الغاضبون على العنصرية يتوقعون تغيير المعادلة في الكونغرس الأميركي

يسعى الشبان الغاضبون على العنصرية وغياب العدالة إلى تغيير المعادلة في الكونغرس الأميركي في حال انتخبوا في نونبر، بعد أن حصلوا على زخم شعبي كبير داعم لشعاراتهم في التظاهرات الضخمة التي شهدتها نيويورك.
ويسير هؤلاء على خطى ألكسندريا اوكاسيو-كورتيز الاشتراكية المتحدرة من بورتوريكو التي هزمت مسؤولا في الحزب الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية في نيويورك قبل أن تصبح أصغر نائبة سنا في تاريخ الكونغرس عام 2018.
وفاز كل من موندير جونز (33 عاما) وريتشي توريس (32 عاما) بالترشيح الديمقراطي في دائرتيهما وباتا على ثقة تقريبا من أنهما سيصبحان في نوفمبر القادم أول نائبين أسودين مثليين في الكونغرس.
وصرح جونز لفرانس برس “لا أترشح إلى الكونغرس لأدخل التاريخ كأول نائب أسود مثلي لكنني مدرك تماما لأهمية تمثيل” هذه الشريحة.
ويذكر أن جونز، الذي نشأ مع والدته في كنف أسرة متواضعة، التحق بجامعتي ستانفورد وهارفارد العريقتين ثم عمل لدى حكومة الرئيس السابق باراك اوباما.
وسينضم إلى الشابين في واشنطن جمال بومان، وهو مدير كلية أسود في الـ44 من العمر.
وفي دائرة تشمل قسما من حي برونكس الفقير في نيويورك، نجح بومان في استبعاد النائب الديمقراطي عن نيويورك إليوت أنغل (73 عاما) الذي دخل الكونغرس قبل 31 عاما.
ويعتبر جونز أن هذه الشخصيات تجسد “أصواتا جديدة أكثر تنوعا تنقل رسالة طارئة عن أزمة المناخ والنظام الصحي والسكن”.
وتتناقض في رأيه مع التوجه السائد في الكونغرس الذي لم يتخذ حتى الآن خطوات كافية “للتحقق من عيش كل فرد برخاء وكرامة وتطبيق مساواة عرقية”.
ويضيف جونز، الذي نشأ أيضا مع جده الذي كان يعمل بوابا وجدته التي كانت خادمة، أنه “على الذين فشلوا في تحقيق ذلك أن يرحلوا ليحل مكانهم أشخاص يدركون الرهانات”.
وفي العام 2018 كانت ألكسندريا اوكاسيو-كورتيز تشكل استثناء على الساحة السياسية ضمن كتلة ديمقراطية في الكونغرس تزداد حصة النساء فيها لكنها بقيت معتدلة. والاختراق الذي حققه بيرني ساندرز خلال الانتخابات التمهيدية الديمقراطية للسباق إلى البيت الأبيض والتحرك الذي أعقب مقتل جورج فلويد، رسخا الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي.
كما تجسد التيار الإصلاحي ردا على السياسة الراديكالية لدونالد ترامب على حد قول ديفيد باركر الأستاذ في العلوم السياسية في الجامعة الأميركية.
وقال “إنه انتصار لليسار الجديد في الولايات المتحدة حيث لم يكن التيار الاشتراكي موجودا ولا حتى داخل الحزب الديمقراطي بفترة ليست ببعيدة. اليوم بات قوة بحد ذاتها”.
ويأتي دعم هذا التيار من كافة مكونات المجتمع الأميركي كما أثبت فوز موندير جونز في دائرة لا تمثل سوى 10 في المئة من السكان السود.
والتطور الذي يشهده الحزب الديمقراطي نقيض الجمود في الحزب الجمهوري حيث يبقى التمثيل مقتصرا على الذكور والبيض في بلد يتوقع أن يصبح البيض فيه أقلية بحلول العام 2045.
وقبل موندير جونز وجمال بومان بالتسمية الاشتراكية، خلافا لريتشي توريس الذي يرفض الدخول في مناكفات هامشية داخل الحزب الديمقراطي.
ويعد هذا المستشار البلدي إصلاحيا خصوصا بسبب طموحاته للدفاع عن حقوق المثليين والمتحولين جنسيا.
وتوريس، الذي انتخب في دائرة في برونكس حيث الأكثرية الناطقة بالإسبانية، فاز في الانتخابات التمهيدية على روبن دياز سينيور الشخصية السياسية النيويوركية المعارضة لزواج المثليين والذي اعتبر علنا أن “المثليين” يسيطرون على المجلس البلدي.
واليوم لم يعد يشكل النواب المثليون والمتحولون جنسيا سوى 0.17 في المئة من الطبقة السياسية الأميركية في حين ينتمي 4.5 في المئة من الشعب الأميركي إلى هذه الفئة. وقال اليوت ايمس المسؤول الإعلامي في معهد “فيكتوري انستيتيوت” للمثليين والمتحولين جنسيا إن صوتي ريتشي توريس وموندير جونز “سيحدثان فارقا كبيرا في الكونغرس”. وأضاف “لكن لا يزال الطريق أمامنا طويلا”.

Related posts

Top