سنتان حبسا لمقاول وثلاثة أشهر لمنتخب وموظف بجماعة أمغراس

على خلفية النصب على ضحايا زلزال الحوز

قضت المحكمة الابتدائية بمراكش، في بحر الأسبوع الماضي، فيما بات يعرف إعلاميا بملف ” النصب على ضحايا الزلزال” بإدانة المقاول “محمد حواص” بسنتين حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها 2000 درهم، ونائب رئيس مجلس جماعة أمغراس وموظفا بنفس الجماعة، بثلاثة أشهر حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها 1000 درهم، لكل واحد منهما، مع الحكم على المتهم الأول بإرجاعه للطرف المدني رضوان أمزيل مبلغ 20000 درهم و تعويض مدني قدره 3000 درهم مع الصائر.
وأحيل المتهمون الثلاثة صباح يوم الأربعاء خامس فبراير الجاري، من طرف عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي أمزميز، على النيابة العامة بابتدائية مراكش، حيث تم الاستماع إليهم قبل أن يتقرر متابعتهم في حالة اعتقال من أجل تهم تتعلق بـ”النصب، عدم تنفيذ عقد، تزوير محررات عرفية واستعمالها، تزوير وثائق إدارية واستعمالها والتوصل بغير حق إلى تسلم وثيقة تصدرها الإدارة العامة” بالنسبة للمقاول (ح.م)، و”المشاركة في النصب، المشاركة في التزوير في محررات عرفية و استعماله وتسليم وثيقة إدارية لشخص لا حق له فيها” بالنسبة للمنتخب الجماعي والموظف.
وكانت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي أمزميز بإقليم الحوز، أوقفت صباح يوم الثلاثاء رابع فبراير الجاري، نائب رئيس مجلس جماعة أمغراس وموظفا بنفس الجماعة، للإشتباه بتورطهما في قضية تتعلق بالنصب والاحتيال على ضحايا الزلزال، وذلك على خلفية التحقيقات التي باشرتها عناصر الدرك الملكي مع أحد المقاولين الذي تم اعتقاله أول أمس الإثنين بتهمة النصب على مجموعة من المتضررين من تداعيات الزلزال بجماعات ترابية تابعة لدائرة أمزميز.
و وفق المعطيات، فإن التحقيقات التي خضع لها المتهمون الثلاثة كشفت عن تورطهم في النصب والتزوير من خلال العقود التي تم إبرامها بين المقاول وعدد من الضحايا، والتي كان يشرف نائب الرئيس والموظف الجماعي على تصحيح امضاءاتها، حيث تبين أن جل تلك العقود غير موثقة في السجلات الخاصة بذلك.
وكانت السلطات أعلنت عن اعتقال أحد هؤلاء المقاولين ومتابعة آخرين قانونياً، بعد تعرض عدد من سكان المناطق المتضررة من زلزال الحوز لعمليات نصب وتسلم مبالغ مالية منهم دون إتمام بناء المساكن المتفق عليها.
وكشف وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، في جواب كتابي على سؤال برلماني، أن التحقيقات أظهرت تورط مقاول مقيم بدوار بوزوك أيت ملو في النصب على 14 مستفيداً من دوار تغزوت بجماعة أمكدال، و4 مستفيدين من دوار تنمل بجماعة ثلاث نيعقوب. المقاول لم يلتزم بإتمام الأشغال وفق العقود المبرمة أو الضوابط التقنية.
وبعد تدخل السلطات المحلية، تم اعتقال المقاول المعني من قبل الدرك الملكي بأيت ملول، بينما دعا الضحايا إلى تقديم شكاوى فردية ضده لدى النيابة العامة بتهمتي خيانة الأمانة وعدم احترام الضوابط التقنية للبناء.
كما أشار الوزير إلى مقاول ثانٍ بدوار تاسا ويركان بجماعة ويركان، الذي لم يلتزم بتنفيذ العقود مع مستفيدين من دوار العرب بجماعة أسني. المقاول الآن موضوع مذكرة بحث. أما المقاول الثالث، المقيم في بني ملال، فقد أخل بعقود مبرمة مع 9 مستفيدين من دواوير تابعة لجماعة وبركان، وتجري ملاحقته أيضاً.
وبخصوص مزاعم تزكية أحد هؤلاء المقاولين من قبل قائد قيادة ويركان وأعوان السلطة، أوضح لفتيت أن الشكاوى لم تذكر القائد، لكنها أشارت إلى عوني سلطة تم الاستماع إليهما في محضر رسمي، حيث أكدا أن دورهما اقتصر على تسهيل عمل المقاولين ومواكبة الأشغال.
وأكد وزير الداخلية أن السلطة الإقليمية بالحوز اتخذت إجراءات تأديبية صارمة ضد أي عون سلطة يثبت تورطه. على سبيل المثال، تم عزل مقدم قروي بدوار مريغة بجماعة ويركان في ديسمبر 2024، بعد تورطه في ابتزاز متضررين مقابل وعود زائفة بالتدخل لضمان استفادتهم من الدعم المخصص لإعادة الإعمار.

 حسن عربي

Top