تساقطات مرتقبة يومه الاثنين بعدد من مناطق المملكة

أمطار الأسبوع الأول من شهر مارس تنقذ الفلاحة وتغذي الفرشة المائية والموارد السطحية

أفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية بأن تساقطات ثلجية “20-70 سم” على المرتفعات التي تتجاوز 1500 متر، وأمطارا قوية وأحيانا رعدية مع تساقط محلي للبر د (30-150 ملم)، وهبات رياح قوية مع تطاير محلي للغبار (70-95 كلم/س)، مرتقبة إلى غاية الساعة الواحدة من زوال .يومه الاثنين بعدد من مناطق المملكة.
وكشفت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن مدن الشمال تصدرت قائمة المدن المغربية من حيث كمية الأمطار التي تم قياسها في الفترة الممتدة من الساعة السادسة صباحًا يوم السبت 8 مارس إلى غاية الساعة السادسة من صباح الأحد 9 مارس.
أما أبرز التساقطات المطرية التي تم تسجيلها خلال الفترة المذكورة فهمت طنجة “58ّ ” ملم، و شفشاون 57 ملم، إفران: 42 ملم، و القنيطرة: 31 ملم، الرباط / العرائش / الجديدة: 28.0 ملم سلا، و الصويرة: 25.0 ملم، وبني ملال: 24.0 ملم، و الحاجب: 22.0 ملم، وتطوان / المحمدية: 19.0 ملم، تازة / تيط مليل / الدار البيضاء: 18.0 ملم، النواصر: 17.0 ملم، = بن سليمان: 16.0 ملم، أكادير-إنزكان: 14.0 ملم.
فيما سجلت سطات / مكناس / خريبكة / سيدي سليمان / فاس-سايس: 13.0 ملم، وجدة / أكادير-المسيرة: 11.0 ملم، آسفي: 10.0 ملم، تارودانت: 7.0 ملم، تيزنيت: 6.0 ملم، الناظور: 5.0 ملم، سيدي إفني: 3.0 ملم، تاوريرت / مراكش: 2.0 ملم، الداخلة / ميدلت / الحسيمة / طانطان / كلميم / بن جرير: 0.4 ملم.
ومن المتوقع ان تؤدي هذه التساقطات الهامة إلى إنقاذ الموسم الفلاحي والزراعات المتأثرة والزراعات الربيعية المبرمجة وتغذية الفرشة المائية وتعزيز حقينة السدود المتراجعة نتيجة توالي سنوات الجفاف، مع تحسن للوضعية المائية السطحية والباطنية وللغطاء النباتي، مما يفتح باب الأمل في تحقيق موسم فلاحي جيد، ويرفع العرض مقابل الطلب على الماء الذي يتزايد سنة بعد أخرى بالنسبة لمياه الشرب أو القطاعات الحيوية الأخرى، في مقدمتها الفلاحة والسياحة والصناعة.
هذه الأمطار التي ستستفيد منها الأشجار المثمرة والزراعات الربيعية، وستساهم في توفير الكلأ لرعي الماشية، و في تحسين الغطاء النباتي، لا تعني بالضرورة أن المغرب تجاوز إشكالية الإجهاد المائي بدليل أن الأمطار المسجلة لم تحدث لحد الآن تغييرا واضحا في نسبة ملء السدود.
اهتراء البنية التحتية يتسبب في مآسي
بعدد من مدن المملكة

هذا، وتوفيت طفلة صغيرة غرقا بعد أن جرفتها مياه الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة بركان يوم الخميس الماضي، بينما تم إنقاذ والدها من موت محقق.
وفي تفاصيل هذا الحدث المؤلم، أفاد مصدر مطلع، أن الضحية التي لا يتعدى عمرها الثماني سنوات، كانت برفقة والدها الذي حاول أن يحملها بين ذراعيه، فسقط أرضا من شدة الأمطار، لتنفلت الطفلة من بين يديه وتجرفها السيول القوية إلى قاع بالوعة للصرف الصحي كانت مفتوحة! ؟. وأضاف المصدر نفسه، أن والد الضحية تم إنقاذه من قبل المارة الذين شكلوا سلسلة بشرية لانتشاله من وسط السيول.
وتابع نفس المصدر، أن فرق الإنقاذ تمكنت عند المساء، من انتشال جثة الضحية من واد “شراعة” على بعد أربعة كيلومترات من مكان الحادث، ليتم نقلها إلى مستودع الأموات التابع للمستشفى الإقليمي الدراق ببركان.
وفي نفس اليوم، تسببت الأمطار القوية التي عرفتها مدينة زايو بإقليم الناظور، في وفاة شخص في العقد الخامس من العمر ونفوق عدد من رؤوس الماشية.
وبحسب مصدر محلي، فإن الضحية كان يرعى قطيعا من الغنم بحي أولاد عمامو، حيث باغتته السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة لتجرفه هو وقطيعه لأميال، وليعثر عليه لاحقا جثة هامدة.
إضافة لهذا الفقد البشري، تسببت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في نفوق رؤوس ماشية وإتلاف زراعات واقتلاع أشجار وذلك بجماعة الشويحية وسهل صبرة بأولاد ستوت بنفس الإقليم، وفق ذات المصدر.
هذا، وأدت الفيضانات لقطع الشوارع وغمر الأزقة بالأوحال التي جرفتها السيول القوية في مجموعة من المدن المغربية، مما تسبب في تعطيل حركة المرور لساعات طويلة.
وفي مدينة طنجة، حولت غزارة الأمطار الشوارع إلى برك مائية، وأدت إلى اختناق قنوات الصرف الصحي وإلى فيضانات قطعت حركة السير، وصعبت المرور على الراجلين بعدد من شوارع المدينة، يقول مصدر محلي مضيفا، أن الأمطار العاصفية تسببت في قطع الدراسة بالثانوية الإعدادية أم هيثم لمقاطعة مغوغة.
وكشفت الأمطار القوية التي تعرفها بلادنا، عن ضعف واضح في البنية التحتية، بخاصة قنوات تصريف المياه التي غالبا ما يتسبب إهمالها وعدم صيانتها بشكل دوري، في مآسي، مثال على ذلك حادثة بركان.
ومع كل تساقطات مطرية تعرفها بلادنا، تزداد تساؤلات المواطنين حول مدى فعالية مشاريع تأهيل الأحياء، وما إن كانت تتضمن أنظمة تصريف مياه فعالة لحمايتهم من الفيضانات، وتزداد مطالبهم بتقييم شامل لهذه المشاريع للتأكد من مدى استيفائها لمعايير السلامة والجودة، وقادرة على تحمل الظروف المناخية الصعبة.
يذكر أنه على إثر النشرة الإنذارية الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية بشأن الاضطرابات الجوية المتوقعة خلال الفترة ما بين 7 و10 مارس الجاري، أوصت وزارة التجهيز والماء، كافة مستعملي الطريق بتوخي الحيطة والحذر وبضرورة تنظيم تنقلاتهم والاستعلام عن حركة المرور الآنية، وأهابت الوزارة، بكافة مستعملي الطريق في مثل هذه الأحوال الجوية التي تتزامن مع فترة عطلة نهاية الأسبوع وحرصا منها على سلامة مستعملي الطريق، إلى تأجيل تنقلاتهم، خلال هذه الفترة، من وإلى أو عبر الأقاليم السالفة الذكر إلا في حالة الضرورة القصوى، وتجنب التنقل ليلا، والاستعداد القبلي للسفر، و ذلك بمراقبة الحالة الميكانيكية للعربات .
كما أوصت الوزارة بتوخي الحيطة والحذر لاسيما بالمحاور التي من المحتمل أن تتعرض للغمر كالمنخفضات و نقط عبور الطرق للأودية والشعاب، وعدم المغامرة بحياتهم وذلك بالمرور أثناء ارتفاع منسوب الأودية بالأرصفة القابلة للغمر، وعدم الإفراط في السرعة وتجنب أي تجاوز أو مناورة مفاجئة، واحترام مسافة الأمان بين المركبات.

 سعيد ايت اومزيد

Top