صعوبة الاختيار أمام الركراكي…

يستعد المنتخب الوطني المغربي، في فترة التوقف الدولي لشهر مارس المقبل، لاستكمال برنامج الإقصائيات، الخاصة بالجولتين الخامسة والسادسة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات مونديال 2026.
ومن المقرر أن يعقد وليد الركراكي مؤتمرا صحافيا في 13 مارس، للإعلان عن القائمة النهائية، التي سيعتمد عليها أمام كل من النيجر وتنزانيا، ويرتقب أن تشمل ما بين 26 و28 لاعبا، غالبيتهم من المحترفين المتألقين بمختلف الدوريات الأوروبية، مع حضور عدد محدود من اللاعبين المحليين…
وتبدو، من الآن، المهمة الصعبة التي تنتظر الناخب الوطني، بالنظر للعدد الهائل من اللاعبين المتألقين بالدوريات الأوروبية، وأيضا الخليجية، مما يجعل الركراكي في موقف صعب، يتطلب منه الكثير من التفكير، والوقوف مليا على إمكانيات كل لاعب على حدة، مع استحضار ضرورة الابتعاد عن العاطفة، واختيار الأفضل للمكان الأصلح…
وإذا كانت هناك أسماء متأكد من حضورها، بالنظر لمستواها القار والدائم، وأيضا مردودها العالي، فإن هناك جيلا جديدا من اللاعبين الواعدين، يطرقون بقوة باب المنتخب، وتجتهد إدارة الجامعة في كسب موافقتهم للانضمام لأسود الأطلس، ولأجل ذلك تخوض صراعا قويا مع دول الإقامة والنشأة…
من بين هذه الأسماء الصاعدة بقوة، هناك شمس الدين لاعب بروج البلجيكي، وبلال ندير المنتمي لأولمبيك مارسيليا، وأيوب بوعدي المتألق بصفوف ليل للفرنسي، وأيضا عمر الهلالي لاعب إسبانيول…
إلا أن حضور هذه الأسماء من عدمه، لا يعد خيارا أساسيا في هذه المرحلة، خاصة وأن لاعبي المنتخب الأولمبي المتوجين أولمبيا، أظهروا استحقاقهم الكبير، مما يجعل مساحة الاختيار واسعة، بل متاحة إلى أبعد الحدود…
إلا أن هناك مهمة تبدو جد معقدة بالنسبة لـ”رأس لافوكا”، وتتحدد في كيفية تحديد عناصر الخط الأمامي، وبالتحديد مركز قلب الهجوم، أمام ما تقدمه مجموعة من الأسماء من عروض قوية ومردود جد عال…
فيوسف النصيري الذي فقد رسميته في المباريات الأخيرة مع المنتخب، عاد لتقديم مستويات مبهرة، وأداء استثنائي مع فريقه فنربخشه، حيث سجل النصيري 15 هدفا في آخر 12 مباراة، مؤكدا مكانته كأحد أبرز المهاجمين في الدوريات الأوروبية.
وهناك أيضا المستوى الثابت والمستقر لأيوب الكعبي، مهاجم أولمبياكوس اليوناني، فهو في تألق لافت في الملاعب اليونانية والأوروبية.
خاض أيوب الكعبي 34 مباراة هذا الموسم بقميص أولمبياكوس في جميع المسابقات، سجل خلالها 22 هدفا، كما نال جائزة هداف الدوري الموسم الماضي، وهداف مسابقة دوري المؤتمر الأوروبي التي فاز بها فريقه.
كما يواصل سفيان رحيمي حضوره اللافت بالدوري الإماراتي، إذ يعد هذا الموسم أيضا من أبرز اللاعبين بفريق العين، سجل إلى حدود الأسبوع الماضي 8 أهداف في الدوري الإماراتي، و13 هدفا في مختلف المسابقات هذا الموسم.
هذا الثلاثي يمثل ثقلا خاصا بالنسبة للنخبة الوطنية، ويبحث الراكركي دائما عن الوصفة التي توفق بينهم. إلا أن هذا “الاستقرار “على مستوى مركز الهجوم يظل مهددا وبقوة، بحكم البروز القوى لأسماء تلفت الأنظار، بأدائها ومرودوها، وبما تقدمه من قناعات مهمة، قادرة على منح الإضافة المطلوبة…
فهناك حمزة إيكمان لاعب فريق رينجرز الأسكتلندي لكرة القدم، المتوج كلاعب الشهر، حسب ما أعلنته رابطة الدوري الاسكتلندي.
لاعب الجيش الملكي السابق، قاد فريقه لتحقيق نتائج مميزة في مجموعة من مباريات الدوري الأسكتلندي الذي ينافس على التتويج، فهو يحتل حاليا الرتبة الثالثة في ترتيب هدافي الدوري بما مجموعه 9 أهداف وبفارق هدفين فقط عن المتصدر بـ11 هدفا.
هناك إيكمان، وهناك أيضا لاعب جديد يحمل الجنسيتين المغربية والإسبانية، اسمه مروان سنادي المنتمي لأتليتيك بلباو الاسباني…
ففي أول ظهوره مع ناديه الجديد، أشعل المهاجم المغربي الفارع الطول، مدرجات ملعب سان ماميس، حيث تفاعلت معه جماهير الفريق الباسكي، عقب تقديمه لقطات جيدة، من خلال قوته البدنية وطوله الفارع (1.96م)، ونشاطه الهجومي وتمريراته ومراوغاته.
وصرح مروان لصحيفة “إل كوريو” الإسبانية، بأنه يحلم بتمثيل المنتخب المغربي، رغم أنه يحمل الجنسية الإسبانية ومولود هناك، مشيرا إلى أنه يميل أكثر إلى حمل قميص “أسود الأطلس”.
ألم نقل لكم بأن المهمة صعبة، تنتظر مدربا عليه بذل مجهود إضافي قصد الرقي بعمله إلى القيمة التي تمثلها كوكبة من النجوم يلمعون بعالم الاحتراف الأوروبي، يضعون أنفسهم رهن إشارته…

 محمد الروحلي

Top