يصعب إحصاء كل السلوكات البليدة التي يقترفها النظام العسكري الجزائري يوميا وعلى مدار الساعة ضد المملكة المغربية، ذلك أن عداءه للبلد الجار تفشى بشكل كبير وصار عقيدة راسخة لديه، ولم يعد له أي عمل عدا نفث سموم ذلك، ولا يبالي بكل ما يخلفه الأمر من سخرية تجاهه.
لم يتحقق لجينرالات الجزائر شيئا عقب وقف أنبوب الغاز المغاربي، ولم يتعرض المغرب لأي «سكتة طاقية»، كما كانوا يحلمون بذلك ويروجون له، ولم يخجلوا اليوم وهم يفرضون على بسطاء شعبهم في الداخل أن يقتصدوا في استهلاك الغاز، لكي يستطيعوا هم الالتزام بعقود التصدير إلى الخارج، ومواصلة جني الأرباح والعمولات وتبرير العنجهية..
رئيس ديبلوماسيتهم، من جهته، لم يجد أي حرج، وهو يصرح لصحيفة: «ليكسبريسيون» مؤخرا، بأن القمة العربية المقبلة المرتقب عقدها بالجزائر ستكون، بحسبه، فرصة من أجل مساندة «الشعبين الصحراوي والفلسطيني»، ولم يدرك أنه بهذه الرعونة يحكم من الآن على فشل هذه القمة قبل أن يكتب لها الانعقاد…
وإذا أضفنا لما سبق، كامل البلطجة التي جسدتها مواقف وتصريحات وممارسات عسكر الجار الشرقي للمغرب، وكل السعار الذي يلفهم تجاه المغرب ووحدته الترابية وحقوقه الوطنية المشروعة، فإن الصورة تبرز للعالم برمته وجود نظام ديكتاتوري غارق في التكلس والتحجر و… الغباء، وهو، بذلك، يمثل اليوم خطرا أساسيًا على كل المنطقة، وعلى أمنها واستقرارها وتطلعات شعوبها للديمقراطية والحرية والتنمية والتقدم.
أما المغرب، فهو مستمر في مواجهة هذا العداء الباتولوجي لعسكر البلد الجار بالكثير من التجاهل وعدم المجاراة أو الانصياع للاستفزازات والمناورات، وفِي الوقت نفسه هو يتمسك بالحزم في التصدي لأي مس بحقوقه الوطنية المشروعة؛ وهو، بذلك، يدافع عن أرضه وسيادته ووحدته، ولكن أيضا عن كل المنطقة، وعن استقرارها وأمنها وانفتاحها وتقدم شعوبها، أي أنه يواجه نظاما عسكريا متحجرا وعدوانيا بالنيابة عن شعوب المنطقة وعن العالم كله، ولهذا يتنامى اليوم وعي المنتظم الدولي بحقيقة النزاع المفتعل وبمشروعية المواقف الوطنية المغربية.
وعندما يسعى وزير الخارجية الجزائري إلى إقحام القمة العربية المقبلة في منغلقات المناورة البئيسة ضد المملكة، فالجواب على ذلك وصله قبل الموعد، من خلال تصريحات ومواقف معظم الدول العربية من على منبر الأمم المتحدة، وفِي الأيام الأخيرة بمناسبة تخليد المغرب لذكرى عيد الاستقلال، وذكرى المسيرة الخضراء، علاوة على إقدام بعض هذه الدول على فتح قنصليات لها لدى المملكة بداخل الأقاليم الجنوبية في العيون والداخلة، ولكن رغم كل هذا عسكر البلد الجار يستمر في الرعونة، ويواصل تقهقره إلى الخلف، ويمشي مسرعا نحو السقوط وفقدان العقل…
ومقابل كل هذا تقف المملكة متمسكة بمواقفها الراسخة، وتستمر في برامجها التنموية والديمقراطية، وتواصل تمتين علاقاتها المتجذرة والثابتة مع الدول العربية كلها، وتعزز دعمها الملموس للشعب الفلسطيني ولسكان القدس على أرض الواقع، وعبر وكالة بيت المال ولجنة القدس، وتترك لجينرالات الجزائر الكلام ونفخ الأوداج بالشعارات الجوفاء والكذب…
لعمامرة وأسياده بقصر المرادية والجينرالات يضربون من جديد وككل مرة رؤوسهم بالحائط، ويتفاقم سعارهم وجنونهم…
أنتم فاشلون… وأيضا بلداء.
<محتات الرقاص