مونديال الأندية ومستقبل الوداد…

تحتل مشاركة الوداد البيضاوي لكرة القدم بكأس العالم للأندية، بالولايات المتحدة الأمريكية صيف هذه السنة، أهمية استثنائية…
وتأتي هذه الأهمية، بالنظر للتغييرات التي عرفتها هذه التظاهرة الكونية، والتي شهدت خلال النسخ الأخيرة، ركودا كبيرا، هدد إمكانية استمراريتها…
وجاءت أجندة الفيفا الجديدة، وتصورها في إعطاء هذا “المونديال” أهمية خاصة، سمح بتسويقها على نطاق واسع، وأغرى الأندية الكبيرة بالمشاركة، بالنظر لعائداتها غير المسبوقة، مما جعل الأسماء الكبيرة، تطمح لحضور كأس عالم، لن يقل من حيث القيمة عن كأس المنتخبات…
وتعد مشاركة الوداد، حدثا غير عادي، يكتسي أهميته من تمثيل كرة القدم الوطنية، بهذه النسخة غير المسبوقة، إلى جانب كبار القارة كالأهلي المصري والترجي التونسي وماميلودي صانداوز الجنوب إفريقي، إضافة إلى الناديين العربيين الهلال السعودي والعين الإماراتي…
ومن أجل تسجيل حضور لافت، وتحسبا لقوة المجموعة التي يتواجد بها الوداد، إلى جانب مانشستر سيتي الانجليزي، وجوفنتوس الايطالي والعين الإماراتي، فإن الإدارة الجديدة تجتهد في البحث عن لاعبين جاهزين للاستعمال، رغم ما كلف ذلك من الناحية المالية، ورغم الأخطاء المسجلة على مستوى الاختيارات، كما حدث خلال الميركاتو الصيفي، إلا أن هناك رغبة في تدارك الأخطاء، والاجتهاد في إعداد تشكيلة قادرة على الظهور بمظهر لائق خلال مونديال أمريكا …
إلا أن هذه الأهمية الخاصة؛ لا يجب أن تجعل ناد كبير كالوداد، رهينة حضور قد لا يتعدى ثلاثة مباريات -مع الأمل أن يكون العدد أكثر- فمستقبل الفريق لا يجب أن يتوقف على حدث سينتهي في ظرف زمني معين، لتبقى التبعاث ثقيلة، ماليا وتقنيا، وتراكم تعاقدات متسرعة غير محسوبة، وغير ضامنة للمستقبل…
فالقيمة الاستثنائية لهذا المونديال، يجب توظيفها على نحو أفضل. أولا من حيث التسويق، وذلك بإبرام عقود لا تنتهي صلاحياتها مباشرة بعد مباراة العين يوم 26 يونيو 2025، والتركيز لابد أن يعطى لضرورة توقيع عقود استشهار، تمتد صلاحياتها لثلاثة أو أربع سنوات قابلة للتجديد…
ثانيا، جلب لاعبين متميزين بعقود لا تقف عند المشاركة بكأس العالم، تفاديا لانهيار تقني يدخل النادي دوامة البحث المستمر عن الجاهزية، من كل حذب وصوب، مع العلم أن هناك أهمية المشاركة بعصبة الأبطال الإفريقية السنة القادمة، ولأجل ذلك لابد من احتلال الصف الثاني بالبطولة الوطنية…
كل هذه الأسبقيات والشروط اللازمة، تفرض على هشام آيت منا ومن معه، استحضار مستقبل الوداد بالدرجة الأولى، ولا يجب حصر التصور في كل ما هو آت بأجندة محدودة في الزمان والمكان، والتفكير قبل كل شيء في الاستفادة الشخصية من الإشعاع اللحظي لمشاركة قد تكون سلبياتها، أكثر من إيجابياتها…
محمد الروحلي
Top