تفاوت صارخ

أعلنت جامعة كرة القدم عن تنظيم دورة تكوينية بمركب محمد السادس لكرة القدم، تخصص لفائدة المدراء التقنيين لأندية البطولة الاحترافية لكرة القدم.
تنظم هذه الدورة تحت إشراف الإدارة التقنية الوطنية، وتضمن برنامجها مجموعة من المحاور الأساسية، استهلت بتقديم أسس وفلسفة اللعب الخاصة بالمنتخبات الوطنية، ساهم في تنشيطها خبراء، يشهد لهم بالكفاءة والخبرة بعالم الاحتراف، من بينهم مارك آلين، المدير السابق لأكاديمية نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، وإريك رامساي المدرب الحالي لفئة أقل 23 سنة لنادي تشيلسي.
تركزت المدخلات حسب ما جاء في بلاغ الجامعة، على دور المدير التقني وأهمية العمل على تطبيق فلسفة اللعب، كما تم التطرق لمواضيع أخرى مهمة كتأسيس الشركات الرياضية، وخصوصية لاعب ومدرب المستقبل، والبرنامج التدريبي ومناهج العمل، وغيرها من الأسس المرتبطة.
محاور مهمة وأساسية، تهدف بالدرجة الأولى إلى إغناء مدارك المدراء التقنيين العاملين داخل الأندية الوطنية، نظرا للمهام الثقيلة التي يطلعون بها، والمسؤوليات الحيوية التي يتحملونها، والتي بدونها لا يمكن أن تستقيم الأمور من الناحية التقنية والمنهجية.
هذه الأسس تبقى من الناحية النظرية ضرورة ملحة، والجامعة تدفع في اتجاه تطوير الجانب الحيوي، وهيكلته واحترام تخصصه وتنمية مدارك العاملين به، في برنامج التكوين وإعادة التكوين.
إلا أن هناك إشكالا حقيقيا يعيق تطور هذا الجانب، ويتعلق بعقلية المسير وطريقة تفكير الرؤساء الذين يتحملون المسؤولية المباشرة على رأس الأندية، عقلية لا تؤمن نهائيا بشيء اسمه التخصص، وكل المهام مرتبطة بالشخص الواحد، لا شريك له في هذه التدبير الحيوي.
أغلب الرؤساء -إلا من رحم ربي- ، يقررون في كل شيء، ينفردون بكل الصلاحيات والمهام، وحتى ولو كانت تقنية، يختارون المدربين، ويقررون في صفقات اللاعبين، لا وجود لما يسمى بإدارة تقنية، وأغلب الذين يعينون بهذه المهمة داخل الأندية الوطنية، تبقى مسؤولياتهم شكلية فقط، وهناك من يبحث عن منصب ولو بدون صلاحيات.
والحالة هذه، هناك تناقض صارخ بين جامعة بتفكير حداثي ورهانات مستقبلية، من جهة، وعقلية محافظة إن لم نقل متسلطة للأغلبية الساحقة من رؤساء الأندية الوطنية، من جهة ثانية، تفاوت صارخ في السرعة والتفكير، لا يمكن معهما أن تحقق التوازن المطلوب في العمل.
مهمة صعبة إذن، تنتظر الجامعة بصفتها الجهاز المشرف على شؤون كرة القدم الوطنية، والمطلوب هو التعامل الصارم مع من يعرقل مسار التطور الذي يطمح له، دون تساهل أو تنازل أو تمييز.

>محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top