هل سمعتم بسطاد خاص بالأهلي؟

شرع نادي الأهلي المصري في بناء سطاد خاص به، وتعد هذه الخطوة العملاقة سابقة على الصعيد الإفريقي، القارة التي تعاني أغلب أنديتها من الهشاشة والضعف والهوان، والأندية المغربية جزء لا يتجزأ منها…

فعلى غرار كبار الأندية على الصعيد الدولي، شرع نادي الأهلي المصري، -نادي القرن باستحقاق- في استكمال هياكله الأساسية، إذ يقع هذا الصرح بمدينة الشيخ زايد، ضواحي العاصمة المصرية القاهرة.

هى لبنة صلبة في إطار تقوية البنيات الأساسية، لناد مرجعي على جميع المستويات.. إداريا، ماليا وفنيا، وما إنشاء سطاد خاص، سوى تفكير عميق في إطار تعزيز كيان نادي القرن على الصعيد الإفريقي، وهو اللقب الذي اكتسبه بكثير من الاستحقاق والجدارة.

يقع سطاد الأهلى على المساحة تصل إلى 48  ألف متر، بالإضافة إلى الملحقات التابعة له، كالقاعة المغطاة والفندق وملاعب للتداريب، ومرآب للسيارات، ومن المتوقع أن يتطلب الإنجاز خمس سنوات، وحسب إدارة هذا النادي العملاق، فإن هذه المعلمة، تدخل في إطار مشروع كبير، يتمثل في إنشاء  مدينة رياضية متكاملة، متعددة التخصصات…

بالنسبة لعائدات المشروع أو نتائج  دراسة الجدوى، فإن الجانب الاقتصادي حاضر بقوة، فهو يعزز أولا كل ما هو تقني، بحكم أن النادي سيستضيف خصومه فوق أرضية ملعب رهن إشارته طيلة الموسم، كما يتوقع أن يربح النادي الأحمر ميزانية أسبوعية تصل إلى 300 ألف جنيه، كمتوسط تكاليف كراء سطاد القاهرة، والذي يلعب به الأهلي مبارياته الحالية.

ودائما في إطار نتائج دراسة جدوى هذا المشروع، هناك عائدات مالية أخرى من بينها المحلات الخاصة ببيع القمصان الأصلية، ووحدة فندقية، بالإضافة إلى التحكم في مجال الإعلانات التجارية طيلة السنة، وبالطريقة التي ترسمها إدارة النادي المالك الوحيد للسطاد، بطاقة استعابية تصل إلى خمسين ألف متفرجا.

هكذا يعطينا الأهلي العبرة كناد يقوي بنياته وهياكله ضمن استراتيجية محكمة ومدروسة، مخطط لها وفق آفاق مستقبلية واعدة،  بكثير من الحكمة والبعد المقاولاتي، وهنا لابد من أن نعرج على واقع الأندية المغربية الخاصة تلك توصف عندنا ب “الكبيرة”.

أندية مغربية تتوفر بالكاد على مقرات تحتضن إداراتها، والقلة القليلة لديها ملاعب للتداريب، وفي الغالب لا تكون في ملكيتها، وتستغلها، بعقد طويل الأمد أو مجرد غض الطرف، كما هو الحال بالنسبة للوداد والرجاء، بينما باقي الأندية والفرق تتدرب وتستضيف مبارياتها، إما بملاعب المجالس البلدية، أو تلك التابعة لوزارة الشباب والرياضية، مما يزيد من متاعبها المالية.

فوراق كبيرة بين ما يقدمه حاليا ناد كبير كالأهلي، وبين واقع أنديتنا الوطنية. وعندما يتمكن مثلا كل من الوداد، وأخيرا نهضة بركان من منافسة الأهلي والزمالك وبيراميدز، فإن هذا يدخل من باب “الإنجاز الخارق”، مادامت الفوارق كبيرة وكبيرة جدا، وكما يقال فلا قياس مع وجود الفارق.

محمد الروحلي

Top