالتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، حيث قدمت الوزيرة نبذة عن مختلف الأوراش الرقمية التي تشهدها المملكة وفق الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، وعلى رأسها الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، داعية إلى استكشاف الفرص المتنوعة التي يتيحها المغرب باعتباره وجهة رائدة في إفريقيا ومذكرة بالكفاءات والمواهب الشابة المغربية المتألقة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.
من جهته، عبر فيل تافيو عن اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الثنائية مع المملكة المغربية في مختلف القطاعات الحيوية، حيث هنأ بالمناسبة الوزيرة على فوز المغرب باستضافة كأس العالم 2030، إلى جانب كل من البرتغال وإسبانيا، معتبراً أن تظاهرة عالمية من هذا الحجم كفيلة بتسريع نمو البنية التحتية الرقمية لبلادنا وكذا مختلف المشاريع المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
الوزيرة التقت لاحقا، مجموعة من ممثلي الشركات الناشئة والمقاولات الفنلندية الفاعلة في مجال تكنولوجيا المعلومات والرقمنة، وذلك بحضور كاتب الدولة الدائم بوزارة الشؤون الخارجية الفنلندية، جوكا سالوفارا، والسفير المكلف بالرقمنة والتكنولوجيا بوزارة الشؤون الخارجية الفنلندية، ستيفان ليندستروم. وقد همَّت هذه المائدة المستديرة مناقشة مواضيع مختلفة همت بالأساس فرص الشراكة في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي، حيث قدمت بعثة وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة نسخة موجزة عن الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، والتي تهدف إلى بث دينامية في الاقتصاد الرقمي من خلال خلق 240 ألف منصب شغل مباشر والمساهمة في الناتج الداخلي الخام سنة 2030، فضلا عن جعل المغرب بلدا منتجا للرقمنة.
كما شكلت هذه المائدة المستديرة فرصة للتفاعلِ مع عدد من أسئلة وملاحظات رؤساء وممثلي الشركات الناشئة الفنلندية، حيث دعت الوزيرة الحاضرين بالمناسبة إلى زيارة المغرب والتعرف على الفرص الاستثمارية التي يتيحها.
الوزيرة أمل الفلاح السغروشني التقت أيضا بهلسنكي وزيرة النقل والاتصالات الفنلندية، لولو ران، حيث تمحور اللقاء حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات البحث والابتكار التكنولوجي والبنية التحتية الرقمية والبيانات، كما استعرضت الوزيرة لولو ران التجربة الفنلندية في مجال الأمن السيبراني، التغطية بشبكة الانترنيت والتعاون الرقمي بين القطاعين العام والخاص بفنلندا.
وتأتي هذه الزيارة في إطار الدينامية التي تطبع العلاقات المغربية الفنلندية في إطار البيان المشترك الصادر عن البلدين في غشت الماضي، والذي حدد عدداً من القطاعات الرئيسية التي تتيح مزايا متناسبة، بما في ذلك الرقمنة، لا سيما في مجال الأمن السيبراني ومد شبكات الجيل الخامس الآمنة، والتي تم تحديدها كأولوية.