إقصاء السلة يفتح أعيننا على الأنواع الأخرى

في خضم الاهتمام المتزايد بكرة القدم، ومتابعة أدق تفاصيلها وجزئيات نشاطها، وما ترتب أيضا عن انجازات المنتخبات الوطنية من تركيز، والانشغال اليومي بالمشاريع المبرمجة، وما يتم انجازه في أفق احتضان المغرب للتظاهرات الدولية الكبرى، وسط كل هذا، يتناسى الجميع أن هناك أنواع رياضية أخرى تمارس بالمغرب.
أنواع أخرى بالكاد تعرف أنشطتها، وليس هناك الاهتمام بنتائجها، إلى درجة يمكن أن تحقق بعض النتائج الجيدة، ولا أحد يلتفت إليها، كما تحصد هزائم قاسية، وقليلون ممن يقفون على أسبابها ومسبباتها، ويأخذون بعض الوقت للتدقيق في تداعياتها وانعكاساتها.
من بين هذه الحالات، هناك كرة السلة التي عجز منتخبها الأول عن التأهل لبطولة إفريقيا للأمم التي ستقام الصيف القادم بأنغولا، بعد الهزيمة المرة الأحد الماضي أمام منتخب مالي بحصة (66-80)، وبالضبط بقاعة ابن ياسين بالرباط.
جاء هذا الإقصاء القاسي للسلة المغربية، بعد حصده الخسارة الثالثة تواليا خلال التصفيات القارية التي أقيمت بالمغرب، إذ سقط أمام كل من منتخبي جنوب السودان والكونغو الديمقراطية ومالي.
وكل متتبع لهذه الرياضة الجميلة التي كانت تسمى بالأمس البعيد، بـ “رياضة المثقفين”، يشفق على المآل الذي وصلت إليه، فبعد جمود غير مقبول دام سنوات، تفاءل الجميع بإمكانية العودة للتوهج، واستعادة القدرة على المنافسة، إلا أن مجريات الأحداث، أكدت بالملموس أن التفاؤل كان في غير محله، أو بالأحرى أن التغيير لم يحقق المطلوب منه، لأسباب لا تخفى على أحد.
فالنتائج الأخيرة أكدت الحاجة لإعادة النظر في طرق الاشتغال، والاهتمام أكثر بواقع الأندية التي تعاني خصاصا فظيعا، بينما يغرد المكتب الجامعي خارج السرب، في غياب الإجماع المفروض أن يكون سيد للموقف.
هناك أصوات من داخل أسرة كرة السلة الوطنية، ارتفعت مطالبة الوزارة الوصية بالتدخل العاجل، والعمل على حل الجامعة، ومحاسبة من تسببوا في هذا الإقصاء المرير، حصده المنتخب الوطني أمام جمهوره، مع ضرورة فتح تحقيق في هذا الإخفاق الجديد الذي ينضاف إلى سلسلة من الإخفاقات السابقة.
ألم نقل إن الاهتمام بكرة القدم، بدأ يحجب الرؤية كليا عن ما يحدث داخل جامعات أخرى من كوارث وتجاوزات، وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك ألعاب القوى والملاكمة وكرة المضرب وغيرها، فما رأي القطاع الحكومي الذي يعيش هو الآخر في سبات عميق..!؟

 محمد الروحلي

Top