خرجة الركراكي الفرنسية…

قبل أيام من موعد انطلاق المعسكر التدريبي، للفريق الوطني المغربى لكرة القدم، استعدادا للجولتين الخامسة والسادسة من تصفيات كأس العالم 2026، خرج المدرب وليد الركراكي بحوار خص به مجلة “أونز مونديال” الفرنسية.
جاءت فقرات هذا الحوار مثيرة كالعادة، إذ راح يتحدث صاحبنا مرة أخرى عن جوانب خاصة، رآها صعبة وتتطلب منه بذل مجهود كبير قصد معالجتها.
فالجانب “الصعب” الذي فضل المدرب التطرق، يتعلق بتعدد جنسيات اللاعبين، عوض التركيز على غنى المجموعة، وتعدد الخيارات المطروحة أمامه، بالنظر للعدد الكبير من اللاعبين الدوليين المتميزين، مما يفرض عليه صحبة الطاقم المرافق له، بذل مجهود خرافي، قصد تقديم تشكيلة نموذجية قادرة على إقناع الجمهور الرياضي، بقيمة العمل المبذول على مستوى الطاقم التقني.
فالراكركي فضل التحدث عن جانب يعد من مميزات المنتخب، ألا وهو القيمة الفنية للاعبين القادمين من مختلف الدوريات الأوروبية، يوحدهم حب القميص والتشبث بالهوية الوطنية، هوية تربوا عليها داخل عائلاتهم، مما جعلهم المتشبثين على الدوام بجذور الآباء والأجداد.
هذا الغنى رأى فيه “رأس لافوكا” صعوبة، مبررا الأمر بتعدد الثقافات والخلفيات المختلفة، والنشأة في ما أسماه بـ “بيئات تعليمية وعائلية مختلفة”.
وراح المدرب في نفس الخرجة الإعلامية، يعدد اختلاف الجنسيات “الإسباني ليس فرنسيًا، والفرنسي ليس هولنديًا، والإيطالي ليس نرويجيًا…”.
والواقع أنها ليست المرة الأولى -ولن تكون أبدا الأخيرة-، التي يضم فيها الفريق الوطني لاعبين من أصول مغربية، يحلمون جنسيات بلد النشأة والإقامة، وأن الإشكال لم يكن نهائيا مطروحا، منذ أن تم التوجه إلى البحث عن لاعبين جاهزين من مختلف الدوريات الأوروبية.
صحيح أن تجارب سابقة كانت تعرف ظهور تكتلات، داخل صفوف الفريق الوطني، من قبيل تجمع لاعبين ينتمون لهولندا وآخرين قادمين من فرنسا وبلجيكا، إلا أن الإدارة الحالية للجامعة، والتي عرفت تغييرات إيجابية مبنية على روح العمل الاحترافي، غيرت الكثير من الأوضاع التي لم تكن صحية، والتي لم يعايشها الراكركي كمدرب، يتفق الجميع على أنه شخص جد محظوظ لعدة أسبقيات، واعتبارات لم تتوفر لسابقيه.
فهل يبحث المدرب، وهو يخصص جزء من الحوار الفرنسي عن تعدد الجنسيات، عن شماعة يلصق بها احتمال حدوث أخطاء مكلفة؟
المؤكد أن كل الإمكانيات مهمة توضع رهن إشارته، بكثير من السخاء، وهنا لا نتحدث فقط عن الإمكانيات أو طرق الإعداد والاحترافية العالية، ووجود إدارة تتعامل بمهنية، ليبقى كل شيء متوفر على دوره كمسؤول أول، يرافقه طاقم متعدد الأفراد والتخصصات، بل نركز في هذه الحالة على غنى المجموعة، والتوفر على نجوم يلمعون بعالم الاحتراف الأوروبي.
للإشارة، فإن وليد حضر السبت الماضي صحبة رشيد بنمحمود مباراة السد ضد الدحيل بالدوري القطري، من أجل متابعة حكيم زياش ورومان سايس، إلا أن الأول شارك كبديل في الدقيقة 67، في حين غاب الثاني بسبب الإصابة.
يحدث هذا مع أن كل المعطيات، تؤكد صعوبة تصور عودة هذا الثنائي لصفوف المنتخب على الأقل في الوقت الحالي، إلا إذا كان لدى الركراكي رؤية مختلفة.

 محمد الروحلي

Top