طالبي يعيد جدل مزدوجي الجنسية…

أثار حصول اللاعب شمس الدين طالبي صاحب الـ(19) سنة، على الجنسية الرياضية المغربية، جدلا كبيرا داخل الأوساط الرياضية ببلجيكا، إذ نزل الخبر كالصاعقة، خاصة بعد تألقه اللافت بقميص نادي كلوب بروج، وتوقيعه هدفين رائعين ضد نادي أطلانطا الإيطالي، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.
ومن شأن تغيير الجنسية الرياضية لطالبي، تأهيله بشكل رسمي لحمل قميص “أسود الأطلس”، ومن المنتظر أن يتلقى الدعوة من طرف وليد الركراكي، في أقرب تجمع للمنتخب، وموعده شهر مارس الجاري.
وبالرغم من محاولات يائسة من طرف مسؤولين بالاتحاد البلجيكي لكرة القدم، فإن طالبي أصر على اتباع المساطر القانونية، تسمح له بتغيير الجنسية الرياضية، إذ راسل قبل أشهر جهاز الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، للتأكيد على رغبته في حمل الألوان الوطنية لبلده الأصلي.
وتفعيلا لهذا الإجراء القانوني من طرف إدارة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تم وضع اسم اللاعب ضمن اللائحة الموسعة، استعدادا لمواجهة المنتخب المغربي لنظيريه النيجر وتنزانيا خلال شهر مارس برسم تصفيات مونديال 2026.
وبالفعل خلف هذا الاختيار ، خيبة أمل كبيرة، عكستها الحملة التي يشنها حاليا الإعلام الرياضي البلجيكي، وممارسته ضغوطات قوية، من أجل ضمان لعب شمس الدين لكبار “الشياطين الحمر”، معتبرا أن التحاقه بالمنتخب المغربي، يعد خسارة لا تقدر بثمن، انضاف إلى انضمام لاعبين آخرين لمنتخبات كاليونان والكونغو والسنغال وغيرهم…
وبالرغم من محاولات المدير التقني للاتحاد البلجيكي لكرة القدم، فينسنت مانارت، إلا أنه عجز عن إقناع طالبي بالبقاء، ليخاطب الصحافة المحلية بكلام صريح قائلا: “لقد وُلدوا هنا وتلقوا تعليمهم في بلجيكا، حيث استثمرت الأندية وقتا وجهدا كبيرين فيهم. وإذا قرروا في النهاية عدم اختيار بلجيكا، فهذا حقهم. ولكننا سنواصل العمل مع اللاعبين الذين يرغبون في تمثيلنا”.
وأعاد اختيار طالبي، النقاش من جديد داخل بلجيكا، حول تزايد عدد اللاعبين مزدوجي الجنسية، والذين يفضلون تمثيل بلدانهم الأصلية، وهو ما يعكس تغييرا جذريا في اهتمامات اللاعبين الشباب وأولوياتهم.
وفي إطار البحث عن حلول عاجلة، اقترح المدير التقني للاتحاد البلجيكي، فكرة إنشاء خلية خاصة، يرتكز عملها على المتابعة الدقيقة للفئات الصغرى، انطلاقا من سن الثالثة عشرة وما فوق، قصد التقرب لهم أكثر، ومعرفة اهتماماتهم، وميولاتهم في سن مبكرة.
إلا أن هذا التحرك العاجل، من المحتمل أن ينطوي على إجراءات عنصرية، في حق هؤلاء الممارسين الصغار، بسبب الولاء لبلدانهم الأصلية، بالرغم من خضوعهم للتكوين والإعداد والرعاية بأبرز المراكز ببلدان الإقامة والنشأة.
ولعل الإجراء الاستعجالي الذي سيتخذه الاتحاد البلجيكي، وإن كان يعتبر عاديا، فإنه يتقاطع مع تحركات نظيره الهولندي، وبنسبة أقل الجانب الفرنسي، خاصة وأن هذه الاتحادات، تفكر جديا في تقديم مقترح للاتحاد الدولي لكرة القدم، بدعم من الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا)، الهدف منه جعل تغيير الجنسية الرياضية، أمرا صعب التحقيق، وذلك بوضع قوانين وإجراءات رادعة، تحول دون استمرار، ما يعتبرونه خطرا يحدق بمستقبل كرة القدم ببلدانهم.
والمؤكد أن جهاز (الفيفا)، لن يقبل بسهولة، تطبيق مثل هذه القوانين التي تحد من حرية اللاعب، بالدرجة الأولى، وعدم تمتعه بحق الاختيار في سن معينة، إلا أن هذه التحركات تضع الجامعة المغربية، أمام تحد جدي، يفرض الكثير من اليقظة، ومواصلة اتباع نفس المنهجية الاحترافية والتواصلية، المعتمدة خلال العقد الأخير، منهجية أظهرت نجاعتها في كثير من الأمثلة الناجحة، وكانت فعالة في ضمان التحاق العديد من المواهب، بفئات مختلفة، عززت صفوف المنتخبات الوطنية.
إلا أن الأهم من كل هذا، هو أهمية تجويد مسألة التكوين على الصعيد الوطني، وضمان بروز مواهب من صنع محلي، تحدث ذاك التوازن المطلوب الذي سبق إن تحدث عنه رئيس الجامعة فوزي لقجع، بالوصول إلى مساواة بنسبة (50-50) بين المنتوج المحلي، ونظيره القادم من مراكز التكوين التابعة للأندية الأوروبية…

 محمد الروحلي

Top