سوق آخر يتهدد الأندية المغربية…

شكل انتقال لاعب خط وسط ميدان الرجاء البيضاوي محمد زريدة  للدوري الليبي، مفاجأة كبيرة بالنسبة للأوساط الرجاوية، لم تكن تتوقع مثل هذا الانتقال، وبهذا الوقت بالذات من الموسم الجاري…
انتقل زريدة للاتحاد الليبي أحد الأندية البارزة بالدوري المحلي، رغم أن فريق الرجاء في حاجة ماسة لخدماته، ورغم تدخل المدرب لسعد الشابي محاولا إقناع اللاعب بالبقاء، إلا أن رغبة اللاعب في تغيير الأجواء وضرورة تحسين وضعه المادي، كانت أقوى من محاولات المدرب التونسي العائد…
لم يتردد زريدة في الموافقة على العرض المقدم من طرف الفريق الليبي، مما أجبر الإدارة الجديدة للرجاء على الموافقة على الانتقال، والاستفادة ماديا.
كما أن تنازل اللاعب على جزء من مستحقاته، شجع على قبول العرض، هذا علما أن عقده على وشك الانتهاء…
ويشهد الدوري الليبي خلال السنتين الأخيرتين، إقبالا كبيرا من طرف اللاعبين والمدربين من مختلف الجنسيات، في وقت تعرف الأندية انتعاشا كبيرا من الناحية المالية، مما سهل عليها القيام بانتدابات مهمة، والمنافسة على جلب أسماء بارزة، والدوري المغربي من بين الدوريات المستهدفة وبقوة.
وبهذا، انضاف الدوري الليبي للدوريات الخليجية والدوري المصري والكويتي والعراقي والإيراني، وغيرها من الوجهات التي تشهد رحيلا جماعيا لأبرز الأسماء المنتمية للأندية المغربية، سواء الأجنبية أو المحلية…
هذا النزيف المستمر  يؤثر على المستوى العام للدوري ككل، كما يساهم في إضعاف  الأندية، ويجعلها تجد صعوبة في التنافس على المستويين العربي والقاري…
فالأندية المصرية التي تعد منافسا قويا بالمسابقات الإفريقية، تعمل باستمرار على جلب أبرز اللاعبين المغاربة؛ وجاءت نظيرتها الليبية لتزيد من صعوبة الموقف، أمام أنديتنا الوطنية التي تجد صعوبة في الحفاظ على ركائزها الأساسية…
والأكيد أن الكل يعرف المخرج الأساسي لهذه الوضعية المعقدة، فتحسين الوضعية المالية للاندية، وجعلها قادرة على الحفاظ على أبرز الأسماء كحل وحيد وأوحد، إذ سيقوى في هذه الحالة، من قدرتها على التنافس، والتمكن من تحقيق البطولات والألقاب، غير ذلك ستبقى هذه الأندية عاجزة عن مقارعة الكبار، بمختلف التظاهرات الخارجية…
لابد إذن من دعم الأندية، وفق ضوابط وبنود ملزمة، ومراقبة مستمرة؛ محددة لكل المسؤوليات والتخصصات، ولابد أيضا من تقوية الجانب المؤسساتي، وتعزيز هياكلها بأطر عليا، تتمتع بتكوين عالي المستوى.. إداريا، تقنيا، ماليا وتسويقيا، وتهيىء الأرضية القانونية لجلب رؤوس أموال، وتشجيع المستثمرين، وغيرها من الجوانب التي لا غنى عنها، إذا كانت هناك رغبة حقيقية، لضمان مسار متوازن لكرة القدم الوطنية؛ سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية…
هذه هى الحقيقية التي يجب أن يستوعبها كل المتدخلين؛ بقطاع تزداد أهميته، وتتعدد أبعاده المختلفة…
محمد الروحلي
Top