وداعا محمد المحجوبي

ببالغ الألم والحسرة ودعت الرياضة الوطنية محمد المحجوبي، ملاكم بطل وفاعل جمعوي حمل هم تاريخ رياضة الملاكمة وأبطالنا السابقين، واستمر وفيا لقيمه الإنسانية وفيا لرفاقه الملاكمين من مختلف الأجيال حتى الرحيل.
بعد صراع مرير مع المرض سلم محمد المحجوبي الروح لبارئها صباح الاثنين وانتقل إلى دار البقاء عن سن 71 سنة، مخلفا بصمات ناصعة في المدارين الرياضي والفني، عاشقا و محفزا ومبادرا للخير.
واقتحم المحجوبي الميدان الرياضي عبر حلبة الملاكمة في حي درب غلف الذي عاش فيه البدايات في حضن فضاءات تميزت تاريخيا بالرياضة والإبداع والنضال، حيث نافس أقرانه في وزنه وإنتزع ألقابا محليا ووطنيا.
وعند الاعتزال والاستقرار اجتماعيا بقي الرجل وفيا للرفاق متشبثا بمحطات تقاسمها معهم في التظاهرات على سطح الحلبات، ووفاء لأبطال الفن النبيل السابقين.
وقد أحدث جمعية قدماء نجوم الملاكمة، مؤسسة اختارت الاهتمام والاعتناء بالأبطال في المدار الحياتي، وبرمجت الجمعية مناسبات تحاول في مضمونها صون ماضي وحاضر وكرامة الملاكم المعتزل.
وكانت البداية في نونبر 2014 بتظاهرة عنوانها ليلة الأولمبياد ليلة تاريخية التأمت فيها أسرة الملاكمة وتم فيها الاحتفاء بمجموعة من الأبطال حظوا بشرف المشاركة في الألعاب الأولمبية، دورات روما 1960، وطوكيو 1964، وميونيخ 1972 في مقدمتهم، لحسن أحيدوس، وأيت عبو علي، محمد سرور، ومحمد بوشعرة، ولحسن مغفور، وبوجمعة حلماني، وعزيز طاهر.
وشهدت الليلة تكريم فعاليات وطنية في رياضة الملاكمة، الرئيس السابق للجامعة الحاج حميد العيساوي، والحكم الدولي والمسير المرجعي الطيب وهبي، والرئيس السابق للجامعة وطبيبها الدكتور بنكيران السعدي، ومصطفى الكندالي الملاكم ورئيس عصبة الشاوية وعضو جامعي سابق، والعبري حواض المدير التقني السابق ومكون أجيال الأبطال.
وفي مبادرة أخرى محملة بقيم التسامح والتعايش وصون المبادئ الرياضية المقدسة، نظمت جمعية قدماء نجوم الملاكمة أمسية كرمت فيها الملاكمين اليهود المغاربة في حضور أسرهم، وشهدت قاعة الحفل في نونبر 2016 حضور البطل العالمي نسيم ماكسيم كوهين ملبيا الدعوة من أمريكا، ومواطنه سالومون ماتياس.
وقد نافسا من قبل بألوان مغربية و أحرزا ألقابا وخاصة كوهين الذي أحرز ميدالية ذهبية في الألعاب العربية ببيروت، وعبر الملاكمان اليهوديان المغربيان عن الاعتزاز بالمغرب و عيشهما في حضنه.
وفي تنسيق مع إدارة مهرجان السعيدية السينمائي برمج الراحل المحجوبي فقرة لتكريم ملاكمين أبطال من أبناء المنطقة في التفاتة ببعد إنساني عميق شملت نصر الدين بينداش، ورابح الحنفي، وجرديوي عكاشة، ومحسن الناصيري، وحسان اليوسفي وصبري بشيري، وذلك في وسط فني سينمائي إبداعي.
واشتغل الراحل لفترة نائبا لرئيس جامعة الملاكمة ظل قريبا من الملاكمين وإنجازاتهم يبادر إيجابا في مختلف المناسبات، يهتم بمسار عصبة الشاوية وأنشطتها ويتابع مختلف التظاهرات وطنيا ودوليا بأحلام تحقيق التميز والتفوق وحصد الألقاب يعتز بالأبطال، كمحمد ربيعي، ومحمد حموت، وخديجة المرضي وغيرهم.
وبعد البيت حيث ناجح في دوره الأبوي، والشغل بإبداعه المميز في مؤسسته، مثابر في تواصله اليومي مع فنانين وإعلاميين، وفعاليات في الملاكمة مصطفى كندالي، والطيب وهبي، ومحمد عفري والعربي حواض، وأبناء درب غلف و خاصة في نادي ليديال المغربي الذي ترأسه مؤخرا.
وهكذا أنذر محمد حياته للأسرة ورياضة الملاكمة والعمل الجمعوي في مختلف المناسبات، و هو على سرير المرض ظل صامدا ، يقاوم الألم محاطا بذويه، بإيمان قوي حتى الرحيل.
محمد المحجوبي الملاكم البطل والجمعوي الإنسان.. وداعا…لن ننساك..

 محمد أبوسهل

Top