تأكد رسميا تنظيم بطولة إفريقيا لكرة اليد سنة 2022 بالأقاليم الجنوبية، وبالضبط مدينتي كلميم والعيون، بمشاركة أقوى المنتخبات على الصعيد القاري، وهى مسألة طبيعية بحكم أن هذه التظاهرة مؤهلة لبطولة العالم.
جاء هذا التأكيد، خلال الاستقبال الذي خص به ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة اليد منصورو اريمو، بحضور رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد العدلي الحنفي، ليتوج هذا الاستقبال بالتوقيع على بنوذ اتفاق الرسمي، بين وزير الشباب والرياضة عثمان الفردوس، ورئيس الإتحاد الإفريقي لكرة اليد.
ويعد اختيار الأقاليم الصحراوية لاحتضان هذه التظاهرة القارية المهمة، بمشاركة صفوة كرة اليد الإفريقية، شرفا كبيرا لهذا الجزء الغالي من المملكة المغربية، خاصة في هذا الوقت بالذات الذي تشتد فيه حماقة النظام العسكري الجزائري، أمام المكاسب المهمة التي تحققها الدبلوماسية المغربية، ليس فقط إفريقيا، بل حتى دوليا.
ويعكس اختيار مدينتي العيون وكلميم، لاستضافة حدث رياضي مهم، منسوب الثقة التي يحظى بها المغرب، رغم الدعاية المضادة التي يقوم بها أعداء وحدته الترابية، إلا أن هذا المجهود اليائس والبئيس، لم يحل دون مواصلة المغرب مساره الناجح، واستراتيجيته الجديدة الموفقة، والتي تهدف إلى إحداث تغيير في موازين القوى بالمنطقة بكاملها.
ويتجلى هذا التوجه الرسمي للمغرب، في جعل الرياضة تلعب دورا كاملا، وتحويلها إلى أداة فعالة لخدمة القضية الوطنية الأولى، وهذا ما يفسر حرص وزير الخارجية، على متابعة أدق التفاصيل تماما كما حدث خلال احتضان الرباط لمؤتمر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) التاريخي، حيث استقبل بوريطة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنيفانتينو، والذي نتج عنه قطع الطريق نهائيا عن إمكانية التحاق الكيان الوهمي بـ “الكاف”.
في نفس السياق، سبق لمدينة العيون أيضا احتضان بطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، رغم معارضة الجزائر، وبعض الدول التي تدور بفلكها، إلا أن هذه التظاهرة عرفت نجاحا كبيرا سواء من الناحية التنظيمية أو التقنية والجماهيرية، لتتوج بفوز المنتخب المغربي بهذا اللقب للمرة الثانية على التوالي.
وبالموازاة مع الإعلان الرسمي عن احتضان بطولة أفريقيا لكرة اليد، تمت برمجة إحداث مركز رياضي دولي من المستوى العالي، ليعزز البنيات التحتية بالمنطقة، وجعلها في خدمة الشباب المغربي والأفريقي، على غرار ما تشهده باقي الأقاليم، حيث أصبح المغرب من jبين الدول الرائدة في هذا المجال.
كل هذا يؤكد أن هناك استراتيجية واضحة لا رجعة فيها، تسعى لجعل الرياضة واجهة لخدمة القضايا الوطنية، على غرار المكتسبات التي تحقق على مستويات أخرى، أكثر تأثيرا وأكثر فعالية.
>محمد الروحلي