المؤتمر الوطني السادس لـ”أزطا” ينتخب يوسف لعرج رئيسا

انتخب يوسف لعرج رئيسا جديدا للشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة “أزطا أمازيغ”، خلال المؤتمر الوطني السادس الذي عقدته الشبكة أيام الجمعة، السبت والأحد الماضي، بمراكش، ليقود مرحلة جديدة للشبكة في نضالها وترافعها من أجل الترسيم الفعلي والمنصف للأمازيغية باعتبارها أساس الدولة الديمقراطية العادلة والمنصفة”، وفقا لمسوغ الشعار الذي حمله هذا المؤتمر.
ويعد يوسف لعرج، الذي تسلم المشعل من الرئيس المنتهية ولايته عبد الله بادو الذي قاد الشبكة بنجاح على مدى ولايتين، أحد مناضلي الجيل الثاني داخل الحركة الثقافية الأمازيغية بعد الجيل الأول المؤسس للحركة التي قعد لها المؤرخ والأكاديمي الطلائعي، محمد شفيق والذي يعد الأب الروحي للأمازيغية، وكذا الراحل إبراهيم أخياط وعدد من القامات. ويوسف لعرج فاعل يتصف بدينامية كبيرة داخل حركة المجتمع المدني، ويشغل مهمة مدير مدرسة المواطنة للدراسات السياسية بالرباط.
وأكد الرئيس الجديد لـ”أزطا” في كلمة مقتضبة ألقاها بعد إعلان انتخابه لقيادة الشبكة الأمازيغية، على مواصلة مسار النضال والعمل الحثيث من أجل التفعيل الفعلي لترسيم الأمازيغية، “فالأمازيغية توجد في صلب النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان”، متوجها في ذات الوقت “إلى كل من المكتب التنفيذي والمجلس الوطني الجديد إلى الاستمرار على النهج الذي سارت عليه “أزطا” منذ تأسيها على امتداد عشرين سنة، حيث كانت المسؤولية جماعية”.
وأعلن بخصوص تدبير المرحلة الجديدة، “أن أول خطوة سيقوم بها رفقة أعضاء المكتب التنفيذي هي تجديد مخطط العمل الذي يهم الثلاث سنوات القادمة، وذلك انطلاقا من مخرجات هذا المؤتمر، كما دعا المجلس الوطني للتفكير بجدية في آليات ومقاربات جديدة لرفع التحديات التي تواجهها الأمازيغية سواء في سياقها الوطني أو الإقليمي أو الدولي”.
وحرص الرئيس الجديد لـ”أزطا”، على التأكيد أمام مناضلات ومناضلي الشبكة الأمازيغية “أن التحدي الأكبر الذي يواجههم هو الحفاظ على الدينامية والروح النضالية من أجل الدفع بالأمازيغية التي توجد في صلب النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن أجل مغرب آخر ممكن”.
ويشار أن المؤتمر الوطني السادس لـ”أزطا” ينعقد في ظل غضب يعم صفوف مكونات الحركة الأمازيغية، لما تعتبره استمرار هذه الحكومة على ذات النهج السابق والذي يطبعه غياب إقرار مخططات قطاعية نص عليها القانون التنظيمي، لترسيم فعلي للأمازيغية بحيث يصبح لها حضور دائم في السياسات العمومية والمؤسسات الرسمية بل الشأن العام، حيث لازال تدريس الأمازيغية وإدماجها في المجالات ذات الأولوية متعثرا.
ومعلوم أن “أزطا” قد وجهت قبل أشهر اتهامات لبعض القطاعات الحكومية على عهد الحكومة السابقة، بكونها تمارس الإقصاء والتمييز في حق الفاعلين المدنيين المهتمين باللغة والثقافة الأمازيغية، وأن هذا الأمر يؤكده، وفق “أزطا”، المسار الذي تنهجه تلك القطاعات في بلورة خططها وبرامجها لتفعيل القانون التنظيمي رقم 26.16.
وكانت الشبكة قد اقترحت على الحكومة آنذاك، صياغة ميثاق وطني للغات والثقافة يروم تحقيق عدالة لغوية معززة للتعدد اللغوي وحامية للتنوع الثقافي بما يضمن الشروط الضرورية لحيوية اللغتين الرسميتين للبلاد ويعزز تدريجا وظائف اللغة الأمازيغية والارتقاء بها لتقوم بوظائفها كاملة كلغة رسمية للبلاد.
وفي بلاغ لها بخصوص مؤتمرها الوطني السادس، أفادت الشبكة الأمازيغية، أن تنظيم هذا المؤتمر تم في ظل الظروف الخاصة التي يطبعها تفشي وتطور جائحة كورونا، حيث حرصت الشبكة في هذا الصدد على ضمان تمثيلية مناسبة لكل فروعها وأجهزتها في احترام تام للتدابير المعمول بها والموصى بها من طرف السلطات الصحية، مسجلة حضور أشغال المؤتمر ممثلين عن الحركة الأمازيغية وعن الجمعيات والمنظمات الوطنية التي تربطها صداقة بـ”أزطا” والتي تعمل في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان بالإضافة لباحثين أكاديميين في قضايا الأمازيغية.

< فنن العفاني

Related posts

Top