خبراء يؤكدون أن المغرب متميز في مكافحته لفيروس نقص المناعة المكتسبة

أكد خبراء مغاربة وأجانب متخصصون في محاربة فيروس نقص المناعة المكتسبة أن المغرب متميز عن باقي دول المنطقة، بل وعلى الصعيد العالمي، في مكافحته لفيروس السيدا.
واعتبروا، خلال لقاء افتراضي عقد بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لمحاربة السيدا 2020 حول موضوع “التصدي للسيدا في عصر كوفيد-19، مسؤولية مشتركة”، أنه بفضل المجهودات المحمودة للقطاع العمومي والمجتمع المدني، استطاع المغرب أن يقدم خدمات لعلاج فيروس نقص المناعة المكتسبة، رغم الوضعية الوبائية المتعلقة بـ “كوفيد-19”.
وفي مداخلة له بهذه المناسبة، أوضح مدير مديرية الأوبئة والأمراض المعدية بوزارة الصحة، محمد اليوبي، أنه بالرغم من جائحة كوفيد-19، عملت الوزارة على ضمان توفير العلاجات للأشخاص المصابين بالسيدا على نحو متواصل.
وشدد اليوبي أيضا على أهمية مكافحة الوصمة السلبية التي تلحق بالمصابين بالفيروس، مشيدا بالجهود المبذولة في إطار التعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين.
من جانبه، أشار نائب رئيس اللجنة التنسيقية المغربية لمكافحة السيدا والسل، السيد توفيق أبطال، إلى أن اللجنة تنسق الإجراءات المتخذة في هذا المجال، في تعاون وثيق مع شركائها في القطاعين العام والخاص خلال هذه المرحلة التي يطبعها انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأوضح أبطال أنه تمت المصادقة على طلب تمويل مخطط عمل 2021-2023 من طرف الصندوق العالمي لمحاربة السيدا والسل والملاريا.
من جهتها، أشادت ممثلة سكريتارية الصندوق العالمي لمكافحة السيدا بجنيف، السيدة إمينا ريي-فلورينتز، بالشراكة “طويلة الأمد” مع المغرب، وكذا بالدينامية المستمرة التي أبانت عنها المملكة في مجال محاربة فيروس نقص المناعة المكتسبة.
وقالت ريي-فلورينتز “يعد المغرب رائدا في مجال محاربة السيدا”، مضيفة أن الصندوق العالمي وافق على تمويل برنامجه لفترة 2021-2023، وسيستمر في مساعدة المملكة على مكافحة فيروس السيدا.
ومن جهتها، دعت المنسقة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالمغرب، السيدة سيلفيا لوبيز إيكرا، إلى “التضامن العالمي” ومكافحة الوصمة السلبية التي تلحق بالمصابين بالفيروس قصد مواجهة السيدا، بالإضافة إلى تجديد “التزامنا” خاصة في هذه الظرفية التي تتسم بتفشي فيروس كورونا.
وفي معرض استعراضه لتقرير السيدا لسنة 2020، أكد مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة المكتسبة بالمغرب، كمال العلمي، أن 38 مليون شخصا يتعايشون مع فيروس السيدا عالميا، بينهم 19,2 مليون امرأة و 1,8 مليون طفل دون سن 15 سنة. وقال “أصيب ما مجموعه 1,7 مليون شخص بهذا الفيروس سنة 2019، حيث بلغ عدد الوفيات المرتبطة بالسيدا 690 ألفا”.
كما سجل العلمي أن “كوفيد-19” قد فرض تحديات كبيرة بما في ذلك الاستجابة لفيروس نقص المناعة المكتسبة، والاعتناء بالأشخاص الأكثر تضررا من هذا الفيروس.
وأبرز العلمي أن برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة المكتسبة قد وضع بمعية شركائه عدة أهداف بحلول سنة 2025، لا سيما استهداف المصابين بالفيروس والمجتمعات المعرضة للخطر.
وفي نهاية هذا اللقاء الافتراضي، قدم كل من عبد الكريم مزيان بلفقيه، رئيس قسم الأمراض السارية بوزارة الصحة، وابتسام الخدري، رئيسة مصلحة الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا بنفس الوزارة، عرضين، على التوالي، حول الاستجابة الوطنية لفيروس السيدا منذ سنة 1986، وكذا بشأن استمرار خدمات الرعاية الصحية أثناء وباء “كوفيد-19”.
يشار إلى أن هذا اللقاء الافتراضي، الذي أداره بشكل مشترك، شكيب النجاري، رئيس جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، وكمال مرحوم الفيلالي، رئيس قسم الأمراض المعدية في المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، نظمته وزارة الصحة بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة المكتسبة والصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا.

Related posts

Top