المناضل الذي جسد المعنى الحقيقي للالتزام السياسي والنقابي

التقدم والاشتراكية يودع قيدوم الحزب عبد السلام الربوز

شيع إلى مثواه الأخير، أول أمس الاثنين، بمقبرة الشهداء في الرباط، المناضل السياسي والنقابي عبد السلام الربوز، أحد قيدومي حزب التقدم والاشتراكية، والذي وافته المنية يوم الأحد 9 مارس الجاري بالعاصمة.
وحضر مراسم الجنازة أفراد عائلة الفقيد وأقاربه وأصهاره، إلى جانب عدد من مناضلي حزب التقدم والاشتراكية، وفي مقدمتهم الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله، وأعضاء من الديوان السياسي ومجلس الرئاسة، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة المركزية ومناضلين من مدن سلا، وتمارة، والصخيرات، الذين جاؤوا لتوديع الفقيد.
ساد الحزن وتأثر الحاضرون خلال الجنازة، حيث بدا التأثر واضحا على وجوههم، فقد كان عبد السلام الربوز رمزا للالتزام الحزبي والعطاء النضالي. كان مناضلا متمسكا بمبادئه، مستنيرا بفكر التحرر والاشتراكية، ومدافعا شرسا عن قيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية. ظل حاضرا في مختلف المحطات النضالية للحزب، وترك بصمة واضحة في صفوفه من خلال انخراطه الفاعل في العمل السياسي والنقابي.
بدأ الفقيد مسيرته السياسية منذ شبابه، حيث التحق بحزب التحرر والاشتراكية سنة 1969، وكان عضوا بناحية الرباط عندما كان يقودها آنذاك المناضل الراحل عزيز بلال، إلى جانب أسماء بارزة مثل إسماعيل العلوي، ومحمد مشارك،وفتحي لخضر، وأحمد الغرباوي، وعمر الفاسي، والمهدي بنشقرون، وحسن العمراني، وعبد القادر برادة، وإبراهيم فرحات، وأحمد بلحامض وغيرهم ممن واجهوا تحديات المنع والتضييق خلال سنوات الجمر والرصاص.
كان الراحل جزءا من نخبة نضالية محدودة العدد لكنها ذات تأثير قوي، إذ لم يعتمد الحزب آنذاك على عفوية الجماهير، بل ركز على التنظيم والتواصل المباشر مع الناس، وكان المناضلون يستنفرون كل طاقاتهم لتعبئة المواطنين في أحياء الرباط وسلا.
إلى جانب نضاله السياسي، اضطلع عبد السلام الربوز بمسؤوليات نقابية في الاتحاد المغربي للشغل- قطاع الفلاحة، منذ منتصف السبعينيات، حيث كان عضوا في المكتب النقابي بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، إلى جانب أسماء بارزة مثل بول باسكون، ومحمد الرقعي، والتهامي الخياري، وغيرهم. عرف بحيويته وعطائه وإحساسه العميق بالمسؤولية، مجسدا المعنى الحقيقي للالتزام السياسي والنقابي.
ساهم الفقيد بشكل كبير في تأسيس خلايا حزبية وعمالية بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وكان دائم التنسيق مع المناضلين في القطاع الطلابي ومع الأساتذة، وعلى رأسهم الراحل التهامي الخياري. لم يذخر جهدا في دعم الطلبة وتوفير الظروف المناسبة لإقامتهم ودراستهم، منشغلا بقضايا الجماهير.
وفي الانتخابات الجماعية التي جرت في 10 يونيو 1983، ترشح الراحل باسم حزب التقدم والاشتراكية، مواصلا نضاله في الدفاع عن حقوق المواطنات والمواطنين. كان مثالا للوفاء الحزبي، متمتعا باحترام وتقدير واسع بين رفاقه والمناضلين، وفي الأوساط المحلية.
رحم الله الفقيد عبد السلام الربوز، وخالص العزاء لبناته الرفيقة فاطمة، وزهرة، وأمينة، وسعاد، ورجاء، ولأبنائه عبد النبي، وعبد الله، وإبراهيم، وعبد العالي، ورشيد، ولكل أحفاده وأفراد أسرته وأصدقائه ورفاقه.
إنا لله وإنا إليه راجعون.

  محمد حجيوي
تصوير: رضوان موسى

Top